زمن الشيولات... والـ"هَبَمْبة
أنباء عدن: الثلاثاء 06 مايو 2025 01:39 مساءً

*أ.د مهدي دبان*
نتجرع الألم بصمت، وقد جفّت الدموع في مآقينا من فرط القهر، تبخرت أحلام العمر كأنها لم تكن، لا لذنب اقترفناه، بل لأننا اخترنا طريق التعليم وبناء العقول و تهذيب الأرواح . رجالات الفكر باتوا أشباحاً تتسكع على أرصفة الهم، أجساد نحيلة، وظهور محنية، لأنهم يحملون وطنا بأكمله على أكتافهم
على الجانب الآخر ...رجال بحجم الوطن يُهَبمبون، ويجرفون الأخضر واليابس، شيولات تمشي على قدمين، آلات بشرية لا تشعر بجوع جائع، ولا أنين مريض، ولا حاجات المحتاجين. بشروبلا إحساس، لايجيدون سوى القرط والجرف، كأن الرحمة نزعت من قلوبهم.
ما الذي يحدث في وطني؟ ما هذا الظلم المريع؟ ما هذه القسوة التي تنخر عظامنا؟ كنتم بالأمس تلاميذ صامتين، ترجون همسة من معلم، أو لفتة حانية، أو حتى ابتسامة عابرة، واليوم... تكيلون الإهانات لمن علموكم، مرة بتجاهل مطالبهم، وأخرى باعتراض مواكبهم، وكأنما أذنبوا حين طالبوا بحقهم.
كبلتموهم بقيود الحاجة، وأذللتموهم بمهانة العوز، ثم تطالبونهم بالرقص في قاعات المحاضرات! أهدَرتم أموال الوطن على زبائن الكراع وبذخ مطاعم العاصمة، وتركتم من يبني الوطن وأجياله يئن في صمت، يتجرع مرارة العيش وحده ويموت دون ضجيج ...
.