مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم بالرصاص في جنوب أفريقيا
متابعات: الثلاثاء 18 فبراير 2025 01:13 مساءً

قُتل محسن هندريكس، وهو شخصية رائدة أُطلق عليه لقب أول إمام مثلي الجنس في العالم، بالرصاص في جنوب أفريقيا.
وكان رجل الدين البالغ من العمر 57 عاماً مسؤولاً عن مسجدٍ في كيب تاون، الذي من المفترض به أن يكون ملاذاً آمناً للمسلمين المثليين وغيرهم من المهمشين. قُتل هندريكس صباح السبت بعد تعرض السيارة التي كان يستقلها لكمين بالقرب من مدينة جكيبرها الجنوبية (المعروفة سابقاً باسم بورت إليزابيث).
وقالت الشرطة في بيان: "خرج اثنان مشتبه بهما مجهولان بوجوه مغطاة من مركبة وبدأا إطلاق عدة أعيرة نارية على السيارة."
أثار نبأ وفاة هندريكس موجة من الصدمة في مجتمع "الميم عين-LGBTQ " وخارجه، وتدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم.
ودعت جوليا إيرت، المديرة التنفيذية للرابطة الدولية للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والعابرين جنسياً والجنس البيني، السلطات إلى إجراء تحقيق شامل في قالت إنه: "ما نخشى أن يكون جريمة كراهية".
نشطاء حقوق الإجهاض خارج مركز إيمانويل حيث تجمع المتظاهرون المؤيدون للحياة في 7 سبتمبر/أيلول 2024 في لندن، إنجلترا.
كيف يهدد قرار ترامب حياة آلاف الفتيات والنساء في العالم؟
قماش القنب يغطي لافتات في مقر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الأحد، 9 فبراير 2025.
"فوضى الوكالة الأمريكية للتنمية تهدد أفقر شعوب العالم" - نيويورك تايمز
قصص مقترحة نهاية
وقالت عن هندريكس إنه "دعم وأرشد العديد من الناس في جنوب أفريقيا وحول العالم في رحلتهم للتصالح مع إيمانهم، وكانت حياته شهادة على الشفاء الذي يمكن أن يجلبه التضامن بين المجتمعات إلى حياة الجميع".
قُتل هندريكس بعد أن أشرف على حفل زفاف للمثليات، على الرغم من عدم تأكيد ذلك رسمياً.
وظهرت تفاصيل الهجوم من خلال لقطات صورتها كاميرات مراقبة، وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتُظهر اللقطات سيارة تتوقف وتعيق السيارة التي كان هندريكس يستقلها أثناء ابتعادها عن الرصيف. ووفقاً للشرطة، كان الإمام في المقعد الخلفي.
وتكشف زاوية لقطات كاميرات المراقبة ما حدث من جانب واحد من الطريق - حيث قفز المهاجم من السيارة وركض إلى السيارة التي تعرضت للهجوم وأطلق النار عدة مرات عبر النافذة الخلفية للسيارة.
وأكدت مؤسسة الغربة التي أسسها هندريكس، والتي تدير مسجد الغربة في ضاحية وينبرج في كيب تاون، أنه توفي في هجوم مستهدف صباح السبت 15 فبراير/شباط 2025.
لكن عبد المغيث بيترسن، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ناشد عبر مجموعة واتساب متابعيهم للتحلي بالصبر، مؤكداً على أهمية حماية عائلة هندريكس.
تحدى عمل هندريكس التفسيرات التقليدية في الإسلام، ودافع عن إيمان رحيم وشامل.
وكان دستور جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري هو الأول في العالم الذي يحمي الناس من التمييز بسبب ميولهم الجنسية، وفي عام 2006، أصبحت أول دولة في أفريقيا تقنن زواج المثليين.
وعلى الرغم من مجتمع الميم-عين المزدهر، لا يزال أفراد هذا المجتمع يواجهون التمييز والعنف. كما أن البلاد لديها واحد من أعلى معدلات القتل في العالم.
وأعلن هندريكس عن مثليته الجنسية في عام 1996، مما صدم المجتمع الإسلامي الأوسع في كيب تاون وأماكن أخرى.
وفي نفس العام، أسس "الدائرة الداخلية - The Inner Circle"، وهي منظمة تقدم الدعم والمساحة الآمنة للمسلمين المثليين الذين يسعون إلى التوفيق بين إيمانهم وجنسهم، قبل أن يمضي قدماً في إنشاء مسجد الغربة الذي يتّصف بالشمولية.
كان هندريكس موضوع فيلم وثائقي في عام 2022 بعنوان "الراديكالي-The Radical"، وقال عن التهديدات التي واجهها: "كانت الحاجة إلى أن أكون صادقاً أكبر من خوفي من الموت".
وتحدث هندريكس كثيراً عن أهمية الحوار بين الأديان والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة النفسية، والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم-عين، داخل المجتمعات الدينية.
وقال في مؤتمر "إيلغا-Ilga" العالمي في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره العدو".
وصف القس جيد ماكولي، وهو قس أنجليكاني مثلي الجنس، وفاة هندريكس بأنها "مفجعة حقاً".
وأشاد الناشط في حقوق مجتمع الميم-عين، البريطاني النيجيري بشجاعة هندريكس؛ الناشط الذي يدير منظمة (بيت قوس قزح-House of Rainbow)، وهي منظمة تقدم الدعم للأشخاص المثليين في نيجيريا حيث العلاقات المثلية غير قانونية.
وقال: "لقد تركت قيادتك وشجاعتك وتفانيك الثابت في المجتمعات الدينية الشاملة، علامة لا تمحى".
وقال صادق لوال، وهو رجل مسلم مثلي الجنس يعيش في نيجيريا، لـ بي بي سي إن هندريكس كان له تأثير كبير لأنه جعل "المستحيل ممكناً"، عندما صرح: "أنا إمام مثلي".
وقال "إنه مرشد لكثير من المسلمين المثليين في أفريقيا، وخاصة في نيجيريا، بسبب التطرف الديني".
وأضاف "ما زلت في حالة صدمة وحزن شديدين".
.