توليد الكهرباء بالفحم في الهند يتوسع بمحطات جديدة باستثمار 8 مليارات دولار
متابعات: الأربعاء 11 سبتمبر 2024 06:41 مساءً
حصل قطاع الفحم في الهند على دفعة استثمارية وتنظيمية جديدة رغم تعهد البلد الذي يُعد ثالث أكبر ملوث في العالم بخفض استعمال الوقود الأكثر تلويثًا.
وتعتزم شركة كول إنديا التابعة للدولة (Coal India) استثمار 670 مليار روبية، بما يعادل 8 مليارات دولار أميركي، لبناء محطات كهرباء تعمل بحرق الفحم.
YouTube Channel
00:53
00:02 / 00:33
Fullscreen
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
ويتسق إعلان كبرى شركات الفحم في الهند مع خطة كشفت عنها الحكومة قبل نهاية العام الماضي (2023) لإضافة محطات فحم جديدة بقدرة 88 غيغاواط حتى عام 2032.
وتستهدف الهند تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، لكن الفحم يشكّل أكثر من ثلثي مزيج توليد الكهرباء، وفق بيانات رسمية اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم الانتقادات، تؤكد صاحبة أكبر تعداد للسكان في العالم أنه لا يمكن التخلص من الفحم لكونه مصدرًا رخيصًا ومتوافرًا يُسهم في تحقيق أمن الطاقة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء لحين توافر المصادر المتجددة بتكلفة ميسورة.
شركة كول إنديا
حصلت شركة كول إنديا على الضوء الأخضر من الحكومة، لبناء محطات توليد كهرباء من الفحم، بقدرة 4.7 غيغاواط خلال ما يتراوح بين 6 و7 سنوات مقبلة.
وكشف مدير تطوير المشروعات بالشركة، ديباسيش نادا، أن معظم المحطات الجديدة ستُقام على الساحل الشرقي للهند وتحديدًا في ولاية أوديشا.
عمال أمام منجم فحم في الهند
عمال أمام منجم فحم في الهند - الصورة من "بي بي سي" البريطانية
وستُبنى محطات الفحم بالقرب من مناجم كول إنديا، من أجل تقليل تكاليف النقل والحفاظ على الميزات التنافسية.
بالإضافة إلى ذلك، ثمة محطات أخرى بقدرة 2 غيغاواط "موضع بحث"، لكنّ إنشاءها قد يستغرق وقتًا أكبر، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
وعلاوة على محطات الفحم، تدرس الشركة بناء محطات كهرباء تعمل بالطاقة المتجددة، وتعدين المعادن الأرضية النادرة.
الفحم في الهند
تحتل الهند المركز الثاني في قائمة أكبر الدول صاحبة مشروعات توليد الكهرباء بالفحم قيد التطوير، بإجمالي 97.3 غيغاواط.
وإجمالًا، تركزت 97% من محطات الفحم المقترحة الجديدة والمحدثّة خلال النصف الأول من العام الجاري (2024) في الصين والهند فقط.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر الدول في تطوير محطات التوليد بالفحم عالميًا:
أكبر الدول من حيث مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير
وفي سياق متصل، ارتفع إنتاج شركة كول إنديا من الفحم خلال المدة من شهر أبريل/نيسان وحتى أغسطس/آب (2024) إلى 290.39 مليون طن بنسبة نمو 3.1% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2023).
وسجل إجمالي إنتاج الفحم في الهند خلال المدة نفسها بنسبة 6.48% إلى 384.08 مليون طن، ارتفاعًا من 360.71 مليون طن على أساس سنوي، وفق بيان صحفي لوزارة الفحم الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
(العام المالي في الهند يبدأ في أبريل/نيسان وينتهي في 31 مارس من العام التالي له)
كما ارتفعت واردات الهند من الفحم بنسبة 10% على أساس سنوي خلال المدة بين شهري يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب.
مخاوف بيئية
يؤكد المسؤول في شركة كول إنديا، ديباسيش نادا، أن الفحم مستمر بمزيج الكهرباء في الهند على مدار 3 أو 4 عقود على الأقل، ولذلك تستثمر الشركة في إقامة محطات جديدة.
من جانبه، طالب المحلل في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف سونيل داهيا الحكومة بوضع سياسات تسمح بالاستعمال الرشيد للموارد بدلًا من إثقال كاهل منظومتي التوليد والاقتصاد بالكهرباء المولدة بالفحم باهظة التكلفة.
وتوقع داهيا أن تصل انبعاثات الكهرباء إلى ذروتها قبل نهاية العقد الجاري في عام 2030، رغم التوقعات المعلَنة قبل عامين بالوصول إليها في 2026.
وفي ضوء الدعم الحكومي السخي للفحم، تتوقع منصة "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس" (BloombergNEF) عدم تحقيق الحياد الكربوني في موعده المقرر في 2070.
وأوضحت أن ذلك الهدف يتطلّب وصول انبعاثات الكهرباء إلى ذروتها في عام 2026، وكذا استثمارات بقيمة 12.4 تريليون دولار، وهو أمر غير مرجح الحدوث.
ولإزالة الكربون من الاقتصاد، يجب أن تستهدف الاستثمارات تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين الأخضر.
وتشهد مصادر الطاقة المتجددة في الهند توسعًا، ودخلت مشروعات بقدرة 100 غيغاواط حيز التشغيل خلال العقد الماضي.
كما تستهدف الحكومة توليد 500 غيغاواط من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2030، وهو ما سيتطلّب إضافة 40 غيغاواط من القدرات النظيفة سنويًا.
.