غزة.. بين أمطار الدم والطوفان!
أنباء عدن: الاثنين 09 أكتوبر 2023 09:36 صباحاً
يعد قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته عن 365 كيلو مترا مربعا، أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وأصبح جبهة مشتعلة ومنطقة لطوفان الدم في السنوات 18 الماضية.
إسرائيل كانت احتلت قطاع غزة في أعقاب حرب الأيام الستة المعروفة بـ"النكسة" في عام 1967، وكان في ذلك الوقت تابعا إداريا لمصر.
التطور الهام حدث بعد مرور 38 عاما على احتلال القطاع، حين قامت إسرائيل في عام 2005 في إطار فك الارتباط من جانب واحد بالأراضي التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بتدمير 25 مستوطنة إسرائيلية، 21 منها في قطاع غزة و4 في الضفة الغربية، كما قامت قسرا بإجلاء ما يقرب من 9 آلاف مستوطن من المنطقة، فيما غادر آخر جندي إسرائيل غزة في 12 سبتمبر عام 2005.
حركة حماس التي كانت تأسست في عام 1987، تعززت قوتها باضطراد في القطاع وتمكنت من الإمساك بدفة الأمور هناك، إضافة إلى نشاط عدة فصائل فلسطينية مسلحة أخرى أهمها الجهاد الإسلامي.
الإسرائيليون يصفون قطاع غزة المحاصر والذي أبقت إسرائيل سيطرتها على مياهه الإقليمية وأجوائه، قائلين إنه تحول إلى "بؤرة" للشر.
سلسلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بدأت مبكرا منذ عام 2006 حين أطلقت تل أبيب عمليتها "أمطار الصيف" في 28 يونيو، عقب أسر حركة حماس للجندي جلعاد شاليط، أعقبتها في نوفمبر من نفس العام بعملية ثانية سميت "غيوم الخريف".
في 29 فبراير عام 2008، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع عملية باسم "الشتاء الحار"، بهدف تدمير الإمكانيات الصاروخية الفلسطينية، جاء ذلك بعد إطلاق أكثر من 60 قذيفة صاروخية داخل إسرائيل من غزة. العملية انتهت في 3 مارس إلا أن القصف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينة في القطاع تواصل لفترة.
تكرر السيناريو ذاته في 27 ديسمبر عام 2008، حين نفذت إسرائيل "الرصاص المصبوب" وهي واحدة من أكبر عملياتها العسكرية في قطاع غزة وشملت عملية برية شاركت بها ثلاثة الوية للجيش الإسرائيل.
العملية استمرت 3 أسابيع وانتهت في 18 يناير عام 2009 بمقتل ما يقرب من 1500 فلسطيني، أكثر من نصفهم من المدنيين، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
لاحقا نفذ الجيش الإسرائيل في عام 2014 عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أطلق عليها اسم "الصخرة الصلبة"، وكان الهدف منها تدمير البنية التحتية لحركة حماس، علاوة على "وقف الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون" على مناطق إسرائيل المتاخمة، بشكل تام.
الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أطلقت في عام 2019 حوالي 200 صاروخ على إسرائيل ردا على عملية إسرائيلية أدت إلى مقتل القيادي بحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في غزة، قام الجيش الإسرائيلي إثرها بغارات جوية عنيفة، وكما هي العادة انتهت المواجهة بهدنة بين الطرفين.
في أعقاب هجوم صاروخي انطلق من قطاع غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية "حارس الجدران" في الفترة من 10 إلى 21 مايو عام 2021.
أما في العام الجاري، فقد ردت إسرائيل على قصف صاروخي من القطاع بتنفيذ عملية "الدرع والسهم" بين يومي 9 – 13 مايو 2023.
التطور الأكثر خطورة جرى مؤخرا في 7 أكتوبر 2023، بتنفيذ حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" المفاجئة، والتي شملت لأول مرة توغلا بريا في مستوطنات الغلاف، ما أسفر عن مقتل المئات من الإسرائيليين وإصابة أعداد كبيرة أخرى.
إسرائيل سارعت إلى الرد بعملية مضادة كبرى أطلق عليها اسم "السيوف الحديدية"، لا تزال تكبر مثل كرة الثلج.
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت كان وصف العملية العسكرية التي نفذتها حماس بالخطأ الفادح، علاوة على تهديدات عنيفة أخرى صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين الآخرين، ما يوحي بأن المواجهة هذه المرة ستأخذ بعدا أكثر عنفا ودموية بكثير من سابقاتها.
المصدر: RT
.