انطلاق مؤتمر يبحث انفصال الجنوب وسط تشديدات أمنية
الأناضول
انطلقت في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب)، الخميس، فعاليات مؤتمر "الحوار الوطني الجنوبي" لبحث الانفصال عن شمالي البلاد، وذلك في ظل مقاطعة من مكونات جنوبية وإجراءات أمنية مشددة.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، اعتبر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي أن "المؤتمر تدشين لعهد جديد من النضال وتعزيز وحدة الصف الجنوبي"، مجددا دعوته إلى "استمرارية الحوار مع كل المكونات السياسية الجنوبية دون استثناء".
وحضر الجلسة الافتتاحية أيضا اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق الذي أطلقت جماعة الحوثي مؤخرا سراحه من الأسر، ونائب وزير الداخلية في الحكومة اليمنية علي ناصر لخشع، بالإضافة إلى ممثلين عن مكونات سياسية جنوبية.
والمؤتمر يستمر ثلاثة أيام، وهو بدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بانفصال جنوبي اليمن عن شماله، بدعوى معاناة محافظات الجنوب من تهميش وإقصاء سياسي واقتصادي، وهو ما تنفيه الحكومات المتعاقبة.
ويهدف المؤتمر إلى الوصول إلى توافق سياسي ورؤية موحدة داعمه لعودة الأوضاع إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، والمشاركة في صناعة ملامح دولة الجنوب، وإدارة المرحلة القادمة، وفقا للقائمين عليه.
وفي أحاديث منفصلة مع الأناضول، قال سكان محليون إن قوات "عاصفة الحزم" (تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي) أغلقت جميع المنافذ والطرقات المؤدية إلى قاعة المؤتمر بأحد الفنادق بحي خور مكسر في مدينة عدن.
وأضافوا أن القوات قطعت الطريق البحري الرابط بين مديريات الشيخ عثمان والمنصورة والبريقة وبين مديرية خور مكسر، ونشرت عشرات المدرعات العسكرية لتأمين المؤتمر.
بينما سمحت بمرور المركبات على طريق الكورنيش- العريش، مما سبب زحاما شديدا وحال دون وصول عمال وطلاب إلى مقار عملهم ومدارسهم، بحسب السكان.
ولرفضها خيار الانفصال عن الشمال وتمسكها بالوحدة، تقاطع المؤتمر مكونات جنوبية بينها: الائتلاف الوطني الجنوبي والمؤتمر الوطني لشعب الجنوب والمؤتمر الشعبي الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع.
ودخل جنوبي اليمن وشماله في وحدة طوعية في 22 مايو / أيار 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من تهميش وإقصاء أدت إلى حرب أهلية استمرت نحو شهرين في 1994
ولا تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال، وهو ما ترفضه السلطات وقطاعات واسعة من الشعب اليمني.
وبجانب ملف الجنوب، يعاني اليمن منذ تسع سنوات من حرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها صنعاء (شمال) منذ 2014.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنها يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها اليمن ولبنان.
.