الكاتبة السورية منار عبد الكريم قطيني: رمضان سكينة روحانية وممارسة الرياضة ليست مضيعة للوقت
انباء عدن الاثنين 17 أبريل 2023 01:28 مساءً
منار
قانعة متصالحة مع نفسها والكتابة ذائبة في حياتها
حالة ركود وتدني في نسبة المقروئية وبعض الأقلام المبدعة مهمشة عربياً
ألجأ دوماً لغربلة نفسي حتى تتطهر من كل الذنوب والخطايا
سوق الكتاب في العالم العربي غير متوازن لأسباب تتعلق بالحالة المعاشية
كل ما أكتبه يحمل شيئاً من ملامح شخصيتي المحبة للخير والفرح للجميع
شغوفة بالكلمة وتعشق القلم وتتعاطى الأدب قراءة وكتابة دون انقطاع، لذلك خاضت العديد من تجارب الكتابة التي أضفت على كلٍ منها معنى مختلفاً، وفي المقابل حصدت نجاحات متنوعة ومكتسبات عدة ,تستهويها الآفاق الجديدة والمساحات الشاسعة، فتقضي جُل وقتها في هندمة الكلمات ما بين عالم الرواية، والشعر، وكتابة القصص، وربما المزيد؛ لتنسج قطعاً إبداعية غير متكررة, الكاتبة والأديبة السورية منار عبد الكريم قطيني، حلّت ضيفة علينا في هذا الحوار:
لقاء/صفوان الهندي:
*- ماذا يعني لك شهر رمضان؟
سكينة روحانية, طقوس دينية نعيشها على مدى ثلاثين يوماً
*- كيف تصفين طباعك في هذا الشهر ؟
ليس لديّ طباع خاصة في هذا الشهر ,أنا إنسانة قانعة, راضية, متصالحة مع نفسي في كل الأوقات ,وألجأ دوما لغربلة نفسي حتى تتطهر من كل الذنوب والخطايا
*- ما اللقب الذي تحبين لكل من حولك أن يلقبوكِ به؟
نوارة, كما كانت تناديني جدتي رحمها الله
*- هل لديك رغبة تودين تحقيقها في هذا الشهر الكريم ؟
لا ,رغبتي هي فقط أن يعمّ الخير والسلام والأمن والرحمة والعطاء في كل الشهور وليس في هذا الشهر الكريم فقط
*- ماذا تعني لك الكتابة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه القراءة شيئاً غريباً؟
بالنسبة لي الكتابة كمثل الشمس والهواء والماء ذائبة في حياتي الفكرية والعاطفية والوجدانية ,وتصير هوساً وعشقاً يصاب الكاتب به ولايشفى منه ,لذلك هي فعل لابد منه بين الكاتب ونفسه, حتى لو كان هناك شح في عدد القرّاء , وهذا كله في ظل الفقر والجوع وغلاء المعيشة ,وتفشي الثقافة الإلكترونية وانشغال الانسان العربي بهمومه
*- من التي تكتب، منار الكاتبة، أم أحاسيسها وتأملاتها؟
لا يمكن أن يكون هناك عملاً ابداعياً بدون تأمل وخيال وعواطف, والكاتب والأديب ليس مطلوباً منه أن يفكر وينقب ويبحث فقط بقدر أن يشعر ويدرك ماهية الاشياء بشكل محسوس وخيالي, وأنا أرى أنّ التأمل والخيال هما الأداة الفنية
التي يملكها الكاتب والتي تكسب العمل الأدبي صفة الجمال والتميز وبرزخاً يصل بين القيم الروحانية الميتافيزيقية وبين الوجود المادي المبني على الحقائق
*- ماهي أقرب الأعمال الأدبية إلى قلبك؟
حالة خاصة جدا ربما لأنها تضمنت حكاية أو قصة حقيقية لأحد الحالات الموجودة في المجتمع, أو ربما كان من الممنوع الحديث فيها وقدّمت صورتها الحقيقية متحدية كل الأعراف والتقاليد
*- كيف تُقيمين معوقات الكتابة وصعوباتها أمام جيل الكُتّاب الجدد؟
للأسف نحن نعاني من حالة ركود وتدني نسبة المقروئية بشكل واسع في الوطن العربي, زاد على ذلك أنّ هناك بعض الأقلام المبدعة مهمشة والكتّاب العرب الشباب يظل مستواهم الأدبي راكدا كالماء, ويتم تجاهل إصداراتهم وإنتاجهم في حالة من الاستقصاء والاستبعاد من خلال السيطرة على الساحة الأدبية واحتكار الأنشطة لصالح الشللية البغيضة, وسوق الكتاب في العالم العربي غير متوازن لأسباب تتعلق بالحالة المعاشية
*- ماجديدك؟
أعمل حالياً على كتابة رواية جديدة وأكتفي بالتحفظ على ذكرها الآن
*- ما أهم ما أنجزته في حياتك المهنية وتعتزين به في رمضان؟
ماقمت به بزيارة إلى دار الأيتام, وتوزيع مجموعتي القصصية على الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم البريئة , أعتز وأفتخر دوماً بفعل الخير والعطاء وأعتبره رصيد محبة عند الله وأن يمنحني القوة والقدرة على مواصلة الكتابة , لأنني ببساطة كل ما أكتبه يحمل شيئاً من ملامح شخصيتي البسيطة المحبة للخير والفرح للجميع, وفي هذا الشهر الكريم المعطاء نتمنى أن يصل الرضى عن النفس في العطاء والخير إلى منتهاه
*- ما أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة لك ؟
أقتنع بضرورتها في حياة كل إنسان من كل الأعمار ويليق بها أن نوليها الوقت والاهتمام المعقولين وأن لا نعتبرها مضيعة للوقت أو نشاطاً ثانوياً , مع ذلك أثابر لفترة وأنقطع لفترة أخرى .
*- أخيراً هل أنت اخترت الأدب، أم أنّ الأدب هو الذي اختارك، ولماذا؟
نحن لانختار, الأدب هو موهبة تأتي بالفطرة ,وهذه الفطرة الربانية هي التي تفتح المجال للكاتب الأديب أن يتصيد كل ماهو محسوس وجميل, فنحن على غير علم منا نخلق أنفسنا باستمرار ونخلق عوالم أخرى بسعة الخيال وبلاغة الكلام, لتقدم ذاتنا للقرّاء بأسلوب أدبي ساحر نحن نعتمده, ولكننا لن نطور هذا الأدب إلا بصقله عن طريق ممارسة القراءة والتدريب المستمر على الكتابة.
صفوان الهندي
.