من نحن | اتصل بنا | الجمعة 15 أغسطس 2025 08:25 مساءً

الأخبار

1.65 مليون من كبار السن يواجهون خطر المجاعة في مناطق الحوثي

أنباء عدن: السبت 15 أبريل 2023 05:30 صباحاً
 
كانت الستينية أم يوسف تواجه قسوة الحياة وغلاء الأسعار ببيع الخبز الذي تعده نساء أخريات في منازلهن، حيث تعوّد أهالي جنوب العاصمة اليمنية صنعاء على شراء الخبز منها يومياً من أمام إحدى الأسواق التجارية؛ إلا أنها اختفت فجأة منذ أيام. وفي حين لجأ زبائن أم يوسف إلى شراء الخبز من نساء أخريات، ذهب أحمد، الشاب الثلاثيني، للسؤال عنها فاكتشف أن عناصر من مكتب البلدية الذي يديره الانقلابيون الحوثيون صادروا بضاعتها على مدى يومين متتاليين، ومنعوها من مزاولة عملها الذي تعيش منه، متسببين بمديونية كبيرة للنساء اللواتي يسلمنها خبزهن لبيعه، ليرفضن التعامل معها لاحقاً.
 
وحسب الشاب الثلاثيني، فإن أم يوسف تعيش رفقة ابنتها القاصر، محاولةً توفير ما يتيسر لها من متطلبات الحياة وإبقاء ابنتها في المدرسة، إلا أن صعوبة المعيشة وممارسات الانقلابيين الحوثيين تمنعها من مواصلة هذه المهمة. وحالة أم يوسف ليست نادرة أو استثنائية، إذ يواجه كبار السن في اليمن أوضاعاً مأساوية، مما دفع بمنظمة دولية مختصة في مساعدة كبار السن للمطالبة بحقوقهم؛ إلى إجراء بحث حول أثر الأزمة والحرب في اليمن عليهم، ضمن دراسة شملت 10 دول، لتكشف عن تعرض 1.65 مليون منهم لخطر المجاعة.
 
ومنذ أسابيع اعتدى قيادي حوثي في محافظة ريمة، على امرأتين مسنتين، الأم السبعينية وابنتها الخمسينية، مستقوياً بجماعته، ومستغلاً عدم وجود أقارب للذود عنهما سوى شاب مريض تقومان برعايته وإعالته. وجاء اعتداء القيادي الحوثي على المرأتين بعد أن حاول استغلال وضعهما المعيشي للاستيلاء على أرض تملكانها، ما دفعهما إلى اللجوء للقضاء الذي أنصفهما، إلا أن القيادي الحوثي عرض عليهما التنازل عن الأرض بمقابل مادي بخس. وبسبب استمرار رفضهما أقدم على الاعتداء عليهما بإلقائهما من سطح منزلهما، متسبباً لهما بكسور وجروح خطيرة.
 
وأكدت الدراسة التي أعدتها منظمة «هلب إيج» أن كبار السن في اليمن يتأثرون بشكل خاص بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ويضطر معظمهم إلى تخفيض استهلاكهم من الطعام وتقليل مشترياتهم منه، بينما تلجأ النساء المسنات إلى الصيام لأوقات طويلة قد تمتد لأكثر من يوم لتمكين أطفالهن أو أحفادهن من تناول كفايتهم من الطعام.
 
وبينما يضطر بعض المسنات إلى التسول من أجل تدبير المبالغ التي تمكّنهم من شراء الطعام، وفقاً للدراسة، فإن الغالبية من كبار السن في اليمن اختاروا التوقف عن زيارة الأطباء والمستشفيات للحصول على الرعاية الصحية بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتكلفة النقل، وتحولوا إلى استهلاك أدوية منخفضة التكلفة ورديئة الجودة. ويختار عدد كبير من كبار السن اليمنيين بيع أثاث وحاجيات منازلهم إلى جانب الأشياء الثمينة مثل المجوهرات، لكسب بعض الدخل وتلبية احتياجاتهم الأساسية، إلا أن كل هذه التدابير لا تمنع تراكم ديونهم لدى محلات البقالة والسوبر ماركت والصيدليات، دون توفر وسائل لسداد هذه الديون.
 
وطبقاً للدراسة التي جاءت ضمن مشروع «تأثير أزمة الغذاء والوقود والتمويل العالمي في 10 دول مختلفة على كبار السن الذين غالباً ما يتم تجاهلهم»، جاء اليمن في المرتبة السابعة بين هذه الدول. وحثت الدراسة الحكومة اليمنية على «اتباع استراتيجيات يمكن من خلالها التخفيف من الصعوبات التي يواجهها كبار السن»، ودعتها إلى «التحرك العاجل رفقة المجتمع الدولي لتخفيف معاناة كبار السن، وإيلاء حصول كبار السن على الغذاء والدواء أهمية كافية». ودعت إلى «توفير مساحة للاستماع لأصوات كبار السن ومخاوفهم، وإنشاء شراكات مجتمعية وتقديم التوجيه المجتمعي لتحسين حياتهم، وأن تشمل برامج المساعدة الوطنية والدولية كبار السن من بين الفئات الأكثر ضعفاً والتي تجب تلبية احتياجاتها».
 
وتسببت الحرب في اليمن بتوسيع رقعة البطالة وفجوة سوق العمل، حيث رحبت سوق العمل بتوجه كبار السن والأطفال إليها على حساب الفئات العمرية الواقعة بينهما، ويرجع ذلك -حسب خبراء اقتصاديين- إلى قبول هاتين الفئتين السنّيتين بالأجور المتدنية والشروط المعقدة لظروف العمل. ووفق إحصاءات حكومية فإن أكثر من 80 في المائة من الفقراء اليمنيين يعيشون في الريف حيث يعتمدون على العمل في الزراعة، والتي يعمل فيها أقل من تلك النسبة بنحو 10 في المائة، ويعد أكثر من نصف هؤلاء من كبار السن الذين يرتبطون بالزراعة، بخلاف الشباب الذين يبحثون عن فرص التعليم والوظائف المرتبطة بالصناعة والتجارة.
 
 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن – محمد القادري   اطلع مدير عام مديرية المنصورة بعدن، أحمد علي الداؤودي، على المساحة المخصصة لإنشاء مركز سوء التغذية للأطفال في بلوك (10)، الممول من
المزيد ...
لطالما ارتبطت عدن، المدينة الساحلية العريقة، بعاداتها الأصيلة التي حملت معها عبق التاريخ وأصالة المكان, ومن بين هذه العادات ما يتعلق بالمشروب الأكثر ارتباطاً
المزيد ...
  استقبل مطار عدن الدولي، اليوم، طائرة جديدة انضمت رسميًا إلى أسطول شركة طيران اليمنية، في إطار خطط الشركة لتحديث أسطولها وتحسين خدماتها الجوية.   وقالت إدارة
المزيد ...
 عن صفحة عبدالرحمن أنيس   تمكنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، أمس، من إلقاء القبض على مسلح احتجز زوجته داخل منزله في مديرية المنصورة، مهددًا بتفجيرها بواسطة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    المتابع والمتأمل الجيد للمشهد الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة يدرك أن الأوضاع التي نشكر عليها
    في البداية تخوف الجميع من أي ارتداد قد يحدث في سعر صرف العملة المحلية، في ظل عدم نشر خطة إصلاحات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025