مِنْ أينَ جاءَ الطُغاةُ؟ وَكَيفَ يُصْنَعُونَ؟
أنباء عدن: الخميس 26 يناير 2023 02:04 مساءً
يَسْقُطُ الطُغاةُ عنّدما يَسْألُ الإنْسَانُ مِنْ أينَ جاءَ الطُغاةُ؟ هَلْ نَتَجرّأُ ونَبُوحُ ؟ بِلادِيّ التي كانَتْ تُسمّى البِلادُ السعِيْدةُ! ... صَارت جحيمًا ... طاردةً للبشرِ ... كابوسا أمسى الكثيرون يفرون منها ... جحيما لا يُطاقُ ... دستوبيا آخرِ الزمانِ
"إنّ الهدفَ مِنَ الاضطهاد هو الاضطِهادُ نفسُه، والهدفُ مِنَ التعذيبِ هو أوجاعُهُ وآلامُهُ، وغايةُ السلطةِ هيَ السلطةُ".... هل بدأتم تفْهَمُونَ؟
علينا أنْ ندركَ بأنَّ لا أحد يسعى جاهدا في الوصولِ للسلطةِ ليُمسكَ بزمامِها يتخلى عنها بسهولةٍ، إنّ السلطةَ غاية في حدّ ذاتها؛ فالثوارُ لا يقومون بانقلاب عسكري لحمايةِ الناسِ والفقراءِ، وإنّما يشعلون الثورةّ ليقيموا حكمًا استبداديًا مستأثرين وحاشيتهم بالثروة، متنعمين بجوعِ الناسِ.
هذا هو التاريخ، فهو خير شاهد، انظروا إلى آخر ثورة في بلادنا ....مع الاعتذار للفنان المرشدي: " ربي عوّض الثائر"!... " ربي عوّض الثائر! ... وعوضٌ صاحبُنا ما يتعوّض ولا عوّضُوه!
في تُرْكُمْانستانَ اجتمعَ قبل مطلعِ القرنِ الحالي بعامٍ مجلسٌ وطنيّ مِنَ المغرمينَ المقربينَ (المستفيدين) من الرئيس (صابر/صفر مراد نيازوف) ، وهم حوالي الفين منافق ، يقررون بالإجماع انتخابه رئيسا مدى الحياة!
ولم تمضِ سوى أشهرٍ حتى يتبينَ الناسُ أنّ نيازوف نبيٌّ،لا ينقصه شيء من معالمِ النبوءةِ! ...ويعلنُ الأديب التركماني الشهير (كاكامور ابالييف) في بحثٍ منشور بعنوان " أطروحات النبي صابر مراد" نشره في صحيفة "نوتر تركمستان" معتمدا على كتاب "روحنامة" (البعث الروحي) الذي الّفه النبي صابر
ويشير" ابالييف" زعيم المنافقين إلى انّ كلّ ما جرى في السنوات الماضية موجود من قبلُ بكلّ تفاصيله في الكتاب المذكور ، بل يزعم واثقا الى ان كل ما سيحدث في قادم الايام الى قيام الساعة موجود في كتاب النبي صابر
وهكذا يتحول كائن من أمين عام للحزب الشيوعي (عام1985) إلى نبي عالمي ، على يديه يتحقق انقاذ العالم وتقدّم جنسِ البشريةِ ...
إنّ الإعلامَ والزبانية قد قاموا بمعجزةٍ حقيقية ، فقد حوّلت رجلا من مؤمن بـ (المادية التاريخية والديالكتيكية ) إلى رجلٍ يؤمنُ بالمعرفةِ اللاهوتية والبعث الروحي ... ولا نظن أن معجزةً إعلاميّة يمكنُ أن تفوق هذه المعجزة...
هل أدركتم كيفَ يُصنعُ الطغاةُ؟ ومَنْ يصْنَعُهم؟
مجيب الرحمن الوصابي
.