دور الصحافيين اللبنانيين في نشأة الصحافة المصرية
أنباء عدن: الأربعاء 09 مارس 2022 01:00 صباحاً

بحثت في أمهات كتب الصحافة العربية عن أصل تسمية " الصحافة " بهذا الاسم، ومن كان أول من أطلق عليها هذه التسمية؟ فوجدت بأن أول من أطلقها بمعناها الحالي كان الشيخ نجيب الحداد، مؤسس صحيفة لسان العرب في مدينة الإسكندرية المصرية، وهو لبناني ولد في بيروت، وبعدها توجه إلى العيش في مصر، أما عن تسميته بالشيخ لأنه كان قاضيًا كذلك، وصحيفة الأهرام المصرية العريقة، والتي تأسست في العام " 1875م " ولا تزال مستمرة حتى يوم الناس هذا، فقد أسسها الأخوين ( بشارة تقلا، سليم تقلا) وهما شقيقان قدما من لبنان إلى مصر، وأسسوا صحيفة الأهرام التي أصبحت ملكًا للحكومة المصرية فيما بعد، شأنها شأن أول وكالة أنباء في العالم(وكالة هافاس)، التي أسسها شارل هافاس، وأصبحت فيما بعد وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية( AFP).
وقرأت قديمًا معلومةً عن أول مجلة نسوية عربية (مجلة الفتاة) بأن من أصدرتها من الإسكندرية كانت الصحافية اللبنانية هند نوفل، وجرجي زيدان ورغم إني أبغض هذا الرجل لدوره في تدليس وتشوية التاريخ الإسلامي - وهو بالمناسبة مسيحي الديانة- ولكن وعلى مبدأ ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما، فقد أسس الرجل أول مجلة ثقافية عربية (مجلة الهلال) في العام " 1892م".
واطلعت على استطلاع مجلة العربي الشهير عن المكلا " عاصمة حضرموت ومفتاح جنوب الجزيرة العربية " هكذا كان عنوان الاستطلاع ، وذلك في عددها ( ال 79) في العام( 1965م) والذي أجراه الصحافي العملاق سليم زبال، فقد ساهم هذا الصحافي كثيرًا في توثيق مرحلة وطننا العربي في ستينات القرن الماضي، وذلك من خلال سلسلة استطلاعات مجلة العربي التي حملت عنوان " اعرف وطنك أيها العربي " فطاف زبال الوطن العربي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وكان مصريًا من أصولٍ لبنانية.
فما أصغر حجم لبنان، وما أكبر تأثير هذا البلد في الحركة الإعلامية والثقافية والأدبية في الوطن العربي، وما أجمل مصر التي تحتضن العرب جميعًا، وتجعل أفئدتهم تأوي إليها، وقد مررت ذات يوم بمقولةٍ تقول: إن العربي لا يشعر في مصر بالغربة!
ناصر بامندود
.