الفنان أحمد حلمي
أنباء عدن: الأربعاء 27 أكتوبر 2021 12:05 مساءً

احمد حلمي
من أكثر الممثلين الذينَ يروقون لي من الناحية الفنية ، فقد لا تعجبني حياته الشخصية وهذا شأنه الخاص ، إنما على مستوى التمثيل فهو رائع جدًا، ومن فرط روعته أنه يستطيع أن يضحكك بشدّة، ويجعلك تذرف الدموع في نفس الفليم! وربما ما كان بين الشعورين إلا بضع دقائق!
ويعجبني فيه أن يستطيع أن يجعلك تضحك وهو على طبيعته وشخصيته دون أن يسمج من ذاته أو يتصنع ويتكلف ، وفي الزواية الأخرى أحب ملامحه حين يؤدي مشهدًا حزينًا فهو يتقن هذه المشاهد ببراعة عجيبة!
كذلك تعجبني اختيارته ، وأعتقد أنه كان موفقًا في اختيار معظم أفلامه ، وحين يختار فليمًا فهو يبدع في اختيار كل تفاصيله من القصة والشخصية، إلى الأغاني والقفشات " والأفيهات " التي يتضمنها الفليم ، فعلى سبيل المثال تلك المرثية التي إلقائها في تأبين خاله في دور فليم أكس لارج الراحل إبراهيم نصر، كانت في غاية الجمال، وتدعوك لأن تتوقف عند كلماتها الصادقة على قلتها، وتتأملها.
وحتى أغاني أفلامه فهو موفق فيها، وأفخم أغنية من أفلامه - بالنسبة لي- أغنية اتخقنت لمحمد محي من فليم مطب صناعي، فهذه الأغنية أعدها من روائع أغاني الأفلام العربية، كذلك أغنية بالورقة والقلم من فليم عسل أسود والتي تحكي واقع معاملة معظم أوطاننا العربية لنا نحن ابناءها! كانت رائعة ومؤلمة كذلك!
ودائمًا ما كان يختار مقولةً يختتم بها فليمه، وتكون تلك المقولات جميلةً وحكميةً، في ختام فليم ظرف طارق ذكر حكمةً، أحيانًا ما تذكرها وكتبها وطبقتها في أشياء أردتها بشدّة، تقول تلك العبارة:
" إذا أردت شيئًا بشدّة فاطلق سراحه ، فإن عاد إليك فهو ملكًا لك إلى الأبد ، وإن لم يعد فإنه لم يكن لك من البداية ".
ففي هذه الحياة إذا رغبت في شيٍ بشدّة ( عملًا، فرصةً، شخصًا، شيئًا آخر) فاطلق سراحه، فإن صار لك فهو من نصييك ومن قدرك ما كتب لك في الدنيا ، وإن لم يكن لك فتأكد أنه لا يناسبك ولا يلائمك ولم يكن لك ، وتيقن أن ما هو أجمل منه سيكون من نصيبك.
ناصر بامندود
.