غريفيث يغادر منصبه كمبعوث أممي.. ماذا حقق خلال عمله لأكثر من 3 أعوام في اليمن ؟
أنباء عدن: الثلاثاء 18 مايو 2021 10:21 صباحاً
بعد أيام من إعلان فشله في مفاوضات مسقط، كشف دبلوماسيون أن البريطاني مارتن غريفيث، المرشح منذ أبريل الماضي لمنصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة، سيغادر قريباً منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الذي يشغله منذ 2018.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادرها في 12 مايو 2021، أنه تم اختيار غريفيث لمنصب منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالمنظمة الدولية.
والمهام الجديدة التي يطمح إليها غريفيث هي منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في نيويورك، الذي يشغله بريطاني أيضاً هو مارك لوكوك.
وطوى غريفيث، مساء الـ12 من مايو، مشوار 3 سنوات من عمله بالملف اليمني، عقب تقديمه آخر إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، في جلسة ركزت بالدرجة الأولى على تطورات الهجوم العسكري للحوثيين على مدينة مأرب النفطية، وتداعياته الإنسانية على تجمعات النازحين.
فشل الأمم المتحدة
لا تزال الأزمة السياسية في اليمن تراوح مكانها، على الرغم من تعيين الأمم المتحدة ثلاثة مبعوثين، لم يتمكنوا من إيجاد تسوية عاجلة للصراع الدائر منذ 2014، ليكون اليمن على موعدٍ مع تعيين مبعوث أممي رابع.
وعلى الرغم من أن غريفيث، عمِل على تحقيق السلام في اليمن بناءً على حل سياسي، فإنه واجه عقبات متعددة، جعلت طريقه محفوفاً بالصعاب والتعقيدات، في وقتٍ وُجهت إليه اتهامات، خصوصاً من الحكومة اليمنية، بمحاباة الحوثيين المتمردين.
وعلى غرار سلَفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فشل غريفيث المقيم بالأردن، في المساعدة بإنهاء الحرب المستمرة، كان آخرها إعلانه في مطلع مايو 2021، فشل مفاوضات مسقط مع الحوثيين، ما يجعل المهمة أشد صعوبة أمام خليفته.
غريفيث غير مرغوب به
على مدار أكثر من 3 سنوات، ورغم تحركاته الكثيرة ورحلاته ما بين صنعاء وعدن والرياض ومسقط وعمّان، وصولاً إلى زيارته طهران مرة وحيدة، وجد غريفيث نفسه غير مقبول بشكل كبير من طرفي الصراع في اليمن.
قبل أيام من الكشف عن ترك منصبه، رفض المتمردون الحوثيون لقاء غريفيث، خصوصاً في المفاوضات الأخيرة التي جرت بمسقط؛ وهو ما أثار شكوكاً حول إمكانية استمراره في العمل وسيطاً لحل النزاع في اليمن من دون عوائق.
وفي سبتمبر 2020، كشفت وسائل إعلام يمنية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر، رفضا لقاء غريفيث؛ احتجاجاً على صمت الأمم المتحدة عن تصعيد الحوثيين شرقي وغربي البلاد.
وقالت إن هادي ومحسن وكذلك رئيس الحكومة رفضوا لقاء غريفيث، بسبب ما اعتبروه "صمتاً أممياً إزاء خروقات مليشيا الحوثي لاتفاق استوكهولم بشأن انسحابها من ميناء ومدينة الحديدة، والتصعيد الأخير في محافظة مأرب وقصفها التجمعات السكنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة".
وعقب ذلك، أعلنت الأمم المتحدة رفضها طلب الرئاسة اليمنية تغيير المبعوث الأممي، وطالبت الأطرافَ اليمنية بالعمل مع غريفيث على إنهاء الأزمة الراهنة.
ويرى أنَّ تحرك غريفيث الذي أوقف معركة الحديدة، "تزامن مع بقاء السيطرة المالية للحوثيين على موارد الميناء كمصدر دعم مالي مهم، فضلاً عن خطر بقاء سواحل الحديدة بيد الحوثيين والتي يصل عبرها الدعم العسكري والأسلحة المهربة".
سنوات من الفشل
بجانب اتهام الطرفين له بالانحياز، واجه غريفيث صعوبة في إحداث توافق بين الحكومة والحوثي، أو تهيئة مناخ الحوار بينهما؛ بسبب الفجوة الكبيرة في آراء الجانبين بخصوص شروط حل الأزمة.
وتصر الحكومة اليمنية على ضرورة تحقيق السلام بناءً على المرجعيات الثلاث، المتمثلة بنتائج مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصاً القرار 2216، الذي ينص في أهم بنوده على ضرورة انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها، وضمنها صنعاء.
أما الحوثيون فمن جانبهم، يشددون على رفضهم تلك المرجعيات، ويشترطون وقف الغارات الجوية للتحالف العربي، قبل عقد أي مفاوضات مقبلة، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية.
وإلى جانب مفاوضات مسقط، أعلن غريفيث في سبتمبر 2018، فشل مفاوضات جنيف، بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، الذين تذرعوا بعدم الحصول على ضمانات كافية -وتحديداً لعودتهم إلى صنعاء- عقب انتهاء المشاورات.
وبعد 3 أشهر، في ديسمبر 2018، أفضت مشاورات رعتها الأمم المتحدة بالعاصمة السويدية استوكهولم، إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين، قضى بحلِّ الوضع في محافظة الحديدة، لكن ذلك الاتفاق لم يحقَّق منه سوى بند وقف دخول القوات الحكومية إلى المدينة، فيما فشل غريفيث في تنفيذ بقية بنوده.
.