رسالة إلى محافظ عدن لملس
أنباء عدن: الخميس 01 أبريل 2021 11:43 صباحاً

معشر الشعراء والكتاب وعاشقو المناظر الجميلة ، لاتستعجلوا في الحكم على هذا المنظر، ولاتستغربوا ياهواة الجمال والشواطئ ولايغرنكم....هذه ليست شواطئ ساحل أبين ولاجولدمور ولا الغدير ، هذه أعزكم الله ( البالوعة المركزية ) لمياه الصرف الصحي في خور مكسر، حيث تتجمع مياه الصرف الصحي كاملة فيها، وكلما ضاق بها الحال فاضت باتجاه المساكن كل ثلاثة أيام أو أكثر قليلا أول أقل ، وتتحفنا بروائحها الزكية أمام أقدم العمارات في خورمكسر وهي عمارة ( رشموندج) جوار ديوان رئاسة جامعة عدن لتكمل ماتبقى من مسلسل الحصار والموت البطئ في سجن كبيييير يسمونه ( عدن)، يفتك فيه كل من الفاقة والغلاء والضمأ والغلاء ومختلف الأوبئة بإنسان هذه المدينة على مرأى ومسمع هذا العالم الضال الذي يتسلى بجراحاتنا وعذاباتنا ، ولعلكم تلاحظون الطوق المحكم والجزر الصغيرة وسط الماء التي نقفز عبرها ، فينجو من نجا ويسقط من سقط، في هذه البحيرة، بغية الصلاة أو التسوق لشراء بضع أقراص من الرغيف الذي هزل جسده هو الآخر وغلا ثمنه.
الكهرباء انتهت ، والمياه مقطوعة، والغلاء بلغ القمة، وكورونا هي من يتحكم في المشهد ، وموكب توابيت الجنائز لايكاد ينقطع ، والمقابر هي المنجز الوحيد الذي يتوسع ويكبر فطوبى لكم ياحكام البلد ويامن تتحكمون في المشهد على هذه المنجزات !!
من هنا ومن مثل هذه المناظر ستنطلق جيوش البعوض ؛ لتهدي لجيش البائسين الصامتين زوارا آخرين منهم: الملاريا والكوليرا وحمى الضنك والمكرفس وغيرها من الأوبئة، لتنقض على بقية هياكل عظمية أنهكت أرواحها السنين العجاف من يوم خروج بريطانيا ، وسقوط الإمام ، وغرتها شعارات لصوص يتزينون بربطات عنق .

إليك أيها المحافظ الفدائي لملس ، همسة في أذنيك لوضع حل لهذه البالوعة المركزية التي طال أمد المعاناة منها، ولا أظن أن ميزانية الدولة ستعجز عن وضع حل لها ؛ لأنها تفيض بشكل مستمر ، وتدخل إلى منازل المواطنين لتضاعف الأوبئة في هذا الوقت العصيب ، وجزاك الله خيرا.
د. علي غالب حسن
الصبيحي.
عدن 31 / مارس/ 2021م.
.