من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 24 أبريل 2024 07:42 مساءً

مقالات
الجمعة 25 سبتمبر 2020 10:05 صباحاً

”ويا من عاش خبّر”

 
٢٦ سبتمبر ثورة عظيمة ، والذين قاموا بها وضحوا من أجلها عظماء ..
 
ما يؤكد عظمة هذه الثورة هو ما يجتاح اليمن اليوم من كارثة ... هذا هو المعطى التاريخي الذي يعيد بناء المشهد على نحو مناقض لمسارات الحياة لتعرف الأجيال قيمة سبتمبر ... "ويا من عاش خبر " .
 
لن نتحدث هنا عن اختطافها وتفكيكها وأفراغها من مضامينها الثورية والوطنية ، وكيف ملئت ببالونات فساد وطغيان السلطة التي انفجرت في وجه الجميع مخلفة هذه المأساة .. سنترك ذلك للتاريخ توافقاً مع دعوتنا لمنتسبي الشرعية أن يتوقفوا أمام فداحة المأساة وتعقيدات كارثة الحوثي بدلاً من التماهي مع موروث سياسي متخبط في صراعات جعلت كل مكون لا يرى ، بمعاييره وثقافته ، العيب أو الغلط إلا عند الآخر .
 
موروث يجري تأصيله بنوابض فكرية وسياسية مستخلصة من مرحعيات إعتباطية لا تاريخية ، تتجزأ معها الأوطان إلى "جزر" سياسية بمساحات تتطابق مع حجم الانتساب ومصالح المنتسبين لكل جزيرة ؛ الوطن بالنسبة لها مجرد غلاف هولامي خارجي يسهل تمزيقه إذا دعت حاجة إحدى الجزر للتمدد بقوة السلاح والنفوذ .
 
موروث ينتحل معه الفاسد والطاغية في لحظة من لحظات الانعطاف التاريخي دور معلم للاخلاق ومرشد ثوري وراهب وناسك متعبد في محراب الفضيلة . 
 
موروث إتجه بالصراع الى داخل منظومة الثورة لتفكيكها وخلق مساحات تسرب إليها النقيض التاريخي لينشئ قواعد الانطلاق التي هب منها بعد خمسين سنة ليصفي حسابه معها .
 
 موروث ، هو الآخر ، كارثي بالمفهوم الذي أبقى السياسة مخزناً لقيم طاردة للتعايش والتفاهم والقبول بالآخر ، وأخرى حاضنة للاقصاء والاستبعاد والكراهية والتآمر . 
 
منظومة هذه القيم التي باتت تخترق الخارطة السياسية وتنشئ منظومة متناحرة لن تكون مؤهلة بأي معنى من المعاني ، فيما لو استمرت على هذا النحو ، للتغلب على كارثة الحوثي ، فقد انشغلت بالنتائج المشوشة والمحبطة التي تضخها هذه القيم إلى الحياة اليومية ، وأفرغت "مقاومة" الكارثة من مضامينها ، تماماً مثلما كانت ثورة سبتمبر قد أفرغت من  محتواها ، وملئت بخراطيم مياه ملوثة ، لا هم لها إلا التلويث وإشاعة الاحباط وإصدار الاتهامات والتبشير بالهزيمة . 
 
اليوم ، ليس أمام منتسبي الشرعية ، جميعاً وبدون استثناء ، سوى أحد خيارين لا ثالث لهما : 
 
إما أن يكونوا بعظمة سبتمبر وعظمة من قاموا بها وضحوا من أجل غاياتها ، وهي الوسيلة الوحيدة لاستعادتها من مغتصبيها .
 
وإما أن يكونوا بحجم ومستوى من أفرغوها وسلموها ، وحينذاك لن يكون الحل سوى ما تقرره الظروف والواقع على الأرض .

 
 
أختيار المحرر
كم عدد مرات الجماع الطبيعية بين الزوجين؟
كيف يمكن مشاهدة مباريات ميسي مع إنتر ميامي؟
شاهد : اليمني الخارق الذي يتغذى على زيوت السيارات
بالصور : الطفلة اليمنية " ماشا" راعية الغنم
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
       - بعد نشرنا مقالنا، والذي كان بعنوان (رجل على كرسي الحكومة)، وذكرنا تواصلنا بمعالي دولة رئيس
        - بعد أيام من اختياره، تواصلنا بمعالي دولة رئيس الحكومة، الدكتور أحمد بن مبارك ، لم نحتاج
    لابد من تشغيل الكهرباء وكل مؤسسات الدولة بتعز وكنس الفاسدين ..! يُناضل #نائف_الوافي منذُ أشهر، من أجل
    يعاني المواطنين في م\ عدن وخاصة مديرية خور مكسر خلال السنوات الماضية من أزمة مياه حادة, جعلتهم يعيشون
   - أمي الغالية، والحنين ، وبعض اللحظات الخاصة جدا، عدا ذلك كل شيء في الحياة يصغر عندما نكبر .     -
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024