في وطن يعاني ويلات الحروب وحكومة عاجزة.. إنجازات صندوق علاج المرضى بالشعيب عوّضت الغياب الحكومي (بالأرقام)..

حصاد عام من تأسيس صندوق الشعيب لعلاج المرضى

القشم: صندوق الشعيب عمل خيرًا وتجارة مع الله سنبقى بجانبه وسندعمه بقوة

الخيلي: الصندوق وجد ليبقى ونطمح بتوسيع العمل وفق خطط مدروسة

الحكم: عملنا تقييمًا متكاملًا عن دور الصندوق ونسعى هذا العام لتطويره

 

"/انباء عدن/ الامناء" تقرير/ عادل حمران:

بذرة خير وتجارة ربانية وصدقة جارية أرادوها عدد من رجال الخير، وكانت الفكرة بإنجاز عمل خير يساهم في إعانة البسطاء ومساعدتهم فكانت الفكرة، بتشكيل صندوق خيري يقوم على الاشتراكات الشهرية كلٌ يشارك فيه قدر استطاعته بشكل طوعي.. وجدت الفكرة رواجًا واسعًا وتفاعل معها المئات من أبناء الشعيب داخل الوطن وخارجه، وتم التوافق من قبل الهيئة التأسيسية للصندوق على اختيار أعضاء الهيئة الإدارية برئاسة رجل الخير أبو حسن الخيلي، وبإشراف عام من ربان سفينة الخير في الشعيب الحاج محسن القشم أبو مطهر، وكانت رسالته إنسانية نبيلة تسعى إلى مد جسور الترابط الاجتماعي لحصول المرضى على الخدمات العلاجية وتذليل الصعوبات المادية لهم، وكذا ترتيب وتنظيم عملية مساعدة المرضى المستحقين، وفتح المجال أمام الداعمين من رجال الخير وصانعي المعروف المنتشرين في ربوع العالم للمساهمة في مساعدة المرضى خصوصًا الفقراء وذوي الدخل المحدود.

 

بداية العمل

أعمال صندوق الشعيب لعلاج المرضى تم تدشينه مطلع شهر يناير عام 2019م، مع مرضى الفشل الكلوي كـ"رسالة من إدارة الصندوق إلى هذه الفئة من المرضى الذين يقضون سنين أعمارهم بين المعاناة والمرض ويحتاجون بشكل دوري إلى تصفية ثلاثة أيّام في الأسبوع، ويعانون الكثير من الصعوبات والمشاكل والوجع. مثّل حفل التدشين سعادةً وأملًا بالنسبة للمرضى وذويهم، وخصوصا البسطاء الذين عجزوا عن توفير عقاقير العلاج لأوجاعهم، في لحظة زمنية فارقة وأيام قاسية في وطن يعاني ويلات الصراعات والحروب وحكومة عجزت عن توفير حاجات المواطن الضرورية.

وبعد عام واحد من التأسيس، حقق صندوق الشعيب لعلاج المرضى نجاحًا فاق التوقعات، حيث شاركت فيه 45 قرية من قرى مديرية الشعيب، وبحسب تقرير المسؤول المالي فقد بلغت إيرادات الصندوق خلال العام 2019م (38,442,800)، ثمانية وثلاثين مليونا وأربعمائة واثنين وأربعين ألفا وثمان مائة ريالا يمنيا، و(55,470 ) خمسة وخمسين ألفا وأربعمائة وسبعين دولارا أمريكيا، و(17,060 ) سبعة عشر ألفا و ستين ريالا سعوديا.

تم صرف منها ( 11,497,500)، إحدى عشر مليونا وأربعمائة وسبعة وتسعين ألفا وخمسمائة ريالا يمنيا، و( 40,500)، أربعون ألفا وخمس مائة دولارا أمريكيا، فيما تبقى لدى اللجنة المالية (26,945,300)، ستة وعشرون مليونا، وتسعمائة وخمسة وأربعون ألفا، وثلاثمائة ريال يمني، و(14,970) أربعة عشر ألفا وتسعمائة وسبعون دولارا أمريكيا، و( 17,060 ) سبعة عشر ألفا وستون ريالا سعوديا.

 

نتائج مُرضية

وبحسب الأرقام التي تم تدوينها فقد حقق الصندوق نتائج مرضية، ورغم خوف البعض من الفشل إلا أنه وبفضل الله ثم بجهود الجميع نجح، وليس أمامه خيار آخر سوى النجاح؛ لأنه عمل خيرًا ولأنه تجارة ربانية، وصدقات جارية، ولأن القائمين عليه عزموا على تعزيز إنجاح هذا العمل من خلال توضيح الرؤية والشفافية والأمانة فكل إنجازاته وإيراداته وصرفياته واضحة وتم عرضها أمام الجميع ونشرها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما أكده المشرف العام وربان سفينة الخير الحاج محسن القشم بالقول: "صندوق الشعيب لعلاج المرضى وُجِد ليبقى وسنبذل كل ما بوسعنا لأجله، فهذا عمل خير وتجارة مع الله، ولن نسمح لهذا العمل أن يفشل ولن نفرض على أي أحد دفع الاشتراكات بالقوة، من أراد المساهمة فجزاه الله خيرًا، سنبقى بجانب الصندوق وسندعمه بكل ما نستطيع".

وأضاف لـ"الأمناء": "الهيئة الإدارية والصحية وكل العاملين والمندوبين بذلوا جهودًا جبارة وأنجزوا عملًا رائعًا، ومن خلال الأرقام الموضحة من قبل اللجنة الطبية والمالية فقد برهنوا نتائج عظيمة وعملوا بطرق مؤسسية إيجابية وبشكل مهني وشفاف وأمين، وأنا حقيقة لم أرَ أي دائرة دولة أو مؤسسة عملت تقارير بهذا الشكل الإيجابي المنظم الكبير، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على نوايا صدقكم وإخلاصكم وعملكم لوجه الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يجعل هذه الجهود بميزان حسناتكم وأن يرزقكم السعادة كما أسعدتم غيركم من أهلنا الكرام في المديرية وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجه الله تعالى".

واختتم القشم حديثه: "نشعر بالسعادة اليوم ونحن نرى هذا الصندوق قد وضع مداميكه وأسسه الحقيقية وسيمضي قدمًا إن شاء الله، وخلال عامه الأول ورغم بعض القصور إلا أنه حقق نتائج مرضية وترفع الرأس بشكل كبير وسيمضي قدما بإذن الله بجهود وتكاتف الجميع".

واسترسل: "وأتمنى من الهيئة الإدارية والمندوبين الكرام عمل ملزمة أو مطوية توزع في كافة القرى يتم خلالها توضح للناس دور الصندوق، وإنجازاته، وإمكانياته، وما هي الطموحات والخطط المستقبلية وكذا استكمال ترتيب تأسيس عمل بقية اللجان، وهذه الإنجازات تحط على الرأس وتحط في تاريخ وإرث مديرية الشعيب الإرث الخيري والإنساني".

 

مساعدة (107) حالات بكلفة (47) مليون

ساهم الصندوق في مساعدة أكثر من 140 حالة مرضية، تم دعم قرابة 107 حالات بمبالغ مالية تقدر بـ (47 مليون ريال يمني)، وبقية الحالات سيتم دعمها حين تستوفي الإجراءات الروتينية التي يتعامل فيها صندوق الشعيب، ولَم يقتصر دوره على إعانة الفقراء فقط، حتى الميسورين، فقد كلّف الصندوق نفسه في مساعدة الميسورين من خلال تقديم الاستشارة والنصح للمرضى ونصحهم على اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة واختيار الأطباء الأكفاء والتنسيق لهم مع المستشفيات من أجل تذليل المهام أمامهم. وبحسب مسؤول اللجنة الطبية الدكتور صالح الحكم فقد تم دعم 107 حالات اشتملت على الأمراض التي حددها صندوق رعاية المرضى خلال تدشين أعماله، وهي (مرضى العناية المركزة تم مساعدة 28 حالة، مرضى السرطان تم مساعدة 24 حالة، مرضى القلب ومتلازمة الشريان التاجي 21 حالة، مرضى الفشل الكلوي 7 حالات يتم مساعدتهم شهريا بخمسين ألف ريال لكل مريض، أمراض نادرة 6 حالات، عمليات جراحية كبرى 17 حالة، حالات مرضية أخرى 4 حالات).

وأشار رئيس اللجنة الطبية الدكتور صالح الحكم في تصريحه لـ"الأمناء" إلى أن: "اللجنة قدمت تقريرًا مفصلًا عن أبرز أعمالهم وأنشطتهم خلال العام 2019م، سواء أنشطة أساسية لرعاية المرضى أو تقديم خدمات وزيارات للمرضى أو متابعة لما يجري في الوضع العام للبلد، حيث شارك صندوق الشعيب لعلاج المرضى في تسيير قوافل دوائية للجبهات القتالية المشتعلة في الضالع ومستشفى الشعيب".

وأضاف: "الصندوق لعب دورًا أساسيًا في مساعدة الناس ونشعر بأهمية كبيرة له ونتمنى من المندوبين أن يلعبوا دورًا أكبر في تحصيل مساهمات الناس إلى الصندوق الخيري وكذا استكمال تعيين مندوبين للفقراء التي لم تستكمل اختيار مندوبين حاليا".

واختتم الحكم حديثه بالقول: "لدينا تقييم متكامل وسيتم توثيق هذا وتقديم وثيقة متكاملة عن أعمال الصندوق خلال عامه الأول، وكذلك اتجاهات الخطة للعام القادم، وبإذن الله سنتجاوز السلبيات التي رافقت العمل خلال العام الماضي، ونسعى لتحسين العمل إلى حد كبير في الفترة القادمة بإذن الله".

 

وُجِد ليبقى

تسعى الهيئة الإدارية خلال هذا العام إلى تحسين العمل واستكمال بقية لجان الصندوق ومحاولة إصلاح كل القصور الذي رافق العمل خلال العام المنصرم، لكي يبقى الصندوق نموذجًا رائدًا للعمل الخيري في الشعيب. وهذا ما أكده رئيس الصندوق أبو حسن الخيلي في كلمته التي قدمها في الذكرى الأولى للصندوق بالقول: "بعد مرور عام منذ تأسيس صندوق الشعيب لعلاج المرضى اسمحوا لي أن أقدم جزيل شكري وتقديري إلى الهيئة الإدارية كلا باسمه وصفته، ورؤساء الدوائر التنفيذية وفرق العمل الفاعلة للصندوق، والشكر موصول أيضا للمصابيح النيرة مندوبي الصندوق في قرى ومراكز المديرية، هؤلاء هم رهان استمرار وتطوير الصندوق، ندعو جميع الأهالي أعضاء الصندوق في ربوع الوطن وخارجه التعاون معهم وتسديد الاشتراكات.. الشكر الجزيل يبلغ الهيئة الإدارية ورؤساء الدوائر التنفيذية وفرق العمل الفاعلة للصندوق".

وأضاف: "إن هذا العمل الخيري وُجِد ليبقى وسنبقى عونًا وسندًا لهم، وبعد مرور عام من التأسيس حقق الصندوق نجاحًا كبيرًا وقد واجهتنا العديد من الصعوبات والمعوقات لكن كسبنا الكثير من الحيثيات للتعامل مع الحالات المرضية بوجود اللجنة الطبية برئاسة الوالد العزيز د.صالح قاسم الحكم، سفير النهضة الصحية في الجنوب، قامت هذه اللجنة مشكوره بتأسيس آلية متينة لتحديد الفئات المرضية الأكثر استحقاقا لدعم الصندوق".

واختتم حديثه: "لن تنتهي طموحات الصندوق عند أمراض محددة، لدينا طموحات بتوسيع العمل، ولكن وفق خطط مدروسة ومنهجية محددة سيتم الاتفاق والتوافق عليها مع اللجنة الطبية والهيئة الإدارية وعرضها على الجميع، ثقوا جميعًا بأن الصندوق وُجِد ليبقى وأنه شعاع أمل في طريق البسطاء وبإذن الله سيكون له دور ريادي وفاعل في تخفيف معاناة الجميع".