من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 18 يونيو 2025 07:32 مساءً

مقالات
الأربعاء 11 سبتمبر 2019 09:13 مساءً

الجيوش الإلكترونية

 
لا شك أننا في عصر العقل الذي يدير العالم ، العقل الذي استطاع تسخير الآلة لتحل محل الإنسان، وتنهي عصر القوة البدنية و الفتوة التي كان فيها العمل العضلي وقوة الأبدان  هي صانعة للحضارة بجانب  الفكر الإنساني، حيث كانت تفتح الممالك، وتنهار مدن،  وتُبنى أخرى ، بقوة الجيوش و إقدامها وثباتها، وكانت تبنى القلاع والحصون والمدن، ويكتب على الصخور، ويدون التاريخ البشري على جدران المعابد ، ويخلد الملوك بشجاعتهم بمآثرهم . 
 أما اليوم فلا وجود لهذه الحضارات القديمة التي استبدلها الإنسان باختراعه للآلة و أنظمة التكنولوجيا والمعلومات، حيث أصبح العقل هو مركز القوة والتحكم في كل شيء. فالعالم يدار من خلال جهاز صغير، وتطبيقات متنوعة. 
 وانطلاقا من هنا نريد القول لأولئك الذين ما زالوا يعيشون في القرون الغابرة  وهم يعيدون مآثر أجدادهم القدماء ويتغنون بحضارات انتهت، أين أنتم الآن من عصر العقل هذا، هل ستواجهون العالم بقوة أجسادكم التي لم يعد لها قيمة أمام كل هذا التسليح التكنولوجي ، هل ستواجهون من امتلك القوة في إداراة العالم بسياساته ونفوذه الاقتصادي بشعارات الماضي و قصائد تنظمونها وكأننا في عصر الخيام والغزوات وهجاء القبائل لبعضها . 
 هل امتلك ساستنا  العقل السياسي المتطور، والرؤية الاقتصادية لإدارة مخزون ثرواتنا، هل استطاعوا بناء الإنسان العصري؟ 
 
  ستنقرض شعوبنا كما انقرضت الديناصورات والكثير من الكائنات على الأرض لأنها لم تمتلك جينات التطور والبقاء. وهو ما نراه في العقول التقليدية المنازعة للتغيير والتطور. والمقاومة لفكرة الوطنية والمدنية والعلم. 
أوجه حديثي هذا خاصة  لليمنيين الذين يواجهون الآن كل هذا الدمار، ماهي أدواتكم للمواجهة؟ أين هو إعداد القادة أو حتى قائد واحد يستطيع أن يخرجكم من كل هذه المعمعة. 
  ما نراه مجرد أراء تتناثر في وسائل التواصل الاجتماعي، ومناحات، وصراخ وعويل، واتهامات وشتائم. 
 لن يقف العالم معكم ، وأنتم تختبؤون خلف جبالكم وتتغنون بمآثر الغافقي وعمرو بن معد كرب، ما أراه فقط مجموعات لا تعد ولا تحصى تتداول الرسائل والأخبار و الأشعار والأغاني الوطنية، و تكرس فقط للماضي، أين هو العمل ؟ هل ستجتمعون على عمل وطني حقيقي مرسوم دقة ورؤية واضحة لإعداد قوة عقلية حقيقية سياسية واقتصادية وثقافية تقدم إلى العالم، هل تستطيعون استبدال هذه القوى التقليدية التي لم تعد تملك أي رؤية سياسية ولا تحركها سوى مصالحها خارج الوطن، وليس في يدها سوى أن تجمع جيشا الكترونيا، ويكيل كل طرف بشتائمه للطرف الآخر، ويتهمه بالعمالة، وينسب الجمهورية والوطنية لنفسه، هل هذه المكونات السياسية المتناثرة تمثل اليمن وهي تندد وتشجب فقط من خارج الوطن ومن على منصات التواصل الاجتماعي. 
ها هي اليمن مرتع للمسلحين والعابثين والمرتزقة، وللأسف أن نقول أن اليمن لم تنجب بعد أبناءها .

 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
!   أ.د مهدي دبان    منذ سنوات طويلة، يتردد على مسامعنا حديث التسويات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
  لحجٍ مبرورٍ لكل حاجٍ يمني؛ تبذل الجهود وتتعاضد وتتشابك، خدمة للحاج وإسعاده، وتذليل كل صعوبة، ليكون في
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025