من نحن | اتصل بنا | الجمعة 26 أبريل 2024 09:27 مساءً

الأخبار

سباق أميركي روسي في اليمن بأهداف مختلفة

- المصدر: مواقع السبت 23 مارس 2019 04:01 صباحاً

بعد يوم واحد من زيارة السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، مدينة عدن التي تصفها الحكومة اليمنية الشرعية بـ"العاصمة المؤقتة"، توجّه السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، أمس الخميس، إلى المدينة، مطلقاً تصريحات ضد الحوثيين ومحمّلاً إياهم مسؤولية تعطيل تنفيذ اتفاق استوكهولم. هذه الزيارة تكشف عن تسابق أطراف دولية فاعلة في اليمن، ولا سيما واشنطن وموسكو، على تسجيل حضور رمزي وفتح خطوط تواصل مع أطراف مختلفة، على الرغم من اختلاف وجهات النظر الأميركية عن الروسية تجاه حل الصراع في البلاد. 

وحمّل السفير الأميركي ماثيو تولر، الحوثيين، مسؤولية تعثّر تنفيذ اتفاق الحديدة، قائلاً إن سلاحهم يمثل خطراً على دول أخرى في المنطقة. وقال تولر، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع رئيس الحكومة الشرعية معين عبد الملك، في عدن، "نشعر بإحباط بالغ لما نراه من تأخير ومماطلة من جانب الحوثيين في تنفيذ ما اتفقوا عليه في السويد، لكن لدي ثقة كبيرة في مبعوث الأمم المتحدة وفيما يقوم به". وأضاف "نحن مستعدون للعمل مع آخرين كي نحاول تنفيذ هذه الاتفاقات، ونرى ما إذا كان بوسع الحوثيين في الواقع إبداء نضج سياسي والبدء في خدمة مصالح اليمن، بدلاً من العمل بالنيابة عمن يسعون إلى إضعاف وتدمير اليمن". وأعلن تولر أنه "لم يفقد الأمل" في إمكانية تنفيذ الاتفاق في الحديدة، التي يحتشد على مشارفها آلاف المقاتلين المدعومين من التحالف السعودي-الإماراتي.
كما أشار السفير الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع السلطات اليمنية لمنع تهريب الأسلحة من إيران وتعزيز المؤسسات الأمنية المحلية. وأضاف "كون أن هناك جماعات تملك أسلحة، من بينها أسلحة ثقيلة وحتى أسلحة يمكن أن تهدد الدول المجاورة، وأن هذه الأسلحة ليست خاضعة لسيطرة مؤسسات الدولة، فهذا خطر جسيم على المنطقة وكذلك على اليمن". وفي موقف لافت، أعلن أن واشنطن لا تدعم جماعات "تسعى إلى تقسيم اليمن"، وذلك في إشارة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي يحظى بدعم من الإمارات في جنوب اليمن ويتبنّى مطلب الانفصال.
هذا الحراك الأميركي جاء في موازاة معاودة الدبلوماسية الروسية حضورها يمنياً، وهذه المرة من بوابة عدن والجنوب، بعد أن كانت، حتى أواخر عام 2017، الدبلوماسية الوحيدة الفاعلة في العاصمة صنعاء، وذلك في ما بدا مسعى منها لفتح خطوط تواصل مع الأطراف المختلفة، بما فيها "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي يقوم وفد من رئاسته بزيارة إلى موسكو للمرة الأولى.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، حراكاً دبلوماسياً روسياً، شمل زيارة هي الأولى في الشهور الأخيرة، للسفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، يوم الأربعاء الماضي، إلى مدينة عدن، حيث عقد لقاءً مع رئيس الوزراء معين عبد الملك، وأعلن خلاله اعتزام موسكو إعادة تجهيز وترميم قنصليتها في مدينة عدن. كما ناقش جملة من التطورات المرتبطة بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وعموم الأوضاع في البلاد.
وبدا واضحاً من خلال التوقيت، أن الزيارة تحمل العديد من الرسائل، ترتبط أبرزها بدعوة موسكو وفداً من "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي إلى زيارتها، اعتباراً من الثلاثاء الماضي. وعقد الأخير، الأربعاء الماضي، لقاءات مع كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي ليونيد سلوتسكي. وكشفت مجمل البيانات التي اطلعت عليها "العربي الجديد"، حول الزيارة، عن رغبة روسية في تسجيل حضور ومد خيوط علاقة مع مختلف الأطراف والاستماع لما تحمله من أفكار بشأن الوضع في البلاد.
وفي السياق، جاءت زيارة السفير الروسي إلى عدن، لتوصل رسالة مفادها بأن انفتاح موسكو على "المجلس الانتقالي"، لا يأتي على حساب العلاقة مع الحكومة الشرعية، إذ نقلت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية عن فلاديمير ديدوشكين تأكيده "دعم بلاده للشرعية اليمنية وحرصها على أمن واستقرار ووحدة اليمن"، علماً أن موسكو سبق أن وجّهت دعوات لزيارة وفد من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إليها، وأكدت في الوقت نفسه دعمها للحكومة الشرعية، على نحوٍ يعزز الرغبة الروسية في إبقاء خطوط التواصل مع جميع الأطراف.
وحتى ديسمبر/كانون الأول 2017، كانت السفارة الروسية هي السفارة الوحيدة لدولة مهمة التي أبقت أبوابها مفتوحة في صنعاء خلال الحرب، الأمر الذي ساعدها على القيام بدورٍ في الاتصالات الدبلوماسية مع الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي" آنذاك، قبل أن تغلق أبوابها عقب انهيار تحالف الأخيرين ومقتل الرئيس علي عبد الله صالح، لتسجل مجدداً حضوراً دبلوماسياً من بوابة عدن والجنوب.
من جهة أخرى، لا يمكن فصل دعوة موسكو، رئاسةَ "المجلس الانتقالي" الانفصالي، إلى زيارتها، عن الزيارة التي قام بها وفد من المجلس إلى لندن للمرة الأولى بدعوة رسمية، بالتزامن مع الزيارة النادرة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، إلى عدن، ليأتي بعدها حضور السفير الأميركي ماثيو تولر، في عدن، الأمر الذي يعكس سعى الدول الكبرى الفاعلة إلى التنافس في إثبات الحضور يمنياً.
ويُظهر الجانب الحكومي اليمني، نوعاً من التحسس والريبة من الجولات الخارجية لـ"المجلس الانتقالي" الانفصالي، الأمر الذي تجلّى في تصريح وزير النقل صالح الجبواني، والذي اعتبر، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، أنه يجب أخذ هذه الجولات على محمل الجد، قائلاً إن قادة "الانتقالي يسافرون إلى تلك العواصم من أبوظبي"، وأضاف أن العلاقة مع الأخيرة ملتبسة، وأنه "آن للشرعية أن تتخذ موقفاً بتصحيح علاقتها بأبوظبي أو فض التحالف معها".
ويُعد وزير النقل اليمني ثاني مسؤول تصدُر عنه تصريحات تطالب بتصحيح العلاقة مع الإمارات، أو إنهاء دورها في التحالف الذي تتصدره إلى جانب السعودية، خلال أقل من عشرة أيام، بعد التصريحات التي أطلقها محافظ المحويت اليمنية، صالح سميع، في مقابلة تلفزيونية، وأكد خلالها أنه يجب على الرئاسة اليمنية أن تتخذ قراراً إذا ما استمر جانب من التحالف في غيّه، وذلك في إشارة إلى الإمارات.

  • نشر في مارب برس
 

.

 
المزيد في الأخبار
  خاص -المركز الاعلامى م المعلا  عبر الاستاذ عبدالرحيم جاوي مدير عام مديرية المعلا عن خالص الشكر والامتنان للرئيس القائد عيدروس قاسم.الزُّبَيْدي  رئيس
المزيد ...
  تشهد جبال عدن ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار ظاهرة البسط العشوائي من قبل نازحين ونافذين، تاركين وراءهم مشهدًا يشوه وجه عدن الحضاري، ويهدد سلامة المدينة
المزيد ...
    عدن- خاص   باشرت فرق المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالعاصمة عدن فجر الجمعة  باصلاح كسر في خط المياه الرئيسي "القديم" قطر 12 هنش بشارع أروى بمديرية
المزيد ...
:   حسمت المملكة العربية السعودية، الجدال بشأن اتفاق "خارطة الطريق الى السلام في اليمن"، وأصدرت اعلانا رسميا يتضمن تبنيها الكامل للخارطة ودعمها توقيع مختلف
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
كم عدد مرات الجماع الطبيعية بين الزوجين؟
كيف يمكن مشاهدة مباريات ميسي مع إنتر ميامي؟
شاهد : اليمني الخارق الذي يتغذى على زيوت السيارات
بالصور : الطفلة اليمنية " ماشا" راعية الغنم
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
       - بعد نشرنا مقالنا، والذي كان بعنوان (رجل على كرسي الحكومة)، وذكرنا تواصلنا بمعالي دولة رئيس
        - بعد أيام من اختياره، تواصلنا بمعالي دولة رئيس الحكومة، الدكتور أحمد بن مبارك ، لم نحتاج
    لابد من تشغيل الكهرباء وكل مؤسسات الدولة بتعز وكنس الفاسدين ..! يُناضل #نائف_الوافي منذُ أشهر، من أجل
    يعاني المواطنين في م\ عدن وخاصة مديرية خور مكسر خلال السنوات الماضية من أزمة مياه حادة, جعلتهم يعيشون
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024