من نحن | اتصل بنا | الجمعة 03 مايو 2024 11:26 مساءً

الأخبار

قبل الزفة.. حفلة سعادة في مدينة تتوجع.. "تبقى الوردة جميلة ،وتحتفظ برائحة عبيرها ،وإن زرعناها على ضريح..".

الخميس 06 سبتمبر 2018 10:01 صباحاً



كتب ــ ياسر االأعسم

كنا مترددين،وأمام اصرار أسرتي الكريمة التي يسكنها شغف حضور السينما لأول مرة، ومشاهدة فيلم في صالة العرض كتجربة جديدة لم يسبق لهم أن عاشوها.. حضرنا الفيلم،ومن بدايته إلى نهايته لم تراودنا لحظة ندم واحدة.

لست ناقدا فنيا ،ونقر بأن عواطفنا قد تؤثرعلى وجهة نظرنا ،ولكننا نزعم بأننا نملك القدرة على التمييز بين من يحترم عقولنا ،ومن يبخسنا ،ويستخف بوعينا،ولا نشك أبدا بأن الفيلم رائع بكل ما تعنيه الكلمة ..عشنا أحداثه الكبيرة ،وتفاصيله الصغيرة بكل حواسنا ،ووجداننا، وكان بنكهة ،ومذاق ،ورائحة عدنية خالصة..

صناع الفيلم ارتقوا قمة الأبداع ،وجميع من شاركوا فيه لعبوا دور البطولة ،ووضعوا أصبعهم على الجرح،وأختاروا تصوير الحقيقة كما هي ،مجردة من تتزين الواقع ،كما أنهم لم يتعمدوا تتبع عورته وقبحه،فكلنا يعيش كابوسه كل يوم.

ساعتين من المشاهدة .. اختلطت مشاعرنا بين الاحساس بالقهر،والوجع الجاثم في حناجرنا ،والآه التي استوطنت صدورنا ،والدموع التي تسربت من عيون الجميع ،ونمسحها ،فتعود مرة أخرى تزور خدودنا خلسة،ومن ناحية أخرى كانت الخاتمة عرس،وجعلت الفرحة تقفز في قلوبنا ،فتمردت الزغاريد على الألم ،وزفت الأمل رغم أنف الحزن.

برغم أن المدينة مازالت تتجرع من كاس الحرب ،والمعاناة تعصر ناسها ،إلا أنك تستطيع من خلال الفيلم أن تشعر بكرم أهلها،و دفء جدران بيوتها البسيطة،وبالفنان أحمد قاسم يدندن، ويتجول صوته في شوارعها الضيقة،وأزقتها العتيقة ،ويتنهد بشجن على أمواج بحرها.

نعتقد بأن الفيلم جرعة نجاح كبيرة في واقع يحتضر،ودون أن نثور للتغييره،ومحاولة لانعاش الحياة العامة في عدن ،وأعاد بعض من ملامح هويتها ،وتحضرها،و يبرهن أن هذه المدينة حبلى بالأبداع ،ولا تكسرها المحنة ،وتعرف كيف تبتسم، وتستطيع أن تلد من الانقاض سعادة،ومن الموت حياة،وستضل أم المساكين تفتح ذراعيها بسلام ،وتحتضن الجميع بود.

السياسة ،والعقلية التي اعتنقت الجهل ،والكراهية ،بطشت بحياتنا،وجعلت من الفكرة رجس ،وكفرت الأبداع ،ومجدت الرصاصة ،حتى أصبحنا نعيش في مجتمع كسيح لا يتعدى وعيه زناد البندقية!..أستطاع فيلم أن يفتح نافذة في جدار السواد الذي أحتل ثقافتنا،وأحلامنا سنوات طويلة.

لفت نظرنا الجمهور الحاضر في الساعة ،والقاعة التي كنا متواجدين فيها ،يكاد يكون الجميع الكبار ،والصغار نظيف ،ومتانق ،وفي غاية الرقي،وهي صورة أفتقدناها كثيرا!.. نحسب بأن الفيلم(10 أيام قبل الزفة) حفلة سعادة في مدينة تتوجع،ويحتاج أهلها إلى الأبتسامة،وعيد أخر بحد ذاته‼.

الأبداع ليس له وطن أو جنسية أو حدود ،فهو يتحدث جميع اللغات ،ولا يحتاج وثيقة رسمية لكي يسافر إلى كل العالم.
قبل الزفة.. حفلة سعادة في مدينة تتوجع.. "تبقى الوردة جميلة ،وتحتفظ برائحة عبيرها ،وإن زرعناها على ضريح..".
الخميس 06 سبتمبر 2018 07:19 صباحاً -يمني سبورت: كتب ــ ياسر االأعسم كنا مترددين،وأمام اصرار أسرتي الكريمة التي يسكنها شغف حضور السينما لأول مرة، ومشاهدة فيلم في صالة العرض كتجربة جديدة لم يسبق لهم أن عاشوها.. حضرنا الفيلم،ومن بدايته إلى نهايته لم تراودنا لحظة ندم واحدة. لست ناقدا فنيا ،ونقر بأن عواطفنا قد تؤثرعلى وجهة نظرنا ،ولكننا نزعم بأننا نملك القدرة على التمييز بين من يحترم عقولنا ،ومن يبخسنا ،ويستخف بوعينا،ولا نشك أبدا بأن الفيلم رائع بكل ما تعنيه الكلمة ..عشنا أحداثه الكبيرة ،وتفاصيله الصغيرة بكل حواسنا ،ووجداننا، وكان بنكهة ،ومذاق ،ورائحة عدنية خالصة.. صناع الفيلم ارتقوا قمة الأبداع ،وجميع من شاركوا فيه لعبوا دور البطولة ،ووضعوا أصبعهم على الجرح،وأختاروا تصوير الحقيقة كما هي ،مجردة من تتزين الواقع ،كما أنهم لم يتعمدوا تتبع عورته وقبحه،فكلنا يعيش كابوسه كل يوم. ساعتين من المشاهدة .. اختلطت مشاعرنا بين الاحساس بالقهر،والوجع الجاثم في حناجرنا ،والآه التي استوطنت صدورنا ،والدموع التي تسربت من عيون الجميع ،ونمسحها ،فتعود مرة أخرى تزور خدودنا خلسة،ومن ناحية أخرى كانت الخاتمة عرس،وجعلت الفرحة تقفز في قلوبنا ،فتمردت الزغاريد على الألم ،وزفت الأمل رغم أنف الحزن. برغم أن المدينة مازالت تتجرع من كاس الحرب ،والمعاناة تعصر ناسها ،إلا أنك تستطيع من خلال الفيلم أن تشعر بكرم أهلها،و دفء جدران بيوتها البسيطة،وبالفنان أحمد قاسم يدندن، ويتجول صوته في شوارعها الضيقة،وأزقتها العتيقة ،ويتنهد بشجن على أمواج بحرها. نعتقد بأن الفيلم جرعة نجاح كبيرة في واقع يحتضر،ودون أن نثور للتغييره،ومحاولة لانعاش الحياة العامة في عدن ،وأعاد بعض من ملامح هويتها ،وتحضرها،و يبرهن أن هذه المدينة حبلى بالأبداع ،ولا تكسرها المحنة ،وتعرف كيف تبتسم، وتستطيع أن تلد من الانقاض سعادة،ومن الموت حياة،وستضل أم المساكين تفتح ذراعيها بسلام ،وتحتضن الجميع بود. السياسة ،والعقلية التي اعتنقت الجهل ،والكراهية ،بطشت بحياتنا،وجعلت من الفكرة رجس ،وكفرت الأبداع ،ومجدت الرصاصة ،حتى أصبحنا نعيش في مجتمع كسيح لا يتعدى وعيه زناد البندقية!..أستطاع فيلم أن يفتح نافذة في جدار السواد الذي أحتل ثقافتنا،وأحلامنا سنوات طويلة. لفت نظرنا الجمهور الحاضر في الساعة ،والقاعة التي كنا متواجدين فيها ،يكاد يكون الجميع الكبار ،والصغار نظيف ،ومتانق ،وفي غاية الرقي،وهي صورة أفتقدناها كثيرا!.. نحسب بأن الفيلم(10 أيام قبل الزفة) حفلة سعادة في مدينة تتوجع،ويحتاج أهلها إلى الأبتسامة،وعيد أخر بحد ذاته‼. الأبداع ليس له وطن أو جنسية أو حدود ،فهو يتحدث جميع اللغات ،ولا يحتاج وثيقة رسمية لكي يسافر إلى كل العالم.

 

.

 
المزيد في الأخبار
      تتشرف إدارة سيتي لايت للنجف والإنارة بدعوتكم لحضور افتتاح معرضها الجديد غدًا، وذلك في يوم السبت الموافق 4 مايو 2024م في تمام الساعة العاشرة صباحًا، وسيقام
المزيد ...
الرئيس الزُبيدي يعود إلى العاصمة عدن بعد زيارة عمل خارجية   عاد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة
المزيد ...
    خاص دشنت جمعية الهلال الأحمر التركي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الخميس، مشروع توزيع الروتي للأسر النازحة بواقع 924 ألف خلال العام.   وجرت عملية التوزيع
المزيد ...
  إعلام الوزارة أشاد معالي وزير  الشباب والرياضة نايف صالح البكري، بالعلاقة المتميزة والمثمرة التي تربط الوزارة بصندوق النظافة والتحسين بمحافظة عدن.   جاء
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
كم عدد مرات الجماع الطبيعية بين الزوجين؟
كيف يمكن مشاهدة مباريات ميسي مع إنتر ميامي؟
شاهد : اليمني الخارق الذي يتغذى على زيوت السيارات
بالصور : الطفلة اليمنية " ماشا" راعية الغنم
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
       - بعد نشرنا مقالنا، والذي كان بعنوان (رجل على كرسي الحكومة)، وذكرنا تواصلنا بمعالي دولة رئيس
        - بعد أيام من اختياره، تواصلنا بمعالي دولة رئيس الحكومة، الدكتور أحمد بن مبارك ، لم نحتاج
    لابد من تشغيل الكهرباء وكل مؤسسات الدولة بتعز وكنس الفاسدين ..! يُناضل #نائف_الوافي منذُ أشهر، من أجل
    يعاني المواطنين في م\ عدن وخاصة مديرية خور مكسر خلال السنوات الماضية من أزمة مياه حادة, جعلتهم يعيشون
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024