كاتب يروي قصة طالبة العدين الفقيرة التي لم يكن معها رسوم الغش في امتحانات الثانوية العام .. وكيف اسقطها المراقب مغشيا عليها ارضا؟
قال الكاتب الصحفي ،محمد المياحي، بأنه منذ السبت الماضي، وهو يشعر بحرقة غريبة تغلي داخله، عقب سماعه لقصة مؤلمة ، تداولها الكثير من ابناء منطقته حول بكاء طالبة في الثانوية العامة داخل قاعة الامتحانات، طالبة كادحة ومن أسرة فقيرة للغاية ويعرفها الجميع.
وقال أن تلك الطالبة تعرضت للإهانة من قبل أحد المعلمين المدفوعين من قبل مدير المركز الإمتحاني،المدعو عبدالحميد قائد سيف، داخل قاعة الإمتحانات بمدرسة السلام في عزلة الوزيرة بمديرية العدين محافظة إب ، السبت الماضي.
وهذه تفاصيل القصة كما وردت لـ"المنارة نت" من الكاتب الصحفي "المياحي" الذي خص الموقع بها:
دخل إلى قاعة الطالبة أحد المعلمين السفلة الذين يجمعون الفلوس يوميًا وبشكل رسمي من الطلبة مقابل الغش لهم، ومجرد ما ولج المعلم الموكل بجمع الفلوس للقاعة، حتى أخرج له الطلبة المبلغ، واحدا واحدًا، مرّ عليهم جميعًا، وحين وصل للطالبة، أخبرته بحياء وبصوت خفيض أنها لا تملك المبلغ، اشتاط المعلم غضباً وقام بتهزئتها أمام زملائها وزميلاتها، أرغى وعربد وبكل بجاحة رفض المغادرة حتى تدفع له المبلغ وإلا بيحرم القاعة كلها من الغش، ظلت الطالبة المسكينة صامتة ومنكسة بصرها للأسفل واستمر المعلم في اطلاق عبارات التهديد والتعبير عن سخطه؛ زاعمًا أنها تملك المبلغ ولا تريد أن تدفع له، فجأة، والقاعة في حالة صمت كامل والمعلم يواصل الزمجرة : انفجرت الطالبة بالبكاء أمام الجميع وسقطت مغشية عليها، سقطت التلميذة إلى الأرض، فاحتوى الطلاب الموقف ثم انسحب المعلم بهدوء. !!
انتهت القصة هنا؛ لكنها تركت جرحًا كبيرًا في نفوس الجميع، بالكاد لملمت الطالبة روحها وأكملت الامتحان بصعوبة؛ لكن الجرح الذي خلفه اللص في نفسها سيظل ندبًا لا يمكن لأحد مداواته، تأملوا الموقف لتدركوا مستوى البشاعة التي بلغها لصوص هذه البلاد...!
لم يخجل الرجل وهو يمارس لصوصيته بهذا الشكل البشع؛ لكن الفتاة المسكينة خجلت من عدم امتلاكها مبلغ 500 ريال كي تداري به همجيته..!
كان يمكنني أن أتسامح مع المعلم اللص لو أنه كان يسرق بخجل وهو خائف بعض الشيء؛ لكنه لص كامل الفخامة يجعلك مصدومًا منه وغاضبًا من طريقته غير الإنسانية ، هذا لص يسرق ويبهرر، يمارس اللصوصية وهو واثق تمامًا من نزاهة فعله!
ولو أنه فعل ذلك مع طالب أو طالبة ميسورة الحال لأشفقت على تعاسته؛ لكنه لص بلا تهذيب يلحّ على انتزاع المال من ضحية فارغ الجيبين كما لو أنّه يطالب بحق وليس مجرد سرقة وإبتزاز ، وأكثر من ذلك ينهر الضحية عديمة الحيلة؛ دون مراعاة لبؤسها أو لكرامتها، وتلك ذروة ومنتهى السقوط..!
انظروا كيف أصبحت موازين الحياة مختلة، حيث بات اللصوص أكثر شجاعة في ممارسة حقارتهم من الضحايا في الدفاع عن كرامتهم، هذا الانقلاب القيمي يكشف حجم الانحطاط الذي وصلنا إليه، ويظهر عمق الهاوية التي تتعاظم كل يوم..!
باختصار:
يتحمل مدير المركز كامل المسؤولية الأخلاقية عن هذه الجريمة، وقبل هذا من الجيد أن يتعرض للعقاب القاسي هنا كما يليق به، فبالتأكيد لا يمكن أن تجري تلك العملية اللصوصية دون علمه، وبالنظر لتأريخ الرجل يمكنني الجزم بالقول: أنها تجري تحت اشرافه..!
بالطبع، لا يوجد تبريرًا لهذا الانحدار الأخلاقي. وما علينا سوى استجماع ما تبقى لنا من كرامة لحراسة قيم الحياة من هؤلاء الوحوش والتصدي لوقاحتهم المتعجرفة تحت أي ظرف كان..!.
.