بالصوت والصورة : يمنية من بني مطر تطلق استغاثة مدوية من جرائم العصابة الحوثية .. شاهد

"الحوثيون ينهبون أرضنا" الحويثة يسرقوا أرضنا" بهذه العبارتين صرخت امرأة في إحدى قرى مديرية بني مطر غرب العاصمة صنعاء, مستنجدة بمن ينقذها وعائلتها من نهب أرضها بالقوة من قبل أحد قيادات المليشيا الانقلابية.

حادثة وقعت منتصف الشهر الماضي وسط صمت دولي وتخاذل وعجز محلي مع أسرة المواطن عبده محمد الشعوبي, الذي يعيش في صراع مع المرض بعد إصابته بجلطة دماغية أقعدته عن الحركة, بسبب تصرفات المليشيا وممارساتها تجاهه وأفراد أسرته.

وتصرخ المرأة  بعد أربع سنوات من تخبط أهلها في المحاكم والنيابات الخاضعة للمليشيا الانقلابية والتي لم يسفر عنها سوى تشريع الأحكام لصالح المليشيا.

وتقول"عبدالله المنصور يأتي يسرق أراضينا" " شوفوا كيف الحوثة ينهبوا أراضينا" كما تقوم المرأة بحجر القيادي لكنه لا يستجيب ويرد عليها بشعار المليشيا فيما يعرف بالصرخة.

صراخ واستغاثة امرأة لعلها تجد من ينقذها وأهلها من أنياب المليشيا او يستنصر لها من بطشهم, ويأتي هذا وسط تجمع لمواطنين لا يقدرون على فعل شيء لها.

وتعمل المليشيا الانقلابية على نهب أراضي المواطنين وتزج بهم في السجون وتلفق لهم تهم باطلة, إضافة إلى أنها تُقيم محاكمات غير قانونية لكثير من المدنيين.

 معاناة أسرة تعيش بين جحيم المليشيا

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تتعرض للنهب من قبل المليشيا بل هناك مئات القصص لمواطنين نهبت أرضهم ودمرت أملاكهم, وشردت أسرهم, من قبل المليشيا الانقلابية, لكنها فضلت الصمت رغبة منها في البقاء بعيدا عن سطوة الجلاد وصمت القبيلة.

وللاستيضاح أكثر عن الحادثة حاولنا الاتصال بأهل المرأة واقاربها فوجدنا احدهم " وبدأ بشرح حكايتهم مع المليشيا منذ سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء في العام 2014م.

الأسرة :

أسرة عبده محمد الشعوبي – قرية المساجد- مديرية بني مطر – غرب محافظة صنعاء

يقول "علي الشعوبي" نحن أسرة عبده محمد الشعوبي, بدأت مشكلتنا منذ سيطرة الميليشيا الانقلابية على صنعاء, عندما بدأت المضايقات  ووضعت أسمائنا في النقاط فتم تقييد حركتنا ومضايقتنا, فاضطررنا للخروج من صنعاء والتوجه نحو مأرب.

ويضيف" حتى أنهم لم يتركوا لنا خيارا بين  التهجير او السجن, فبعد محاولة أخي الهجرة إلى مأرب تم القبض عليه في احدى النقاط الحوثية في رداع, وزجت به في السجن عام كامل , وصدام كذلك اتهم بالإرهاب والأخ الاخر سجن اربعة أشهر بينما ما يزال الوالد في السجن منذ فترة, فعلي الشعوبي لم يتم الإفراج عنه إلا ضمن صفقات تبادل الأسرى بعد سنة كاملة.

أخي الأخر صدام الشعوبي – متعاقد في جامعة صنعاء

ويتحدث علي الشعوبي عن المضايقات التي تعرض لها أخيه الأخر صدام  ويقول "بعد محاولات المليشيا استفزاز أخي صدام واتهامه احياناً بتواجده في مأرب, وأحياناً بالإرهاب, وبراءته بعد التحقيق معه في تهم كثيرة, قررت المليشيا التخلص منه ومن صديقه بقنبلة.

ويضيف" تشاجر صدام مع المشرف الأمني للمليشيا في جامعة صنعاء بسبب المضايقات التي كان يمارسها تجاهه واتهاماته له بـ"الدعوشة".

محاولة الاغتيال

يحكي "علي الشعوبي" محاولة التخلص من أخيه في الجامعة ويقول": في يوما من الأيام اضرب عمال وموظفي الجامعة,بسبب عدم صرف مرتباتهم, لكن المليشيا في الجامعة لم تجد من بين مئات الموظفين سوى شخصين " صدام - سلطان " وهما من نفس القرية في بني مطر, فقام قيادي يدعي"المطاع" بتكليفهما بجمع القش من تحت مكتبه, كتأديب لهما, ولم يعلموا أن فيها مكيدة وفيها حياتهم.

ويضيف" بينما هم يقومون بالمهمة رأى سلطان جسم غريب بين القش فأخذه وبدأ يقلبه بين يديه, ولم يعلم صدام إلا بانفجار القنبلة بيد سلطان استشهد حينها بينما صدام كان خلفه فأصيب إصابات واسعف للمستشفى.

ويستغرب الشعوبي ويقول بينما يهرع الناس إلى مكان الانفجار إذا بالمطاع يصيح من شرفة المكتب ويتهم الضحايا بالإرهاب, وأنهم من فجروها, بدون أي علم او تواجده في مكان الحادث ولكن بتصرفه هذا اثبت انه يعلم بالأمر وأن القضية مدبرة للتخلص منهما.

اليوم الثاني من خروج صدام من المستشفى طوقت المليشيا منزلنا وأخذت صدام بجراحة للتحقيق معه, تعرض للتعذيب حينها واتهمته المليشيا بالتفجير, وأصرت المليشيا على أن يخبرهم بالسلاح الموجود في منزل أخوه محمد وحولته المباحث إلى قسم مكافحة الإرهاب, وتم التحقيق معه وأثبتت براءته بعد شهرين من اختطافه وهو يجر جراحه دون دواء.

بعدها أيقن جميع أفراد الأسرة "ذكور" على ضرورة مغادرة المنطقة والهجرة الى مأرب بعيدا عن المليشيا تاركين صنعاء لذئاب مستعرة, تعبث فيها كيف تشاء, متيقنين بالعودة اليها فاتحين إن شاء الله.

نهب الأرض

وعن الأرض تحدث علي الشعوبي بصعوبة والألم يعتصر قلبه ولسانه تملأ فاه عما تعرض له والده, وكيف تعامله المليشيا في سجونها حتى بعد أن اقعده المرض.

ويقول"بعد فترة وجيزة جاء أحد قيادات المليشيا المدعو "ابو عبد الله  الفحاحي", من أبناء ريدة, أحد سماسرة المليشيا لشراء الأراضي في طوق صنعاء, وطلب من أبي بيع الأرض على خط الحديدة – صنعاء, عبر سماسرة المليشيا منهم " محمد علي جابر" والحوثي عبدالله حسين المنصور.

المشتركين في النهب

ويضيف "بعد رفض الوالد بيع الأرض قاموا بتكليف "محمد جابر , وعبدالله  المنصور, ومهدي محمد حسين التام, واحمد جابر والشيخ صالح والمدعو صالح الشعوبي وأبو يوسف المشرف الحوثي في المنطقة واولاد محمد قاسم المنصور وأولاد احمد حمود الشيخ  ربيع ومبروك.

ويؤكد "استخدمت المليشيا الأطقم والأفراد للاعتداء على الأرض وادعت المليشيا بامتلاكها الأرض ولديها الإثباتات ملكيتها وقاموا بالبناء عليها, رغما عنه وهاجموه بالكلام والسب.

وتابع "ذهب الوالد إلى النيابة لرفع دعوى بقيادات المليشيا, استجابت النيابة وأعطته أمر إيقاف البناء لكنهم رفضوا أي أمر وقرار للنيابة وواصلوا البناء على الارض تحت حماية المشرف الأمني للمليشيا على المنطقة المدعو ابو يوسف".

وهاجموا الوالد  بعد ان قام بهدم جزء من السور الذي بنته المليشيا في ارضه, أصيب بجلطة ومرض, فاستغلت المليشيا مرضه فهرعت لتقديم العروض عليه بالفلوس مقابل الأرض لكنه رفض, واستمر اسبوع في المرض لكن المليشيا لم تراعي أي اخلاق انسانية او أي اعراف فأخذته الى السجن رغم مرضه ومعرفتهم بذلك.

وما يزال رب الأسرة في السجن يعاني من المرض والقهر والنهب, بينما اسرته تعيش مشردة ابناءه في مأرب لا يستطيعون العودة وهو لا يستطيع الخروج , بينما لم يتبقى في المنزل سوى نساء وتأتي المليشيا بشكل مستمر لاستفزازهن دون مراعاة لحرمة المرأة .