الأربعاء 11 يوليو 2018 09:32 صباحاً
خذوا وقتكم !!
خذوا وقتكم الذي ادركتموه في ظهرانينا طمعا وعدوانا، تورما واححتقانا.. لملموا ما تبقى من احقادكم ودناءاتكم لتنعموا بوهم ولاياتكم المدّعاة.
تناسلوا وتسلسلوا بالاحتشاد خلف شعارات الحق في الانفراد بالوصاية المذهبية، والمناطقية، والجهوية، تكالبوا على اختلاف اسمائكم، ومسمياتكم.. تحلقوا حتى النهاية.
سارعوا بما مكنتكم به واستعملتكم لأجله.. تكتلات وتجمعات تربت على البداوة والجهالة.
خذوا وقتكم في تقاسم الجغرافيا، مزقوا الحرث والنسل، بتّكوا اوصال الانتماء وصلات الدم والقرابة.
خذوا وقتكم، فقد اقتربت الساعة، وموعد بداية النهاية.
خذوا وقتكم في التمرغ بأوحال البذاءة، والنذالة، والخيانة.
ولكن تيقنوا يا سادات البلادة، بأنني ماض في عدكم وحصركم .
سأتذكركم وسأحرص على ان يتذكر ايامكم ولياليكم، قيامكم وقعودكم، أفعالكم وممارساتكم، اولادي واولادهم من بعدهم، ومعهم كل صغير وكبير في وطني.
سأكتب ألقابكم، وأسمائكم، وسأبقي على ملامحكم مرسومة فوق الطرق، وعلى الجدران، وفي اروقة المشافي، والمنافي، وعلى لوحات الاعلان، وشواهد القبور،والنزوح.. ساحتفظ بقدر المستطاع بصحفكم ومنشوراتكم وكل أدعيتكم وابتهالاتكم.. سأسجل صرخاتكم، ومهاجلكم، وزواملكم.
سأفرد لكم مافي الذاكرة من مساحات كافية لتوثيق مسالك خروجكم، واعلانكم عن انفسكم؛ كي لا يتوه عنكم من سيولد وسيأتي من بعدي، لا لشيء إلا كي لا تكون الفرصة أمامكم متاحة والحجة قائمة لكم مجددا لتعاودوا التكاكؤ، والظهور والتظاهر، بجهلكم ووحشيتكم وبربريتكم من جديد .
سأوثق انكلام القلوب ومجرى انسكاب الدموع علي مآقي الامهات والاطفال والآباء والرفاق.. سأروي كيف تماديتم في عشقكم للنهب، للسلب، للدمار.. كيف غنيتم ورقصتم تمجيداً وتقرباً للقتل والتعدي والانتهاك.
وكيف فرطتم بالهوية، وانفرطتم عصابات عنجهية، جهوية، تمجدون العصبية، وكيف جرى استنباتكم في غفلة من ضعفنا، من طيبتنا، من مسالمتنا، من كرهنا للدم، ومن حبنا للسلام.
سأروي عن تشابه جيناتكم المختلة، تحولاتكم، تناسخاتكم المشوهة، استجاباتكم السهلة والمطواعة للمتاجرة بكل شيء وعلى حساب اي شيء.
لن ابصق عليكم، ولن أحرض للبصق عليكم، وسأكتفي بما كسبتموه وورثتموه أنتم أنفسكم من بخس وخسة وسقوط أمام المال وإغراءات السلطة والتسلط.. كيف تماهت صوركم وأجسامكم وعقولكم إلى سائل لعاب .
كيف فضحتكم شهية الاكتساب المحرم والحرام..ولن انسى طبعا ذكر تبدلكم الى فقاعات وأورام سريعة التضخم، والانفجار، أورام من صديد وزكام.. وكيف لاترعوي نفوسكم وأرواحكم عن التمرغ في التفاهات وأوحال التشظي و الانكسار.
كما لن اذهب بعيدا لأقرأكم، ولن احتاج إلى أن اعيد قراءتكم، سأترككم كما أنتم يشيعكم الغرور، ويعريكم المجون، وتفشي سر ادعاءاتكم حركاتكم والسكون.