من نحن | اتصل بنا | الخميس 21 نوفمبر 2024 11:51 مساءً

مقالات
الثلاثاء 22 مايو 2018 01:40 مساءً

زمان كانت لنا أيام !!

 
 
زمان كانت لنا أيام فيها أوقات، ومساحات، لكل الأعمار والأسر، ينتقلون منها وإليها فرادى وجماعات، محاطين بالآمال والاطمئنان.. يرعى فيها الكبير الصغير.. يعطف عليه، ولا يتضايق منه بل يفرح ويسر به ويضمه إلى قوام أطفاله..
أوقات متعددة الاهتمامات ومساحات مختلفة الإيقاعات.. شواطئ وملاعب أطفال ودور عرض أفلام ومسرحيات ومحاضرات وأمسيات شعر ونقاشات.. اتحادات ونقابات وجمعيات وأندية ورياضية وثقافية مفتوحة أبوابها للجميع، فعاليات في كل الاختصاصات، لم يقتصر حضورها ودورها على المباني واللافتات، بل في البرامج والأنشطة المترعة بالاهتمامات.
أما اليوم فالأوقات مسيئة مهملة، لا علاقة لها ولا ارتباط بالزمن والمكان.. أوقات تنفلت وتنقضي خالية عارية، تضيق وتنكمش وتغيب مجردة مسلوبة من أي فعل أو أثر.. ومساحات مظلمة ضاقت وكلت من حمل أي دلالات أو إيحاء.. جاد ومبشر.. مساحات فقيرة منفرة ومقززة أو مغلقة مشبعة بدواعي الاكتئاب والنفور.. مساحات مقتطعة ومسكونة بمنطق الاستئثار والنفي لا علاقة لها بدور أو مسؤولية ولا تعبر عن شيء غير الامتناع والتحدي، تفوح منها أنفاس بغيضة معادية لكل شيء له علاقة بالحياة والتحضر.
مساحات تجافي وتعترض الهواء والضوء والخيال، وتعمل على مصادرتها وقطع اي صلة لها او تأثير إيجابي وتماثل إنساني متوازن.
مساحات تبعث الرعب وتفشي البغض، إذا أقبلت عليها أو مررت بجانبها شعرت بأن لها مخابئ وزوايا تتربص بك وتنصب لك الشراك.. دافعة إياك إلى الهروب والعدو بعيداً عنها، مخلفة في أحاسيسك ومشاعرك غموضاً قاتماً يتبعك ويمعن في إذلالك، ويفاقم من صدى الفجيعة في أعماق روحك ومسيرة عمرك.
زمان كانت لنا أيام تشعر فيها بالانتماء إلى محيطك وارتباطك به.. تبادلك الحب مع زواياه وأزقته وشوارعه تعرف أين تقف منتظراً حافلة تقلك، وهناك من يدلك ويعرفك أين أنت.. وكيف يمكنك أن تعبر طريقاً، إن لم يكن رجل مرور فخطوط مجددة على الأرض، ولافتات محددة للوجهة والسرعة والمسافة.. وطرق وأرصفة وممرات تأخذك بترحاب إلى أين تريد.. حتى وإن كنت وافداً للتو.
أما اليوم فالجميع هنا غريب.. غريب في محيطه بين أسرته وعمله .. غريب عند من ترتاد مفرشه أو دكانه، حين يبادلك التحية متكلفا.. يخشى معاتبتك ولومك له.. واتهامه بعدم الرحمة وعدم مراعاة القريبين منه أهل حافته ومدينته.. غريب في الشارع عند ما لا تجد أحداً ينظر في وجه الآخر أو يهتم بمعرفة من يمر من جانبه، كل لديه ما يكفي ليتلاشى فيه ويغيب.. قاطعاً صلته بكل ما حوله. 
رمضان كريم 
( يتبع)( 4)

 
 
أختيار المحرر
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
أضرار شرب الليمون قبل النوم: آثار خطيرة على الجسم!
اكتشف تأثير البلح الأصفر على مستويات السكر والكوليسترول.. مفاجأة
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
    النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني
كان عمي هلال في ال14 عندما أرسله جدي من القرية الى بيتنا في مدينة تعز لقضاء عدة اسابيع قبل حلول الخريف والعام
    ما تثير الدهشة وتوقظ الاستغراب هي قضية الإنسانية التي تملأ قلوب بعض من يعيشون بيننا. بشكل أو بآخر، تجد
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024