من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 09 أبريل 2025 10:23 مساءً

مقالات
الجمعة 26 يناير 2018 10:55 مساءً

كرت أحمر !

أيام وساعات قليلة وتنقضي مهلة الأسبوع التي حددتها قوات «المقاومة الجنوبية» للرئيس عبدربه منصور هادي، لإقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر، وهي المدة التي سيكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها مهما كانت النتائج. 
أسبوع وسيكون الجنوب ساحة لثورة شعبية ونقابية عارمة تحميها قوات «المقاومة الجنوبية» التي ستسعى دون شك، وهذا حقها، لاستثمار حالة الغضب الشعبي اللامحدود ضد هذه الحكومة التي يعتبرها القطاع الأوسع من الناس، الحكومة الأكثر فشلاً وفساداً بين كل الحكومات المتعاقبة على إدارة اليمن.
لم يكن الجنوبيون في يوم ما ومنذ سنوات عديدة خلت مضطرين للتعبير عن غضبهم عن أداء حكومة تمثل نظاماً هم في الأصل لا يريدون الاعتراف به لكنهم أمام مخاطر بقاء هذه الحكومة على معيشة الناس وأمنهم واستقرارهم، وجدوا أنفسهم في مواجهة مهمة عاجلة هي مطالبة الرئيس هادي بإقالتها وإلا فإنهم سيقتلعونها بطريقتهم. 
شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، فشلت حكومة بن دغر في معالجة كل الملفات الحساسة التي أمامها وأهمها ملف الخدمات، ودفع المعاشات وتطبيع الحياة في المناطق الواقعة افتراضا تحت إدارتها، وليس سيطرتها، وكل ما نجحت وأبدعت فيه هو اقتفاء أثر عفاش في تفريخ جيوش جرارة من الإعلاميين والناشطين الذين تصرف عليهم أموالاً طائلة لتلميعها، وتمجيدها، ومحاولة إقناع الناس بإنجازاتها العملاقة التي لا يستطيعون رؤيتها مهما حاولوا.
يستطيع الرئيس هادي أن هو أعمل الحكمة، وغلّب مصلحة الشعب أن يطفئ نار فتنة كبيرة قد يتسبب بها الإصرار على بقاء هذه الحكومة التي يؤمن كُثر وأولهم الرئيس هادي ذاته أنها غير جدير بالمهمة الكبيرة الملقاة على عاتقها وأنها لم تكن أمينة في الحفاظ على مصالح الأمة التي اقسمت عليها اليمين أمام العالم.
ليس من الحكمة مواجهة إرادة شارع غاضب ثائر جائع بالعناد، والمكابرة فطالما قرر الشعب الخروج تدفعه أوجاعه وآلامه وفقره وعوزه، فلن يعود دون تحقيق أحلامه، وسينتزع حقه دون شك، دون أن تستطيع قوة أن تمنعه أو تقمعه لامتلاكه قدرة الدفاع عن نفسه أولاً، واستعداده للتضحية في سبيل انتزاع حقه من أفواه غاصبيه ثانياً. 
وتستطيع الحكومة أن تجنب ذاتها والبلد خاتمة السوء بأن تسارع إلى تقديم استقالتها إذ ليس من مصلحتها الإصرار على تحدي طوفان شعب لا قبل لها على مواجهة ثورانه الذي أن انطلق فلن يعود دون تحقيق ما خرج لأجله. إن لم تتحل حكومة «أبو عبيد» بروح رياضية عالية، وتتقبل الهزيمة، وتعترف بالفشل، وبالتالي الملعب لمن يمكن أن يقبل به الشارع في الجنوب، فإنها ستضطر للانصياع للبطاقة الحمراء التي سترفعها الحشود الضخمة التي ستزحف من عموم المحافظات لغاية واحدة، وهي إجبارها على الرحيل.
 
لا ينبغي لحكومة «الشرعية» أن تخادع ذاتها بأنه يمكنها تحدي إرادة الناس أو بأن هناك من سيدافع عنها، وسيضحي لأجل بقائها، فالجميع موقن بفشلها وعجزها، وذاتها وأن كانت ظروف السلم قد ساعدتها على البقاء، فإن «الثورة الحمراء» ستعجل برحيلها.
 
 
 
 

 
 
أختيار المحرر
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
أفضل ماركات روج: إكتشفي الصيحات والخيارات المثالية لألوان جذابة
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  استدعاء الماضي السياسي لمعالجة مشاكل الحاضر وصياغة المستقبل خطأ جسيم . هذه قاعدة عامة في الحياة السياسية
    عدن مدينتي هي الركن الأعظم في العالم، إلى مدينتي كل الانتماء والحب، ففيها عشنا  الذكريات الجميلة
    اسال الله ان لا يذيقكم مر الفراق ولا وجع وقسوة و وحشة الموت، وخصوصا ان ياتيك ولد وانت تشعر بفراغ وجوع
    لا يساورني الشك أن في الحياة كم كبير من التجارب والأحداث، بعضها قاسية ومؤلمة جدا على بعض البشر، ويزيد
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025