الأربعاء 01 نوفمبر 2017 02:03 صباحاً
......... عن المفلحي
لم يؤت بالاستاذ عبدالعزيز المفلحي ليكون محافظا لعدن بمعنى ان يمارس وظيفة المحافظ بل أختير بعناية لخلق صراع مناطقي جنوبي جنوبي.
بعد ساعات من تعيينه وفي حين كانت عدن تغلي رفضا لاقالة القائد الزبيدي تلقى المفلحي اتصالا من علي محسن الاحمر وهو الذي لم يتصل به قط طالبا منه النزول الى عدن على متن طائرة ستقلع الى عدن فجرا لكنه رفض ذلك ورد قائلا من اراد ان يسافر فليسافر اما انا فلست جاهزا للسفر .
شخصيا كنت على يقين ان المفلحي وان كان قد وقع في شراك المصيدة التي نصبت له الا ان معدنه الجنوبي مازال أصيلا وانه لن يقبل ان يكون مطية لتمرير خطة المؤامرة التي رسمت واختير هو ليكون بطلها او أداتها ولذلك كانت معركته مع مؤيديه اشد من معركته مع الآخرين ممن كانوا المحيطين به يحرضونه عليهم ويصفونهم له بالخصوم وذلك عندما رفض السير معهم في عملية التصعيد والدخول في مواجهة مع قيادة المحافظة بدوافع الحرص على تمكينه من ادارة المحافظة واستلام مبنى المحافظة وسكن المحافظ.
خلال فترة وجوده في عدن تلقيت من المفلحي اتصالات عدة وفي اكثر من مرة و اكثر من مناسبة وتحدثنا طويلا وكان مماقلته له ان يتقرب من الاخ الزبيدي الذي وصفته له بانه قائد شهم ورجل نبيل وانه مهما تكن التعبئة ضده فآن عليه الايخسر رجل بهذه القيمة التي لاتتكرر في المشهد السياسي الجنوبي، فرد وهو ببتسم اعرف هذا يا ابن عمي وعلاقتي بعيدروس منذ سنوات طويلة ساردالي حكايات ليس الآن وقت نشر تفاصيلها.
في احدى المرات اتصل علي المحافظ المفلحي عصرا وبدون مقدمات قال اريدك معي وساصدر بك قرار الآن .
قلت له ان كان وجودي فيه مصلحة لك فأعتبرني قلم بيدي دون قرار وان كان الهدف خدمتي فشكرا لك ووضعي جيد والحمد لله.
بدا لي الشيخ المفلحي مصرا على ان استجيب لطلبه فقلت له يابو عمر والله اني اخجل ان اعتذر لك لكن خذه تفويض مني اذا كان وجودي ضروره فلست بحاجة لأن تستئذن مني اصدر توجيهاتك اما قناعتي الشخصية فهي اني لا استطيع ان اكون بوجهين وجه معك ومع الشرعية وآخر مع الزبيدي والمجلس الانتقالي فكان رده سريعا وغير متوقع من انا ومن ومن الزبيدي ويومها كتبت منشورا ختمته بالقول الزبيدي والمفلحي اثنين في واحد فلنحافظ على هذا الواحد وودعني طالبا مني التفكير والرد.
بعد ساعة فقط من حديثي مع المحافظ المفلحي تلقيت اتصالا من عزيز في ابو ظبي مباركا انظمامي الى فريق عمل المحافظ محددا طبيعة الوظيفة التي سأشغلها سألته من اخبرك فالعرض كان قبل ساعة واحدة فقط وانا لم اوافق فقال ان الفيس والواتس تعج باخبار قفزي من سفينة المجلس الى الشرعية .
وفعلا تلقيت اتصالات عدة منها من يستفسر ومنها من يهنئ. فقررت مهاتفة المحافظ وبداخلي نار تغلي وقلت له اني اخاف عليك فعلا فيبدو ان مكتبك مخترق بصورة لم تحصل مع محافظ سابق والا كيف تناقشني في امر وبعد دقائق يكون حديث الفيس او الواتساب ،واكدت له ان الامر عادي بالنسبة ولن يضرني في شيء وقراري ملك يدي لكنه امر سيء للغاية ان يكون مكتب محافظ بهذه السهولة اختراقه ونشر تفاصيل مايدور حتى في المكالمات الخاصة للمحافظ نفسه .
حاول كثيرون في الحكومة وفي عدن احتواء المحافظ الجديد ووضعه تحت مظلتهم واجتهدوا في تصوير قيادة المحافظة السابقة بانها خصم لدود له لكنهم لم ينجحوا بالصورة التي ارادوا الوصول اليها ،خلقوا له عداوات مع التحالف وحاولوا تمرير صفقات فساد مهولة مترافقة مع حملة اعلامية ضخمة للاشادة بما اسموه يومها تحرك عجلة التنمية بعدن والتي لم تكن في الحقيقة سوى تحرك قطار الفساد ومعالات مئات الملايين من الرياﻻت باسم اعادة اﻻعمار بعد ان لم يستطيعوا تحريكه في عهد الزبيدي .
ادرك المفلحي بعد اشهر انه وقع في الفخ وانه ان استمر لن يكون سوى مظلة لتحقيق غايتين غير نظيفتين اﻻولى خلق صراع وتناحر جنوبي والأخرى نهب المليارات باسمه وبموافقته مع حتمية الفشل في تحقيق اي من الوعود التي قطعها على نفسه لانه لبس مطلوبا منه ان ينجح او يقدم لعدن شيء ولذلك فضل المغادرة و الرحيل .
بدورهم ادرك الذين جاؤوا بالمفلحي بأن الرجل ليس بالسهولة التي تصوروها حتى يستخدمونه مطية للعبور الى مايريدون لذلك قرروا هم ايضا انهاء خدماته لكنه قبل ان يغدروا به غدر بهم وفضح بعضا من فسادهم وليته يكمل مابقي من حقائق مازال اكثرها غير صالح للنشر من جهته حسب تقديري.