الاثنين 14 أغسطس 2017 08:49 مساءً
مثلك لا يموت
يصادف اليوم الاثنين الموافق 14 / 8 / 2017م الذكرى السنوية الأولى لانتقال الفقيد صالح ناجي الحربي إلى جوار ربه مخلفاً بيننا آثاراً وصنايع، وأفعالاً غاية في النبل والإيثار والمحبة يصعب نسيانها أو تناسيها، كما يصعب عدم تذكرها والوقوف أمامها بإجلال وخشوع.
ـ انه صالح ناجي الحربي الذي ولد وترعرع ومات بقلب كبير عامر بالعطاء، منذ نعومة اظفاره سبّاق لفعل الخير شغوف برؤية الابتسامة من البعيد والقريب، الخصم والصديق.
ـ لا يعرف البغض طريقاً إلى قلبه، ولا تجد النوايا المبيتة مقاماً لها في صدره، فطول أيامه قلبه وصدره وجوانحه وأوردته جميعها مسكونة بالتفكير بإقالة عثرات الناس والمجتمع والإنسان أياً كان مركزه ودوره.
ـ عرفته لا يغضب إلا في الحق، ولا يثور إلا في وجه الباطل، وإذا صادف وأن رأيته غاضباً أو ثائراً في هذا أو ضد ذاك فإنك ستدرك وتتعلم المعنى الحقيقي لهما والفعل الأمثل لادائهما.
ـ فما أندر الأوقات التي يغضب فيها ويثور الفقيد والشهيد صالح الحربي ولكن ما اصوب وأجل غضبه وثورته إذا غضب وثار.
ـ لكم كنت كغيري محظوظاً بمعرفته والفوز بمشاركته بعض جلساته التي إن فزت ببعضها فزت بالكثير من المعاني والمثل والقيم الانسانية الرفيعة التي تتجلى في جلسته، في حديثه، في تناولاته، في استماعه، في وقار انصاته، في تلمسه لأخبار الناس، لأوضاعهم، في الحنو عليك في حضورك، والسؤال الذي لا ينقطع عنك في غيابك.
ـ يأسرك خلقه الرفيع في حضوره وفي غيابه يسكنك كأحد أعضاء جسدك فلا تستطيع ان تتخلى عنه أو تفقده.
ـ كان دائماً قليل الكلام عن نفسه .. وكم كنت استغل أيام غيابه .. في الذهاب إلى أقرب الناس له وأكثرهم ارتباطاً ومعرفة بتفاصيل حياته لأستزيد منهم في معرفة حنكة وفطنة وجمال روح هذا الانسان، وخصوصاً من أخي أحمد محمد الزغير محمد مثنى الذي سأظل أحمل له جميل تعريفي به وسخاء إطلاعي على كثير من تفاصيل حياته الشخصية والاجتماعية المليئة بالعبر والدروس والقيم والمآثر.
ـ العزاء كل العزاء لأسرته وأصدقائه ووطنه ومجتمعه وكل من عرفه ومن يتطلع لمعرفته، والعزاء لي في فقدانه ورحيله المبكر عنا جميعاً.
ـ والعزاء للجميع في أن مثل فقيدنا صالح ناجي الحربي قد ترك فينا ما يجعله حياً باقياً فينا.