السبت 31 ديسمبر 2016 04:18 مساءً
يا الله ما اكثر حزن بوابة عبد الله بن حسين الاحمر
مررت للتو كنت ابحث عن سجائر في ليل الحصبة المتأخر ، لم تكن بوابة الشيخ تنام
كان يذكرنا بصحوة ما نجن عليه من خطأ ونزق جهوي ، والان لا احد غير حارسين من العصيمات يتثائبان على جانب بوابة لم تعد تحرس احد غير النهايات الحزينة ، بينما يبتسم الشيخ عبد الله من لوحة قماشية لذكراه وعسيبه مثبت على الجدران
افكر في برد العصيمي وهو يحرس الموتى وقد تسربت حياته في ليل الحصبة ، لم يعد مرافق شيخ ، ولا هو جندي حراسة ولا هو حوثي ولا مقاومة ولا هو عنصر استخبارات
انه يجلس على الرصيف ، يراقب اخر المارة الباحثين عن سجائر ، يتلقى الريح القادمة من الاطلنطي وهي تجتاز جبال الاوراس في المغرب العربي وتعبر الصحراء الكبرى ثم مويجات ظلام البحر الاحمر لتصب نهاية المطاف على ركبتي عصيمي جالس على الرصيف ولم يعد لديه ما يحرسه
من هنا دخل المشائخ بحثا عن شيخ المشايخ ، من هنا مر علي حميد جليدان وخرجت الصوالين المعطرة بالخيلاء الارستقراطي ونشوة القات الضلاعي ، وهنا وقف رجال كثيرون في انتظار ان يؤذن لهم لملامسة اصابع الارستقراطي الاخير قبل ان يتبدد ابناؤه في بلاد الله بلا إذن من احد ولا رجاء
لم احبهم يوما ، لكن صمت البوابة محزن ، يذكرني بنهاياتنا جميعا ، المثقفين والقبايل ، الصحفيين والناشطين واخر من تبقى من زمن شيخ المشايخ
رفعت راسي للوحة القماشية وأومئت بتحية العابر : مسا الخير يا صاحب الجنبية والشال
هذا الزمن قد شردنا جميعا ، نحن الذين لطالما اسميناك شيخ الجمهورية ، والجمهورية ايضا تم تشريدها ولم تعد صالحة لأن يحلبها احد،
في الجهة الاخرى صورة لمجاهد ابو شوارب ، تم لصق ما تبقى من حاشد في لافتة واحدة قال عنها احدهم : هذه هي المخطوطة الحزينة المتبقية من وهم القبيلة .
شخصيا : كنت اظن حاشد هي المعادل البدائي لشراسة القوقاز ، قبيلة الزعقات والمقاتلين المدججين بجلود الضباع وهم يسفحون الدم في السهب الروسي العظيم
تبين ان الروايات لا تشبه واقعنا المكسور والاعزل حتى من القبائل ، القبائل التي كرهنا اندفاعتها الاستخواذية وتبين لاحقا ان حاشد اضعف من رسام كاريكاتور يواجه البارود بريشته الملونة
لسبب ما احبك يا شيخ عبد الله ، وراض انا انك رحلت بناموسك رغم اخطائك ، الا انك لم تشهد كسر ناموس بلد ظنتك يوما اخر اباطرة الاستحواذ وهتك القانون
اتعرف ، تمنى اغلبنا نهاية لسطوة عائلتك ونخيط ابنائك ، لكن الكسرة تزامنت مع انكسار بلد ، واذلال عيال الشيخ ترافق مع اذلال ابن الرعوي ، وكان تفجير بيتك في الخمري ايذانا بتفجير كل بيت في كل قرية ،
لم نخض معك صراعنا الطبقي ، سقطنا معا وبلا معركة .
الليالي الباردة تدحرج القراطيس وتجمعها عند بوابتك ، بينما يحدق العصيمي في الفراغ ، لم يعد لديه غير جهة واحد للزامل ، وليل بلا جهات….