من نحن | اتصل بنا | الخميس 21 نوفمبر 2024 11:51 مساءً

مقالات
الخميس 13 أكتوبر 2016 07:45 مساءً

نشتي دولتنا..

كان نصف جسده عاريا،وبيده علَم الجنوب،ووجهه علَم الجنوب،وعلى صدره ،وظهره علَم الجنوب،ويعصب رأسه بعلَم الجنوب ،وقال ،وهو يلهث ويرتجف من شدة الحماس والانفعال: "قولوا للرئيس عبدربه،والتحالف أن الجنوب يشتي دولته ،وعشم إبليس في الجنة أن نعود إلى باب اليمن مرة ثانية!..".
 إن تلك الوجوه التي استقبلت الموت مبتسمة ،والأجساد التي اغتسلت برائحة المسك ،والأسر التي تشردت ،وجثث الأطفال التي سكنت هامدة على سواحلنا،كانت تحلم بنهاية الكابوس،وتتوق إلى العيش بحرية ،ولا يستطيع أحد أن يقنعنا بأن أبو الشهداء "علي ناصر هادي" ،والبطل علي الصمدي ،وفارس الضالعي ،وعوض العنبوري ،وجعبل البركاني،ومن سبقهم ،ومن لحقهم استشهدوا في سبيل (الشرعية)!..
نرى فخامة(عبدربه) كبير،ونوقره كرئيس،ونحترمه لشخصه ،وكمواطن جنوبي،ونحسب أن ليس من العدالة أن نجحده ،ونبخسه كثير من مواقفه،لكن ليس دائما نستطيع كبح مشاعرنا،فمازالت في صدورنا غصة ،ونخشى بأنه لا يملك للجنوب غير قلبه الذي يعتصر ألماً،ونعتقد بأن الصبر الجميل لن يذهب بالجنوب إلى مكان أبعد من الأقاليم!..
 
إن بعض ـ لن نقول أكثر ـ ما يسمون بقياداتنا يمارسون السياسة عن (ترف) أو(خرف)!! ،والبعض الآخر مواقفهم من الجنوب غير مستقرة ،ويفصلونها على مقاس انتهازيتهم! ،فاذا أقبلت عليهم السلطة ، ،تجدهم (وحدويين)أكثر من (عفاش) وقناديل،وزنابيل(الأخوان)!!  ،وإذا أدارت لهم ظهرها ،وأخرجتهم مطرودين من بابها الخلفي ،راجعوا حساباتهم ،وكانت وجهتهم الجنوب ،وتمسحوا بعلَمه ،وزاحمت شعاراتهم المناضلة (زهرة صالح)،وأصبحوا (انفصاليين)أكثر من الرئيس (البيض)نفسه!..
 
إن شرعية الشطرين تعيش سكرات السيادة،وكذبة تحرير (صنعاء)من ملوكها الذين أعادوا عرش الإمامة إلى اليمن ،ورضوا عن شعبهم ،ورضا شعبهم عنهم !.. أكثر ما استفزنا أن أقنعة النظام،ونفايات الأحزاب الذين احتفلوا في عاصمتنا (عدن)بعيد ثورة جمهورية أصحابها أول الكفرين بها ،وحذفوها من ميثاق وطنيتهم ،ومدارسهم ،وكتب أطفالهم ،وتبوّل(عبدالملك)،وأتباع (صرخته)عليها منذ عامين!..تتأفف العبارات عن وصف رقصات الفجور،فقد تجاوزت وقاحتهم مشاعرنا ،وأوجعنا بدم بارد!..
 
غن غايتنا الأولى ،والأخيرة وطن...وعلى الجميع أن يشرح صدره،ويفتح (مخه)،ويفهم جيدا بأن (الوحدة)صفحة طويناها بكثير من الدم والألم،ونصيحة لوجه الله نقولها لأصحاب (الفشخة)،الذين يضعون قدماً في (عدن)،والأخرى بـ(باب اليمن)!..احترموا تضحيات شعب الجنوب..وضعوا الزهور على ضريح شهدائنا فالكراسي لن تجعل مقامكم رفيع ،وسيجف حبر القرارات،ولن يجف دم أب أو ابن أو أخ أوعم أو صديق أو جار!..
      
هناك فرق كبير بين السنبلة التى تنحني تواضعا ،ورأس النعامة المدفون بالرمل!.. فكلنا يدرك بأن المشكلة ليس في كون محافظ (عدن) جنوبي،ولكن في مواقفه التي لا تساوم على الجنوب،فإذا كان القائد(عيدروس الزبيدي)من تلاميذ الأحزاب أو من شمال الاحتلال،كانوا عظّموا شأنه ،وقبّل الأوغاد نعله!..إن كان البطل (شلال)وحدويّاً ،لفرَشوا طريقه بالورود ،عوضا عن ربط أضلاعهم بالأحزمة الناسفة!..لا يسعنا إلا أن ننحني للبطون الكريمة التي حملهتم،ولكننا نعي أن شخصاً لا يستطيع وحده أن يقرر مصير شعب مهما كانت قدرته ،وحنكته،ونعتقد أن إيماننا،وربما تمجيدنا لـ (عيدروس)و(شلال)لا يكفي لا ستعادة دولتنا ،وعلى الجميع أن يشعروا بالمسؤولية ،ونعقد آمالاً كبيرة على النخبة،ونراهن على دروها في هذه اللحظات الصعبة ،وحتى لا تفرض علينا خيارات مرة أخرى!..
 
نثق بشعب الجنوب ،وندرك عظمته ،فالذي لم يرهبه بطشهم حين كانت البلاد تنام وتصحو على زئيرهم ،ولم تقهره جيوشهم  ومجنزراتهم،وأدهش صموده العالم ،وزين هامته بوهج النصر،يملك الحق في تقرير مصيره ،فحلمنا أقوى من الإرهاب ،وأعظم من مجرد شحنة (ديزل) أو مولد كهرباء،وحقير من يعتقد بأن(حَجَر)المجاري يمكن أن تسد طريقنا ،وتزعزع إيماننا بمشروع الجنوب الجديد.
غدا(14)أكتوبر،سيزحف الجنوب عن بكرة أبيه إلى ساحة الحرية في العاصمة(عدن)،وخيارنا واحد ..الحرية والاستقلال ،وكل موقف سياسي أو صوت قيادي مع هذا الحق ،لن نتردد في رفع صورته في شوارعنا ،وعلى أجسادنا ،وفوق رؤوسنا ،ومن يفتش في حقيبته الدبلوماسية ،ويراجع ملفاته أو يقلب كفه ،وينتظر الضوء الأخضر   او الشريك الأحمر،فهذا خياره ،ولكن عليه التنحي عن طريقنا ،ويكفينا شر(شطحاته)،وانتهازيته!..  
 

 
 
أختيار المحرر
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
أضرار شرب الليمون قبل النوم: آثار خطيرة على الجسم!
اكتشف تأثير البلح الأصفر على مستويات السكر والكوليسترول.. مفاجأة
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
    النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني
كان عمي هلال في ال14 عندما أرسله جدي من القرية الى بيتنا في مدينة تعز لقضاء عدة اسابيع قبل حلول الخريف والعام
    ما تثير الدهشة وتوقظ الاستغراب هي قضية الإنسانية التي تملأ قلوب بعض من يعيشون بيننا. بشكل أو بآخر، تجد
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024