الخميس 19 مايو 2016 01:31 مساءً
وحدة بطعم " الإنفصال " !!
في التاريخ اليمني الحديث قيل أنّ" علي ناصر القردعي" كَمنَ للإمام "يحيى حميد الدين" وقتله غيلةً ..لأنه-حسبما أشيع عنه- تواطأ وفرّط بأرض يمنية بعدما قصف المستعمر البريطاني شبوة وضمهابالقوة،وتهاون الإمام في الدفاع عنها أو استرجاعها.
ولوعدنا لكتابات الأستاذ الراحل عبدالله باذيب - ابن حضرموت، الذي عاش في تلك الفترة - سنجد مفكراً وحدوياً لا نظير له، يقارع الاستعمار في الصحف العدنية، ويدعو للكفاح من أجل استعادة وحدة اليمن من صنعاء إلى حضرموت..
وبسبب آرائه تلك حاكمته السلطات البريطانية وخرج إلى تعز.. ومنها عاد إلى عدن بعد الاستقلال ليسهم في تأسيس الدولة وتالياً الحزب الاشتراكي.
ومثل باذيب كان عبدالله سالم باوزير، وقبلهما علي أحمد باكثير الذي استقر في مصر، وله كتابات عن اليمن الموحد، وأيضاً الدكتورة أبكار السقاف، ذات الأصول الحضرمية، وهي ولدت في مصر وجايلت الدكتور طه حسين واختلفت مع الكثير من استنتاجاته، ولها مؤلفات عديدة أغلبها عن الديانات والحضارات القديمة التي سادت اليمن بوصفها أرض المهد، ومفتتح الإنسانية...
أكتب هذاليس دفاعاً عن وحدة الأرض الحالية فهي قد فشلت وصارت أشبه بمرض " التوحد"بسبب سوء إدارة الدولة وغياب العدل والمساواة بين المواطنين ،كما فشلت قبل مئات السنين -أكثرمن مرة- دولُ حكمت اليمن "موحداً"بنفس الهيمنة،وانتهت لذات السبب غالباً ...وإنما للتذكير بأنّ الوحدة وسيلة لتحقيق الأمن والرخاء والتكاتف وليست غاية يتقاتل الناس لتحقيقها ،ثُم يتحملون الذل والضيم لأجل بقاءها ...فـ"عبدالله باذيب ،والزبيري وباوزيروالجاوي "....و"راجح لبوزة"-الذي فجَّر شرارة 14 أكتوبر بعد أن قاتل جنباً إلى جنب مع أحرار سبتمبر- وأيضاً قحطان الشعبي والحمدي وَعَبدالفتاح وغيرهم الآلاف، كانوا ينشدون دولة يمنية موحدة تحقق لهم كينونتهم ولايشعرون فيها بالتبعية والانتقاص .
ليس في اليمن ديانات ولا لغات، ومع ذلك فيها ساسة ومشائخ وعسكر أسهموا في تمزيق النسيج الوطني والاجتماعي بتسلطهم وسوء إدارتهم .. !!.
اختزلوا الوحدة لفترة في التقاسم ،ولاحقاً في ترفيع النائب الجنوبي إلى رئيس .. ولم يقتربوا من أُس المشكلة المتمثّلة في إنعدام الفُرص المتساوية للتمكين .. حتى تحولت قضية الوحدة عند قيادات الشماليين والجنوبيين معاًإلى ورقة للمساومة والابتزاز .. ولو كان هؤلاء يحترمون أنفسهم لاقتدوا على الأقل بنظرائهم في الدول العربيةالمجاورة، حيث قد يختلف المصريون - على سبيل المثال -ويعارضون أشياء كثيرة ..إلا "مصر" فهي عندهم من الثوابت التي ينبغي التوقف عندها باحترام وتقدير، يحصل هذا هناك رغم تعدد اللهجات والإثنيات والأديان..
وفي غير مصر يفاخر كثير من أبناء الدول العربية والإسلامية بأصولهم اليمنية، معتزين بأنَّهم من يافع أو الضالع أو الجوف أو مأرب أو حضرموت،مع أنّ الواقع يفرض عليهم أن يشعروا بالخجل والمهانة .
لو تعامل قادة اليمن مع قضية الوحدة بمسئولية لماوصل حالناإلى هذا المآل .... ولما صارت بلادنا رهن الوصاية والتدخل العربي والأجنبي !