الى ابن الناس: عيدروس الزبيدي
احترام العقل ينبع من احترام الحقائق ، و الحقائق ـ يا ابن الناس - دائما ما تكون ماثلة أمام الجميع ؛ إلا لمن يريد أن يتجاهلها فهذا شأنه.
يا عيدروس الزبيدي : وقفنا معك من قبل و بوضوح تام، لا لشخصك ، بل لمنصبك كمحافظ عدن . المنصب الذي يحتم عليك القيام بمهامه كما يفترض القيام به. و حتى الآن ما تم انجازه من قبلك و من معك في المحافظة ، أمر ايجابي بكل المقاييس . أقول هذا بوضوح تام أيضاً.
لكن صورك اليوم في عدد من شوارع عدن ، أمر لا ينبغي القياس عليه لكي نعمل من البحر طحينة ! ، فهذا التسابق التسويقي الدعائي المحموم لنشر صورك للقياس عليه بأن الأمن في عدن لا مثيل له ، أمر ينافي أبسط الحقائق الماثلة على الأرض ؛ بل و لا يحترم العقل ، العقل الذي يحترم الحقائق الماثلة أمام الجميع.
صحيح لا بد من فعل هذا من باب رفع معنويات عامة الناس ، الناس التي عانت حربا حقيقية لم تر مثيلا لها من قبل . لكن الناس ، يا ابن الناس، ما زالوا يرون كل يوم ان السلاح ما زال مع الجميع ، في كل حافة و ركن و شارع. حسناً ..
اذا لم تر هذه الحقائق ، أو لم يبلغك أحد بها ؛ فإنني بصفتي مواطنا عدنيا ، بودي لو تقرأ رسالتي هذه ، كما هي ، بعيدا عن حملة الدعاية التسويقية لتجولكم في عدن.
أن يكون المرء آمناً و يعيش في أمان ، فهذا يعني نزع السلاح من الجميع باستثناء من يمثل السلطة أو من يخول له القانون بفعل ذلك.
#عدن لا تموت