حشود السبعين .. المهم والأهم!
من المهم أن نحترم الحشود السلمية دائما ..لأنها تمثل عصرنا وعالمنا اليوم
لكنّ الأهم ألاّ نحترم ابداً من يستخدم السلاح والقتل والانقلاب .. والخطف والتفجير ..ظاهراً وباطنا .. وسيلةً وهدفا
من المهم أن نتذكر أن حشود السبعين بالأمس هي ذاتها التي احتشدت ذات يوم قبل أربع سنوات لاختيار هادي وتزكيته رئيسا للبلاد!
أقول ذلك حتى لا نظلم إنسان هذه البلاد! ..إنساننا البسيط الذي أكلت قلبه الحيرة ومزّقت روحه نواجذُ أربع سنواتٍ عجافٍ شداد
لكنّ الأهم أن تدرك هذه الجموع الضخمة - وهي ضخمةٌ بالفعل - أن الشعب اليمني أضخم منها ..وأكبر بكثير! وأن اليمن الكبير أكبر من ميدان وأوسع من شارع .. وأضخم من مدينة!
من المهم أن نعترف بضعف إدارة هادي وتبلّد اختياراته .. وجمود حركته
لكنّ الأهم أن نعترف أيضا أن ذلك الضعف هو سبب قوة خصمه الأساسية وحيويته الظاهرة!
من المهم الاعتراف بضخامة حشد السبعين
لكنّ الأهم أن نعِيَ أن الحشود والحشود المضادة لم تُغْنِ عن اليمن شيئا منذ خمس سنوات خلت!
وأن السياسيين المتكالبين المتقاسمين خذلوا تلك الحشود الضخمة ومزّقوا تلك الجموع الهائلة .. وصولا لكارثة 21 سبتمبر 2014
من المهم أحيانا أن تنجح في حشد الجماهير
لكن الأهم أن تنجح في حمايتها!
الأهم أن تنجح في سلامة البلاد
الأهم أن تحقق بالسياسة ما خسرته بالحرب
من المهم ان نعرف أن البلادة لن تقود البلاد إلى بَرّ الأمان ..هذا ما بتنا متأكدين منه!
لكنَ الأهم أن نعرف أنّ بلادنا اليوم لا تحتاج أيضا إلى مجرد سياسيٍ ذكي وحاذق!
الحاذقون كثْر .. ولكثرتهم فسدت السوق!
بلادُنا اليوم تحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك!
تحتاج الصدق والمصداقية
الضمير والمسؤولية
الأرق لمقتل طفل يمني!
يعتقد السياسيون أن السياسة لعبة. . وهذا صحيح!
لكنهم ينسون عندما تنكسر الأوطان وتتشرد الشعوب أنهم لم يعودوا لاعبين .. بل أصبحوا هم اللعبة! ..بينما اللاعبون هناك ومن بعيد يتضاحكون ويتغامزون!