قفوا .. ولا تبكوا .. أيها الآباء ؟!
الم يسمع أحداً منا بقصة الأب الذي وقف على جثة ابنه الذي قتل في المواجهة التي حدثت بين السلطة ممثلة بالقوة العسكرية الوطنية و أبناء المقاومة الشعبية في عدن في مواجهة العناصر الخارجة عن القانون في مدينة المنصورة ؟!..
لقد أبكاني ما قاله الاب الواقف أمام جثة ابنه الذي فارق الحياة في تلك المواجهة ؟!.. و أكتفي بهذا القدر من الإشارة الى مأساة الاب و الابن الذي فارق الحياة ؟!.. حتى لا يضع أحد حولي علامة استفهام .. حيث قد سبق ذلك العديد من علامات الاستفهام حولنا .. و لولا رعاية المولى (عزوجل) لكنا مع الكوكبة التي طالتها أيادي العابثون في عدن ؟!.. و لست بصدد محاسبة من يقف مع أو ضد .. و لا نحن نحاكم من يقف في وجه النظام و القانون هذه الايام ؟!.. فهناك من يحق له ان يحاسب و يعاقب .. و هناك من له الحق في تبرير ما يقوم به بعض الشباب (المغرر بهم) لمواجهة السلطة الهادفة الى فرض النظام و القانون و الاستقرار و سلامة حياة الناس .. حتى لو كان ذلك بالقوة ؟!..
ما دفعني الى الوقوف كأب .. وكانسان أبكاني الاب الذي قال كلماته (النارية) التي تحكي معاناته و هو يحاول أن يحمي ابنه من التيارات المتشددة التي ركبت موجة المواجهة و التصدي لكل بادرة لإحلال النظام و القانون سعياً نحو نشر الاستقرار والهدوء في عدن ؟!.. فقد عشت مواقف قريبة جداً لما كان عليه الرجل الذي أبكى الجميع الذين كانوا يقفون معه أمام الجرحى والقتلى بعد أحداث مواجهة السلطة و القوى الوطنية التي سارت على خط موّحد لحفظ الأمن و السكينة في المنصورة ؟!..
لقد راعني ما شاهدت في الايام الأخيرة قبل الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الشجاعة في عدن و تم دحر مليشيات (صالح و الحوثي) .. شاهدت جثث محترقة في مواقع متفرقه في منطقة حافون بالمعلا عدن .. و شاهد معي العديد من أبناء المدينة .. لقد بكينا على أولئك الشباب من رجال المقاومة الشجاعة في عدن و هم جثث محترقة و هي صورة من صور الاجرام البشع لمليشيات المخلوع /علي عبدالله صالح و أنصار الشيطان الذين يدعون بأنهم انصار الله كذباً و زيفاً ؟!..
وهنا أثنى و أثمّن تثميناً عالياً للشباب الذين بادروا بنقل تلك الجثث و تم دفنها و لهم عنا و عن كل ابن من ابناء عدن كل الاحترام و التقدير ؟!.. أفلا نتعّض يا أبنائنا الاعزاء ممن غُرر بهم من قبل المخلوع /علي عبدالله صالح والحوثة و نتذكر ما عملوه في أبنائنا الابطال الذين أذاقوهم مرارة الهزيمة والانسحاب القسري وطردوهم شر طرده الى خارج عدن ؟!..
فلماذا لا نستذكر تلك الصور و حوادثها لكي نتجه الوجهة الصحيحة للحفاظ على النصر العظيم الذي تحقق و لا ننسى الشهداء الابرار الذين سقوا تربه الارض الطاهرة بدمائهم الزكية كما أن علينا أن نتعلم من الرجال الابطال الذين كانوا في الصفوف الاولى في الايام الساخنة و المواجهة المباشرة بين المقاومة و الغزاة الذين ضاع حلمهم في السيطرة على عدن .. لنتعلم من أولئك الابطال الذين وضعوا من على أكتافهم السلاح الذي به طردوا الغزاة و أصبحوا بين الناس يعيشون بذكرياتهم الرائعة التي سطروا خلالها بطولات خارقة يستحقون عليها الثناء و التقدير و الاحترام !!.. وبالمناسبة لازلت أحتفظ برسائلي التي وجهتها بالتلفون للعديد من المسئولين حينها .. حيث أن بعضهم تجاهل هذه الرسائل .. و لم تجد رسائلي سوى رد من استاذي القدير و الجليل/عبده حسين أحمد الذي علق على هذه الحوادث الاجرامية .. بانها لم تحدث حتى في الحروب العالمية رغم بشاعتها .. والعياذ بالله ؟!
وما يؤسف له .. أن هناك صوراً باهتة يحاول أصحابها تشويه عظمة اللوحة الابداعية للانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الشعبية في عدن !!.. لقد شاهدت في اكثر من موقع و موقف أطفال لا يزيد عمر الواحد عن خمس الى ثمان سنوات و هم (ملثمين) وحاملين رشاشات وهمية مصنوعة من الخشب يتقطعون الطرق في شوارع مدينة المعلا .. واجهت أكثر من مرة هؤلاء الاطفال وهم في تلك المشاهد التي تعكس عجز الآباء و الامهات في توجيه هؤلاء الاطفال ليقضوا أمسياتهم التي يبددونها في تلك المشاهد غير المرضية ليشغلوا انفسهم بالفائدة في القراءة و الكتابة و التوجيه لما فيه الخير و السلامة لهم و لأسرهم أفضل و أخير لهم من التقطع ليلاً في الشوارع للسيارات المارة بطرق طفيلية و صبيانية لا توحي سوى الى ضعف الاب و الام الذين لا يقومون بواجبهم تجاه ابنائهم الصغار و الاطفال ؟!
عرفت من متابعتي لهذه الظاهرة المنتشرة في شوارع مدينتنا المعلا .. أن الاب هو نفسه يوحي لأبنائه الاطفال بهذه الممارسات الصبيانية و هم كبار في السن .. و أقصد بهم الآباء .. و الأمهات .. فكثيره هي المرات التي أشاهد بعض الآباء الذين لا تتعدى أعمارهم عن الثلاثين أو الاربعين عاماً يتمنطقون بالأسلحة في الشوارع دون هدف أو مبرر لهذه (الشطحات) المسيئة لهم و لأسرهم ؟!.. حتى أن بعضهم كان (علي حيره.. و على طريقة حيدوني شطاول) في الحرب عندما كانت في بدايات أيامها الأولى .. لكنهم (فص ملح و ذاب) عندما حمى وطيس تلك الحرب اللعينة ؟!.. ما علينا من ما يحاول البعض (التمثيل بأنهم من المقاومات) .. لكن نحن بصدد المردود الذي سيضر الاطفال و يخلق لديهم ثقافة و وعي خارج عن ما يجب عليهم أن يكونوا عليه .. فالطفل الذي يبقى في الشارع لما بعد العاشرة مساءً و ربما لأبعد من ذلك .. الا يحق لنا أن نقول بإن هناك في بيوتهم آباء و آمهات أكثر صبيانية من أطفالهم ؟!.. لماذا لا يسأل الأب أو الأم عن طفله الصغير الذي يقضي نصف ليله في الشارع من ركن الى ركن و من (رصده – يعني طريق سيارات – الى رصده اخرى) فلا يثير القلق و الخوف عند الأب أو الأم بغياب أطفالهم في الشوارع ؟!..
مره و أنا مار بسيارتي .. صادفت المشهد المضحك للأطفال و هم يتفحصون السيارات .. وعند قربي منهم .. قالوا .. "هذا فلان .. طبعاً ذكروا أسمي بالكامل و ذكروا اسم العائلة .. اتركوه يجزع (يعني يمر) ".. و شفعت لي معرفتهم لسكني في الحافة (يعني الشارع)؟!.. لا أعرف هل أضحك .. أم أبكي لحال هذه الأسر التي تترك أطفالها ليصبحوا أطفال شوارع ؟!.. و لا أعرف ماذا سيحدث للأب و الأم (لا سمح الله) و قد طالتهم حوادث الموت و القتل .. و المواجهات الخاطئة و غير المبررة ؟!..
خلاصة الكلام
سمعت حديث لمجموعة من سكان الحي .. على سبيل النكتة و ربما غيرها .. واحد يقول لفلان "ما رأيك لو أعطوك عشرة مليون ريال لتقوم تفجر نفسك أو ترسل ابنك لهذه المهمة "؟!.. فقال الأخر "لماذا لا تذهب أنت أو ترسل ابنك لهذه المهمة "؟!.. فرد عليه الأول سريعاً .." لا .. أنا مش محتاج للعشرة الملايين و الحمد لله !!.. بس أنت أشوفك ضبحان .. وابنك طفران .. فرصة حصولكم على عشرة مليون ريال ؟!.." كلام ساخر .. من أشخاص يلتقطون (خبابير) منقولة بحسب ما يسمعونه من الاخرين .. طبعاً هو كلام ساخر .. لكنه مؤلم و موجع .. إن كان ذلك صحيح فهي المصيبة .. وإن كان ذلك غير صحيح فإن تناقله و ترديده بين الناس المصيبة الأعظم .. والعياذ بالله .. ولنا لقاء ؟!