بجاحة إيران وحزب الله
يتميز قادة تنظيم حزب الله بالبجاحة التي لا ينافسهم فيها أحد، ينكرون مرارا وتكرارا تبعيتهم المباشرة لإيران، لكن أفعالهم القبيحة كشفت للمجتمع الدولي ما تخبئه وتكنه سرائرهم
لم نكن في حاجة لمتابعة ذلك الفيديو الذي تناقلته القنوات الفضائية ويظهر فيه أحد ضباط حزب الشيطان يدرب عددا من الشباب – الحوثيين - في شمال اليمن على العمليات الإرهابية وبصورة فاضحة تشبه إلى حد كبير تلك التدريبات التي تقوم بها جماعات "داعش" وبقية التنظيمات المتطرفة التي صدرت الإرهاب إلى كل أنحاء العالم.
المشهد يبدو مألوفا ومكررا، فمن يتابع نشاطات تلك التنظيمات - عبر مواقع التواصل الاجتماعي- سيجد الشبه الكبير بين ذلك الفيديو وبين التسجيلات الأخرى لجماعات داعش والقاعدة في تدريباتها العسكرية التي تكون على ذات الشاكلة قبيل تنفيذ أي عمليات إرهابية.
يتقمص ذلك التنظيم اسم الذات الإلهية – حزب الله - لتنفيذ أعماله الشيطانية في العديد من الأقطار العربية، فأين ما حل أو أصبح له نفوذ أو مجرد أذرع يصبح الدمار والقتل والترهيب والجوع أهم ملامح تلك المناطق، كما هو الحال في لبنان وسورية والعراق، وأخيرا اليمن.
يتميز قادة ذلك التنظيم بالبجاحة التي لا ينافسهم فيها أحد، ينكرون مرارا وتكرارا تبعيتهم المباشرة لإيران، لكن أفعالهم القبيحة كشفت للمجتمع الدولي ما تخبئه وتكنه سرائرهم، ولو عدنا للفيديو سالف الذكر، وعلى وجه التحديد الجزئية الخاصة بالتحريض على تنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة الرياض، لوجدنا أن ذلك انعكاس طبيعي لما سببته المملكة من ضربات قوية ومؤلمة لذلك التنظيم وأذرعه في اليمن الممثلة بجماعات الحوثي.
اليوم ينبغي على المجتمع الدولي النظر بجدية للخطر الذي يسببه هذا الحزب على المنطقة، ومقارنة ما يقوم به في العديد من الأقطار العربية بما تقوم به جماعات إرهابية أخرى كالقاعدة وداعش اللذين يسلكان في نشاطاتهما ذات الأسلوب والنهج وإن اختلفت المسميات لكن المغزى واحد.
ومن زاوية أخرى فإن هذا الفيديو يؤكد مجددا صواب القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية إزاء وقف الدعم الخاص بتسليح الجيش اللبناني، أملا في أن يضع القائمون على الشأن اللبناني، من سياسيين ونشطاء وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وحتى مواطنين، حدا لوقف تلك الهيمنة والتسلط البجح لقادة ذلك الحزب على خيرات ومقدرات الشعب اللبناني الشقيق.
وتبقى إيران وحدها تتصدر المشهد الوقح بأطماعها المتعددة، وتدخلاتها السافرة، وأياديها القذرة التي حاولت تطويق المنطقة عبر اليمن وسورية والعراق ولبنان، وعبر محاولة الزعزعة للمملكة ودول الخليج، تلك الأطماع التي جوبهت بالحزم والعزم، وإيقاف التحركات المكشوفة، في انتظار قادم المواعيد التي ربما تكشف لنا خيوطا أخرى تحركها وتديرها هذه الجمهورية في منطقة الشرق الأوسط ومن يدري بعد ذلك الفيديو ما الذي يمكن أن يحدث، وأين!.
- الوطن السعودية: