هيكل يعتذر عن قبول تكريم الرئيس اليمني السابق!
لا يعرف اليمنيون أن مبارك عاقب هيكل بسبب موقفه من اليمن ووحدته! ولعشرين سنةً متصلة ..أي من سنة ١٩٩٥ وحتى وفاته قبل أيام!
كان هيكل ومن سنوات بعيدة يختم معرض الكتاب في القاهرة بمحاضرة ..تكون فاكهة المعرض كله ..ويحضرها الآلاف وفي يناير ١٩٩٥ وقرب نهاية اللقاء وقف الصحفي المرحوم يوسف الشريف وسأل هيكل عن رأيه في موقف مصر من احداث اليمن وهجوم اريتريا على جزيرة حنيش
اجابه هيكل بقوله ..أنه يستغرب الموقف المصري المساند للانفصال! . . بينما موقف غير العرب مع الوحدة.. فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة!
واستطرد هيكل قائلا - وهنا القنبلة التي فجّرت كل شيئ! - ان مصر باعت اسلحة لطرف الانفصال بثلاثين مليون دولار ..وأن السعودية هي من دفع قيمة الفاتورة ..كاش!
وقامت القيامة على هيكل!
وصدر بيان من رئاسة الجمهورية ينفي الخبر جملة وتفصيلا!
فما كان من هيكل وعبر إذاعة مونتكارلو في باريس وفي نشرة الثامنة مساءً إلاّ أن أكّد الواقعة وذكر اسم الباخرة التي أقلعت من السويس في طريقها للمكلا! .. وحتى أنه ذكر رقم بوليصة الشحن!
ولم ترد الرئاسة هذه المرّة!
لكن مبارك أصدر توجيهه بمنع هيكل نهائيا من المشاركة والمحاضرة في معرض الكتاب!
لا يستطيع أو يجرؤ أحد في مصر على منع هيكل ولعشرين سنة إلا مبارك!
ولم يكن ليحدث ذلك إلاّ بسبب محبة هيكل لليمن واليمنيين! ..اليمنيين الذين لا يعرفون عدوَهم من صديقهم!
هيكل يعتذر عن تكريم الرئيس اليمني السابق !
بعد حكاية باخرة السلاح فكرت إدارة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتكريم هيكل بوسام الوحدة ودعوته لزيارة اليمن وقرأ هيكل الخبر في الصفحة الأخيرة من الأهرام! ..
فما كان منه إلاّ أن كتب رسالةً طويلة لرئيس تحرير الأهرام بعنوان ..حكايتي مع الأوسمة!
وتم نشره في الصفحة الأخيرة من الأهرام ..كردٍّ على الدعوة!
إعتذر هيكل في مقاله عن قبول التكريم بالوسام من الرئيس اليمني متعللا بأنه لم يقبل التكريم حتى من جمال عبدالناصر والسادات! ..مبديا في نفس الوقت شكره لليمن ورئيسه .. ومعتذرا بالتالي عن زيارة اليمن!
لكنّ هيكل المعرفة والثقافة قبِل في فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية دعوة وزير الثقافة اليمني وقتها لزيارة اليمن ..قائلا:
"تشرّفتُ بتلقي دعوتكم الكريمة لزيارة اليمن، ذلك البلد الغالي عليّ أرضا وناساً، تاريخا وثقافة"