الوحدة اليمنية
دخل معي شاب حبوب بحوار، بعد منشوري الأخير عن اسم: جنوب اليمن.
يقول فيه: ((اسم بلدنا كان « الجنوب العربي »،
والجبهة القومية فرضت اسم « جنوب اليمن » فرضاً، و « يمننت » الجنوب العربي)).
استغربتُ كيف ما أسمِّيها « ثقافة محمد علي أحمد » اجتاحت شبابا كهذا، وفي عصر الإنترنت!
قلت له: قبل « الجبهة القومية » بسنين (في ١٩٥٩) عبد الله باذيب (أهم عدني يلزمك أن تفتخر به) قال مثلاً في مقال بعنوان: “دفاعاً عن الوحدة اليمنية” هذه العبارة:
((ولأن الدعوة إلى الوحدة اليمنية تقطع أحلامهم في السيطرة والحكم، فمن أجل ذلك راحوا يطعنون بالوحدةاليمنية ويسموّنها: “غزواً متوكليّاً”، ويطلقون على الجنوب اليمني المحتل اسم: “الجنوب العربي” وهي تسميةمفتعلة فيها خداع وزيف وفيها تعميم متعمّد)).
طلع صاحبي العزيز لم يسمع باسم عبدالله باذيب!
قلت له: ((طيب أكيد سمعت باسم الرسول محمد.
شوف هو « يمنَنَها » قبل الجبهة القومية و قبل عبدالله باذيب،
لأنه كان يستخدم اسم اليمن فقط،
وعمره، ما اطلق اسم « الجنوب العربي » على ما اسمته الجبهة القومية: ج.ي.د.ش.
لا هو ولا الأدب العربي، ولا غيره…))
استرسلتُ:
((أو ربما قصدك الرسول محمد كان يقصد المنطقة التي تبدأ من البحر الأحمر، وتتوقف عند قرية « الشُّريجة »،
أما المنطقة اللي بعدها، ابتداء من قرية « كرِش »، فقد اكتشفها كرستوفر كولمبس مؤخراً؟…))
الشباب الجديد يلزم أن يقضي وقته بالقراءة إذا أراد خدمة اليمن،
أو جنوبه فقط،
أو حتى جنوب طور الباحة.
أما ثقافة التجهيل، فهي ثقافة علي عبد الله صالح!…
شخصيا كتبتُ كثيرا عن « الانفصال الحميد »،
وفي ٢٠٠٩ (والعديد ممن صاروا يتحدثوا عن « اليمننة » كانوا في أحضان صالح)
أول مقال (في « القدس العربي ») يتحدث عن حق تقرير المصير،
لكن من يريد الانفصال فعليه بمشروع مدني مختلف،
مستلهم من ج.ي.د.ش و "قانون الأسرة »،
مش من شريعة الزنداني وعبارات تافهة ضيقة ترفضها عقلية العصر: « الدم الجنوبي » « العرق الجنوبي »...
أو سيظل يقضي وقته يراوح في الحفرة نفسها!…