"طاقة صالح" إلى : نساء بلادي في عيد حبهن
ليست ناقة صالح وانما "طاقة صالح " تذكروا هذه المفردة في كل حين ، صرّوها في اذهانكم ووجدانكم دون أن تجعلوها طاقة جهنمية للثارات والكراهية والأحقاد لكن من باب ذاكرة تاريخية تعنون ب "طاقة صالح " .
لقد كان صالح يعي معنى "الحرب من طاقة لطاقة " عندما أطلقها في وجه شعبه في 2011 ، مع بدء إحساسه بإنهيار أعمدة حكمه بالحديد والنار ، وتحويل اليمن الى مزرعة للملك والثروة ، ونسج الصهارات والتمدد اللانهائي في المكان والزمان عبر مؤسسة مشائخ القبائل والدين والعسكر والمال .. الخ .
وعى عفاش وبدهاء خارق كيفية تنفيذ الحروب العابرة للطاقة وأن يمدها ويهرقها في كل مسامات الجسم اليمني والجوار من 2011 - 2016 و- بالإنطلاق من خبرات حروبه السابقة - عندما أطلق في خطابه الأخير قذيفة " أن الحرب لم تبدأ بعد" ، وكأن الأرواح الساكنة خلف الشبابيك والقمريات الملونة والرخامية وبين عتباتها الخشبية المزخرفة ، وأبوابها ومفاتيح النقش والستائر البيضاء الشفافة لم تحترق بعد ، ولم تتناثر وتتطاير معها الضحكات والمناداة ، والوشوشات ، ولحظات الانتظار المسروقة ، كيف تناثر كل شيء إلى أشلاء في السماء والأرض ، والفراغ ، وتعاند وتقول أن أن الحرب لم تبدأ بعد ؟ كيف يا ملك "الطاقة" ؟!!.
حروب "الطاقة" وعاها صالح ونفشها موتاً هادراً وصامتاً معاً ، قذفها في نافذة المفرج ، والدارة والمطبخ وغرفة النوم ، والشاقوص ، ومشربيات الضوء ، والدهليز .. حروب" طاقة " صالح مغموسة في الأكل والشراب ، ملتصقة في نقوش السقف ، والملاية ، والمخدة ، و"مجاول" الريحان والشذاب على "سوم" السطوح .
حروب "الطاقة "، وجع الجدران الباردة ، والميزاب المسدود ببقايا قذائف الهاون والكاتيوشا ، و"مجمرة " بخور تسرب دخانها منذ أن طرق صالح منضدة الحكم :" بعدي لا زاد ظهرت شمس " ، إما أنا ، وإما "الطاقة" .. فأختر أيها الشعب !!
حروب "طاقة صالح " ، تعني أن يتناقص عدد أفراد الأسرة على مائدة الغداء ، يتناقصون في المدرسة ، وأحواش اللعب ، ألا يبقى الطير والحجر البشر والشجر ، أن يصبح سرير الزوجية لأقل من نفر ، وكذلك أسرة الأطفال ، وأحياناً يكون القبر هو السرير الأخير .
"طاقة صالح" تعنونت بالدم والبارود ، ودمار كل شيء لكل شيء ، حرب الجميع بالجميع ، لم تعد كحروبه السابقة : مجاعة ، جهل ، مرض ، رصاصة طائشة ، حادثة سير ، انفجار لغم ، غرق في بحر ، بالوعة ، بركة ، صعقة الموت بسلك كهرباء مكشوف ، إبرة تخدير ، ..الخ من الحروب المتفرقة للطاقة الممتدة لأكثر من (33) عاماً .
"طاقة صالح" انفجار الكراهية في كل بيت و"زوّة "، وباحة مسجد وتجمع ، ومنهج دراسي ملغوم وو.. اضلاعها : لامدرسة ، لا مصنع ، لا مشفى ولامتحف ، لا حب ، ولا ألوان سوى الأسود ، والبني الداكن لجيشه العائلي ، لا قانون سوى شرعة قطعان القتل دستورها " الوحدة أو الموت" و" ما الحكم إلا للطاقة ".. لا دولة سوى" حصن عفاش "، وأنفاق السلاح ، طاقة قنص لكل من لا يسبح بحمدها..الخ ، فعن أية بنية تحتية وتختية يتحدث صٌناع فلكلور " حرب الطاقة "؟!
**
في عيد الحب :
من أية نافذة سأمسك الشمس ، وأختلس قبلة القمر ، أو حتى لمسة هاربة ، دندنة أرسلها لقريب أو لحبيب .. ؟
في عيد الحب ، ماذا أقول ل"أساطية" المعمار اليمني الياجور والحجارة والطين والخشب والنورة ، والجبسيات الذين أفنوا عمرهم وتاريخهم وإرثهم وتوارث المهنة أباً عن جد ،ليل نهار وهم ينقشون ويجملون شبابيك الحياة ، وقمريات قوس قزح العصارى أنفاس البيت ، الإنسان ، والحيوان ، والزهر البلدي ، وأصص الريحان والشذاب والأزاب النعناع الأخضر ، وتميمية " لا حضر شيطانِ" و" يسعد صباحك ياحلو " .
في عيد الحب ، كل نوافذ بلدي تقول : " آآآآآح ، ومليون آآآآآح" ، تغرف من أشجان الأمس ، وما تبقى منها ، يابسة جفت وتكسرت كل الفصول على مغالقها ، طيف / شبح حبيب كُدست أوراق عمره الربيعي في صخب " طاقة " حيا على الجهاد " طوق الدم مابين " الكهف "و "النفق " ..
كأني استرق وقع أقدامه على بلاط الدار ، ووشوشته في أذن "فاطمة " قبل النوم : مصروف "الجعالة" في شنطة الدفاتر يا فاطمة " ، ياااااااالله .. من لفاطمة وأمها ، والدار بمجاهد يحي عروق فاطمة ، وأمها ويزهر غدها بأجمل بنات اليمن ..
يااااااالله من لنا بروح تؤثث الدار ب :
قالت الهائمة
والعيون غيمت وقت الفراق وأمطرت دم
والشموس أظلمت وأحسست عمري تهدم
**
يا أيها ، يا أنت ، يا هو ، كيف تزعق أن " حروب طاقتك لم تبدأ بعد ، ويجيب تابعك من قاع الكهف من "أن حروبه ستستمر حتى قيام الساعة" ؟؟!!
وإلا كيف تشوفوووووا؟