هكذا إذن يا عم محمد المطاع ..!
ما عرفته عن قرب قط .. كنت أشاهده في أول برلمان بعد الوحدة .. كان إلى جانب الأستاذ عبد الوهاب الآنسي يطرح بشكل مرتب ودقيق.. وكانت مجمل أطروحاته موضوعية .. كان ضمن المعينين بقرار ولم يكن من المنتخبين..كان بعد ذلك يكتب مقالات ..وكان يبدو حسن النية فيما يكتب..!
كثيرا ما سألت ابنه المترجم عنه وحملته له تحيات وسلام..!
تفاجأت بابنه المترجم المؤدب الخجول خريج أمريكا وهو يحمل السلاح في صنعاء بعد اجتياحها وغزوها .. ودهشت حينما رأيته يكتب في صفحته معبرا عن سعادته الغامرة بأن شرفه الله بزيارة ضريح “الشهيد القائد السيد حسين الحوثي”..”سيده ومولاه” وفقا لتعبيره..!
قيل إن له إبنا آخر يقوم بالتنكيل في محافظة إب..!
هكذا إذن يا عّم محمد..
كنا نحسن الظن ونقول ، ربما يتم كل ذلك دون رضى العم محمد المطاع وأمثاله ..وكنا نظن أن حصار صنعاء وغزوها حصل دون رضاكم..
عندما التقيت مقاتلي الحوثيين أول مرة في حرف سفيان، لفت نظري أنهم يطلقون على أنفسهم “المجاهدين”، وعندما سألت اثنين منهم عن إحدى القرى هناك ، قالا : هذه قرية للمنافقين .. أما تلك ففيها المجاهدين..!
أنت تقول يا عم محمد إن رئيس البلاد ومن معه قد نقضوا رتبة الإسلام من أعناقهم .. أي أنهم كفار .. وتدعو إلى جهادهم.. لم يعودوا منافقين مثلما كان الحكم سابقا وإنما كفارا..! والسبب واضح كما يبدو وهو أنهم يريدون استرداد الدولة من مليشات الحوثي الغازية المغتصبة ..
لكنك ما قلت لنا يا حضرت العم ما حكم ما فعلته وتفعله مليشيا الحوثيين وهم يجتاحون البلاد ويطيحون بالدولة ويمزقون النسيج الإحتماعي ويشردون كثيرين ويقتلون الكثير ..واضح أنك ترى أنهم على حق..!
ربما كان متوقعا منك ومن أمثالك أيها العم “العالم” أن تصدر فتوى منذ وقت مبكّر يسمعها العالم ويسجلها التاريخ وترضى عنها السماء وتقول فيها : لا يجوز لك يا عبد الملك الحوثي وأتباعك محاصرة عاصمة البلاد ولا اجتياحها ولا يجوز لكم الإطاحة بقيادة الدولة على نحو ما حدث ..
كان يجب أيضاً أن تقول لهم منذ البداية واقصد منذ 2004 أنتم مخطئون.. لقد كانوا والله مخطئين حتى عندما كان في الطرف الاخر الأرعن صالح..
عندما غزا الحوثييون صنعاء واستباحوها هل كانت صنعاء في نظرك قد نقضت رتبة الإسلام .. ؟! لا أشك أن الحوثيين كانوا ينظرون إلى الأمر على ذلك النحو.. ولا شك أنهم كانوا يدعون مثلما لا يزاولون : إنما يقاتلون جهادا..!
لكننا كنا نظن أن لك ولأمثالك رأيا آخر..
وأذكر أن قائدا من “المجاهدين” الحوثيين إعترض على مجموعة من السيدات عندما قمن بدفن عددا من الضحايا الذي قُتِلوا في أحد الأحياء وهم يدافعون عن العاصمة صنعاء، وقال لماذا قمتن بدفنهم ..؟ وردت إحداهن : وجدنا الكلاب تأكلهم .. فقال “المجاهد” الحوثي : كلب يأكل كلب …!
صدقني والله ، حتى والحوثيين قد عملوا كلما عملوا فإننا لا نسر بأن تسفك قطرة دم يمني واحدة ..
وليس لنا هذه النظرة الفاشية إليهم وإنما ننظر اليهم باعتبارهم مغرر بهم أو على الأقل أكثرهم.. ويؤلمنا والله أَن تزاح جحر عن جحر في أي بقعة من بلادنا نتيجة لهذه للحرب ..
لكن لا أحد يستطيع إغفال التاريخ إذا كان بإمكانه خداع بعض الناس بعض الوقت ..
واقصد أنكم السبب في كلما يجري ..
والخارج مثل الداخل ما كان يريد الحرب.. وكلما يجري فإن سببه غلو الحوثي وتطرفه وطيش بعض الجشعين الفاسدين الحمقى ومنهم رئيسنا السابق..
أما أنت فكان ولا يزال أحرى بك وبأمثالك بدلا عن إصدار فتاوى تكفيرية والدعوة إلى الجهاد أن تاخذوا على أيدي الطائشين الفاشيين المتطرفين الذين جلبوا على اليمن كل هذه المحن..
من صفحة الكاتب على الفيسبوك