تفاوض بعقليات السباع !!
دائما تفشل اتفاقاتكم لأنكم تأتون للحوار" مستقوين " بما تركتموه خلفكم من انتصارات عسكرية ، تضعونها على الطاولة كأوراق نقدية صعبة في مشهد مادي صرف الوطن فيه مجرد " سوق للأوراق المالية " أو مصرف للعملات الأجنبية تفاوضون بتلك الانتصارات لاستبدالها بمكاسب سياسية تترجم أخير من خلال بنود الاتفاق .
تحضرون لقاءات السلم بمعنويات وعقول العسكر، لتمارسوا دوركم في إطالة الحرب من خلال التزامكم المطلق بحرفية أقوال سادتكم ، الفرق بين الحاضرين ليس بالكبير فالكل جاء " للكسب والتربح "أو تعويض خسائره العسكرية بمكاسب سياسية يتوسطكم فريق غاية في الانحطاط إذ يطلب فكاك آلهته من أغلال عقوبات مجلس الأمن ويشترط مقابل ذلك السلام .
تقولون دائما أثناء الحوار ،،اجتمعنا اليوم من أجل اليمن ،، نعم اجتمعتم لأجله لكن اليمن الذي في عقولكم ليس وطن اليمن في عقولكم شركة أسهم تفاوضون " لتقاسم أسهمها "توقعون صفقة توزيع الأسهم بينكم وتعلنون وقعنا الاتفاق ،ثم تقفون للسلام الجمهوري لكنكم حينها إنما تقصدون " الفاتحة " لتمام الصفقة .
وتارة تحضرون بعقلية الوريث بدلا من عقلية الطبيب ، تنعون مؤرثكم الذي لم يمت '' لترثوه '' بدلا من محاولة إنعاشه ، تحصرون ثروته بين من حضر وتنسلون الآخرين ، ثم تقفون للسلام الجمهوري لكنكم حينها إنما تقصدون " الفاتحة " إلى روح مؤرثكم .
بأقلامكم " تصنعون الحرب " حين تبذرون بذورها بين سطور اتفاقياتكم إذ تسهمون الأسهم الأوفر منها للأقوى " لكن السماء لكم بالمرصاد " فتقلب موازين عدالتكم وتؤتى القوة لضعيف الأمس، فيشعل حربا أو يخلق أزمة ،يجبركم فيها لتعيدوا القسمة وبنفس المكيال يكيل لكم لينال السهم الأوفر ،لتبقوا اليمن مكبلا في سلسلة البؤس التي صنعتموها من حلقات اتفاقياتكم الفاشلة ونتائجها من أزمات وحروب .
حتى تأذن السماء لذلك اليوم الذي " تصحوا فيه ضمائركم " أو تبدل قوما غيركم حينها يجلس حول طاولة الاتفاق ، من يحضر من أجل اليمن فقط يجلس حولها كل "عشاق الوطن " ومناضلو العدل والمساواة وفدائيو السيادة والحرية ، وتواقو التنمية والتقدم ورواد الصلاح ،يومها تتفقون من أجل اليمن و ينفك من أسر " سلسلة البؤس " التي تكبله متحررا منطلقا إلى الأمام .