هل سيجنحون للسلام في العام الجديد..؟
كنت العام الماضي في الإسكندرية مع إبني عبد الرحمن وشاهدنا إخواننا من النازحين السوريين يحتفون بدخول السنة في فناء مطعم بسيط وجميل لأحدهم، مكتظ بالزبائن والعاملين السوريين ..
كانوا يرقصون "الدبكة" على أنغام مسجلة من فنون الشام المتميزة وغالبيتهم من الشباب وبلباس العمل..
كانوا قريبين من نفوسنا حينها والآن ، حيث يجمعنا شعور مشترك ب"النزوح" عن الوطن والأهل وما هو "أشد على النفس من وقع الحسام المهند" ..!
أحببتهم وأكبرتهم وفهمتهم وودت أن أشجعهم وأقول لهم : مزيدا من الإبتهاج والمرح ولو أحيانا خاصة في ظروف الحرب والشتات، مع أنني قد لا أفعل للأسف ..!
أعلم أن الأوغاد في صنعاء يشمتون بحكايات الشتات والنزوح كما كان يفعل كبيرهم الأرعن بفجاجة وبجاحة وغباء وخفة..
كنت أقرب إلى تجاهل الحديث عن مناسبة دخول عام جديد هذه السنة .. فمنذ دخول العاصمة صنعاء من قبل الغزاة وسقوطها في أيدي المليشيا العنصرية المتخلفة المتطرفة، تلاشى لدينا مفهوم الزمن وكأننا إزاء يوم طويل ثقيل ممتد لا علاقة له بالساعات والأيام والشهور والأعوام ولا بالليل والنهار الذي نعرف ونعهد..!
كم يتمنى المرء أن تجنح المليشيا الغاشمة يوما إلى السلام لتخفيف ويلات الحرب والخراب التي هي أساسها وسببها.. لكن بالنظر إلى طبيعة مليشيا الحوثي وعقيدتها فإنها أبعد ما تكون عن السلام للأسف، ولا أظنها ستقترب منه يوما ولن يكون من خياراتها الحقيقية في أي وقت ..
عرفناها وهي تعد للقتال قبل اندلاع أول شرارة حرب في 2004..وخبرناها خلال الحروب الستة طيلة عشر سنوات فما بالنا بالسنتين الأخيرتين التي اجتاحت المليشيا فيها كل الجهات .
أتذكر الان طابورا طويلا وواسعا من ساسة اليمن السذج وأدعياء الثقافة الذين انطلت عليهم ألاعيب الإمامة العنصرية منذ الوهلة الأولى للمشروع الظلامي ومنذ الحرب الأولى ..طالما كانوا يبررون ويمعنون في التفلسف ويربكون ويحيرون ..
ولن ينسى التاريخ الذين تواطؤوا وتحالفوا حتى تم اجتياح العاصمة وسقطت الدولة في يد المليشيا المجنونة ..
لا يزال كثيرون في غيهم وغوايتهم..
وكل عام وأنتم بخير..