مقاومة البيضاء
مقاومة البيضاء نموذج للمقاومة التي اعتمدت كلياً على إمكانياتها الذاتية.
البيضاء من أوائل المحافظات التي قاومت الكهنوتيين الجدد.
رداع والزاهر وذي ناعم وقانية وغيرها، أسماء قالت لا.
هل تذكرون "خبزة" التي شن عليها الحوثي حرب إبادة؟
قلة من يقولون لا في زمن الخنوع...
والبيضاء قالتها بملء الفم: لا للسلاليين، الذين قسموا الشعب إلى رعاة ينحدرون من ماء السماء، ورعية مخلوقة من طين الأرض.
نحن أبناء الطين...جدنا الأول الذي نفاخر به .. نحن أبناء الأرض.. أمنا الطيبة التي رضعنا حبها، وسنقول: لا لأبناء السماء...
هكذا يقول البيضاني الذي يحتشد في دمه تاريخ الحميريين...
أهل البيضاء لم يذهبوا لقتال الحوثي في مران، هو الذي جاء لقتالهم ، وهو ليس دولة، وليس له صفة رسمية، وهم إنما يدافعون عن أرضهم ضد عصابة تدعي أنها "أنصار الله"...
عصابة نعرف جميعاً أنها كذبت على الله، عصابة مجرمة، نعرف جميعاً أنها تكذب، وإن امتنع البعض منا عن قول ذلك، خوفاً أو طمعاً.
يقول الحوثي إننا نتجاهل "العدوان السعودي" على اليمن، ليجعلنا نتبنى حربه، ونقف معه...
وكأننا نحن من جلب ضربات التحالف العربي...
لا رضى لنا بكل ما يجري، لكننا لن ننسى أن الحوثي هو الذي تسبب بحربه الداخلية في حدوث الحرب الخارجية.
سئمنا أمثال الحوثي التي يبرر بموجبها إدانة خصومه، عندما يقول: "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"...
يضحك على من "معلب الدماغ" هذا!
وهل ترك للأخوّة مجالاً؟
يضع فوهة بندقيته على رأس من يسميه أخاه، ثم يدين أخاه أن استنجد بابن العم!
وعندما نتحدث عن نوعية المسدس، فنحن نتحدث عن ترسانة ضخمة كانت لجيشي الجنوب والشمال قبل الوحدة، ثم لجيش دولة الوحدة، بالإضافة إلى سفن إيران التي لم تتوقف عن دعمه بالسلاح...
هذا هو مسدس الحوثي الذي وضعه على رأس "أخيه"، ثم طلب من أخيه أن يتضامن معه ضد ابن عمهما الذي تسبب الحوثي في تدخله...
هل يعقل أن يطلب الحوثي من البيضاني- على سبيل المثال- أن يتضامن معه ضد "العدوان السعودي"، في حين يقتل الحوثي ويقصف البيضاء كل يوم..؟
لينسحب "سليل السماء" أولاً من المدن والأرياف التي دخلها، ثم يطلب بعد ذلك من أهلها أن يدينوا "العدوان"...
يقول السيد المسيح: "من ثمارهم تعرفونهم"...
هل يجرؤ منصف على أن يقول إن ثمار الحوثي كانت طيبة!؟
من يجرؤ على ذلك!؟
من يجرؤ على الكذب!؟
من يجرؤ...!؟