الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 10:46 مساءً
التعليم… حجر الأساس لبناء الدولة وصناعة المستقبل
أ.د مهدي دبان
من يريد بناء مؤسسات دولة حقيقية فعليه أن يبدأ بالتعليم، ومن يفكر في القضاء على الإرهاب فليس له طريق أقرب ولا أنجع من التعليم، ومن ينشد الحاضر والمستقبل لا ينبغي أن يغفل عن أهم ركائزهما وهي التعليم. فالوعي هو السد المنيع أمام الفوضى، والعلم هو السلاح الأقوى في مواجهة الجهل والتطرف. وحين يغيب التعليم عن سلم الأولويات، تتهاوى القيم، وتضعف الدولة، ويضيع الإنسان بين واقع مرتبك ومستقبل غامض.
والاهتمام بالتعليم يأتي على مراتب، أولها و أجلها الاهتمام و تفقد أحوال الأستاذ، الذي يمثل الركيزة الأساسية في تلك الحلقة، فهو صانع العقول وحارس القيم ومرشد الأجيال. ثم يأتي بعد ذلك توفير البنية التحتية المناسبة، وتفعيل دور الإدارات لتقوم بدورها الحقيقي دون وصاية أو تدخلات تعيق تلك العملية، فتتحول المؤسسات التعليمية إلى بيئات طاردة بدل أن تكون حاضنة. ويأتي بعدها العنصر الذي من أجله كل هذا الاهتمام، وهو الطالب، الذي ينبغي أن نعدّل سلوكياته ونبني شخصيته قبل أن نغدق عليه المعلومات والمعارف.
واليوم، تقف الجامعات وكليات التربية أمام واقع مؤلم، إذ لم تعد تتلقى طلبات القبول، وظهر عزوف كامل عن تلكم التخصصات، حتى بات شبح إيقاف العملية التعليمية برمتها ماثلا أمامنا. ذلك أن الممارسات التي ضيقت سبل العيش على المعلم جردت المهنة من هيبتها، وحولت الرسالة السامية إلى عبء ثقيل، فنفر الجميع منها. إن إنقاذ التعليم هو إنقاذ للوطن، ورد الاعتبار للمعلم هو رد للحياة إلى الأمة… والله من وراء القصد.

فيسبوك
تويتر
تيليجرام
يوتيوب
تغذية RSS