السبت 22 نوفمبر 2025 01:29 مساءً
متحف آرمات عمان .. في كل زيارة انبهار
دخل متحف آرمات عمان عصر جديد من احترافية العرض والتنوع، في ظل الإضافات المستمرة التي يقدمها رائد المتحف ومؤسسه الفنان غازي خطاب، وهو ما جعل زوار المتحف الدائمون يعتقدون أنهم يزورون المتحف للمرة الأولى، ويتم توسيع المتحف بين الفينة والأخرى ليصبح طابقين يقدم الفنان خطاب في كل منهما عالم مختلف من التوثيق للعاصمة الأردنية عمان، لنجد أنه أضاف الشخصيات التاريخية في وسط العاصمة وعرض لهم صور بالحجم الطبيعي، ليجد الزائر في استقباله "أبو أحمد النيروبي"، أشهر بائع فستق في وسط عمّان، وهو أردني من أصل نيجيري اشتهر ببيع الفستق المحمص. على عربته في شارع الملك فيصل بالقرب من سوق الذهب، واستلم ابنه مكانه .
وفي الجهة الأخرى نجد صورة كبيرة لنابليون وسط البلد، وهو لقب رمضان خليل الشخصية الشهيرة حيث كان يجوب شوارع وسط البلد منذ السبعينيات حتى وفاته مرتدياً ملابس كنابليون وبيده عصا المارشال، ولم يكن يتحدث مع أحد وكان يتواجد باستمرار في شوارع وسط البلد، وفي صدر المكان وضع خطاب صورة لأبي سعيد أشهر بائع معمول في وسط العاصمة وكان مقصداً للطلبة والعمال والأطفال، كما وضع صورة لأشهر موزع صحف أحمد حسن أبو حسين الذي كان يقوم بتوزيع الصحف على دراجته الهوائية في خمسينات القرن الماضي، وأطلق عليه لقب شيخ الوراقين واشتهر ببيع الكُتب، وضم المتحف كتب موحدة لمدارس الأردن وفلسطين تعود لسبعين عاماً حين كان نظام التعليم موحداً تحت إشراف وزارة المعارف.
وقام خطاب بتحديث المتحف بإضافة العديد من الآرمات القديمة كون أبناء وأحفاد أصحاب المؤسسات التجارية والطبية، أصبحوا يقدمون آرمات عائلاتهم لوضعها في مكانها الطبيعي بين بقية الآرمات في متحف آرمات عمان، حتى يشاهدها الأردنيون وضيوف الوطن ويعرفون قيمة وأثر هذه العائلات في تاريخ عمان والأردن، ليقدم خطاب خدمة جليلة للجميع بذات الوقت فيعرض تاريخ الأجداد ويجعل الأحفاد والأبناء يستعيدون عبق الماضي الذي عايشه البعض القليل منه، فيما البقية لم يكونوا شهوداً على عظمة تاريخ عمان ليعيشوا لحظات في الماضي.
وقام الفنان غازي خطاب بتأسيس متحف آرمات عمان في وسط المدينة بمجهود فردي وعلى نفقته الخاصة، واختار مكان سهل الوصول في ظل وجود لوحات إرشادية في كل مكان بوسط البلد، ويزور المتحف يومياً من “300-1200” زائر يدخلون المتحف بالمجان، كون خطاب يقدم خدمات المتحف للجميع دون مقابل خدمةً للعاصمة، وهو ما يضعه بين صفوة شخصيات عمان كونه يقدم دون انتظار المقابل في عصر تغلب فيه المصلحة الخاصة جميع المصالح، لكنه خطاب العاشق مدينة السلام والمُحب لوطنه ليقدم كل خبراته وقدراته ليضع عمان بطريقة حديثة في عيون وقلوب الجميع.
آخر الكلام:
كرمت الدولة في عديد المناسبات مجموعات من الأشخاص، ولم يتنبه المسؤولون لعظمة إنجاز خطاب بإنشاء متحف آرمات عمان أحد مقاصد السياح وأبناء الوطن في وسط البلد، ونبحث عن سبب عدم التكريم، وأعتقد أن كونهم لا يصلون لوسط العاصمة فلم يشاهدون عظمة الإنجاز .

فيسبوك
تويتر
تيليجرام
يوتيوب
تغذية RSS