الأحد 07 سبتمبر 2025 05:58 مساءً
بين طبشور المعلم وسماعة الطبيب ..وطن ينهار بصمت
في خطبة الجمعة الماضي، أطلق الشيخ حداد باطبي عبارة مؤثرة لاقت تفاعلاً واسعاً:
"العملة قد تهبط ثم ترتفع من جديد، أما التعليم إذا انهار، فقد ضاع جيل كامل، وربما أكثر."
هذه الكلمات لم تأتِ من فراغ، بل تعكس حقيقة مرة يعيشها المواطن يومياً؛ فالأزمة لم تعد أزمة عملة أو أسعار فقط، بل أزمة قيم وبُنى أساسية تهدد مستقبل المجتمع بأسره.
التعليم… من حق للجميع إلى امتياز للأغنياء
تتساقط المدارس الحكومية واحدة تلو الأخرى تحت وطأة الإهمال، فيما يهاجر المعلمون نحو المدارس والجامعات الخاصة بحثاً عن مورد رزق يحميهم من الفقر. ومع هذا النزيف، يتلاشى مبدأ تكافؤ الفرص، ويتحول التعليم من حق أساسي إلى امتياز لا يناله سوى أبناء المقتدرين.
الصحة… صمود على حافة الانهيار
ولم يقتصر التدهور على التعليم، بل امتد إلى القطاع الصحي، حيث يواجه الأطباء والممرضون ظروفاً قاسية بلا رواتب لأشهر طويلة. هؤلاء الذين يُفترض أن يكونوا خط الدفاع الأول عن حياة المواطنين، باتوا عاجزين حتى عن إعالة أسرهم. كيف يمكن لمن يفتقر إلى أبسط مقومات العيش أن يمنح الآخرين الرعاية؟
خطابات جوفاء… وواقع يزداد قسوة
ورغم تفاقم المعاناة، يظل الخطاب الرسمي بعيداً عن هموم الناس. رئيس الحكومة يكرر حديثه عن "الإصلاحات الاقتصادية"، فيما المواطن لا يجد الخبز ولا الكهرباء. أما محافظ البنك المركزي، فحديثه عن "تحسين الأداء المالي" و"ضبط السوق المصرفي" لم يتجاوز حدود التصريحات الإعلامية، دون أي أثر فعلي في حياة الموظفين.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها
المعلم الذي يصنع العقول، والطبيب الذي يحمي الأرواح، كلاهما اليوم على حافة الانهيار. ومع غياب الاستجابة الجادة لمعاناتهم، يتعرض المجتمع كله لخسائر لا تُعوَّض.
الرسالة الأخيرة
المعلمون والأطباء لا يطلبون إحساناً، بل حقهم في رواتب تكفل لهم العيش الكريم، وهو أبسط شرط لبقاء رسالتهم واستمرار الوطن.