من نحن | اتصل بنا | الجمعة 25 يوليو 2025 01:20 مساءً

مقالات
الجمعة 25 يوليو 2025 10:38 صباحاً

عدتُ ... فلم أجد وطني

 
 
عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي تسبقني بخطى واسعة، والطموح يدفعني ألا أعود خائبا. غير أن قلبي كان مثقلا بالخوف، ليس فقط من الغربة، بل من اختلاف طبيعة الكلية التي تمنح الشهادة. فقد كنت أحد خريجي كلية التربية – عدن، قسم الفيزياء، وهي كلية تؤهل معلمي الفيزياء للمدارس الثانوية، بينما الجامعات المصرية لا تمنح شهادات عليا في الفيزياء إلا لخريجي كليات العلوم، الخالية من المواد التربوية كالمناهج وطرق التدريس ووسائل التعليم والفكر التربوي وتاريخ التربية وغيرها ...ومع ذلك، مضيت بتحد وقدمت أوراقي للمجلس الأعلى للجامعات المصرية لمعادلة شهادتي البكالوريوس والماجستير، في خطوة اعتبرت مغامرة آنذاك، حيث كنت أول طالب من جامعة عدن يخطوها. وجاء القرار المنتظر بمعادلة شهاداتي بما يعادلها من الدرجات المصرية، وفتحت —ولله الحمد— الطريق للعديد من الطلاب من خريجي اقسام الكيمياء والاحياء والفيزياء للدراسات العليا في مصر، وبعدها بدأت رحلتي الفعلية.
 
انطلقت في مسار جديد تماما، وسط طلاب مصريين من خلفية علوم خالصة، وكان لا بد لي أن أواكبهم، بل أتجاوزهم. عشنا ليالي طويلة بين الأبحاث والكتب والترجمات والنشر العلمي والعمل المختبري، لا نكاد نفارق مقاعد الدراسة من الثامنة صباحا حتى منتصف الليل في كثير من الأحيان ، وأحيانا حتى الفجر في المعامل والمختبرات. كل ذلك كان بدافع الأمل في بناء مستقبل علمي مشرق، وتحقيق حياة كريمة، والعودة للوطن لنشر ما تعلمناه والمساهمة في تطوير الدراسات العليا في الفيزياء والتخصصات الحديثة. وقد حصلت بفضل الله على الدكتوراه في مجال تصنيع الأغشية الرقيقة المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية والخلايا الشمسية، وهو مجال واعد لا يزال في طور التطور،. مع نشر العديد من الأبحاث العلمية في مجلات عالمية محكمة، وحظيت بتكريم خاص من قيادة كلية العلوم وقسم الفيزياء بجامعة أسيوط وسفارتنا هناك...
 
لكن حين عدت، تبخّرت الأحلام واصطدمت بواقع مؤلم. فلا حياة كريمة، ولا دعم للأبحاث، إلا ما نحاول تحقيقه بجهود ذاتية شاقة. والمفارقة التي تعصر القلب أن راتب المبعوث حين سافرت قبل حوالي سبعة  عشر سنة كان يبلغ نحو 200 دولار رغم استقطاع العلاوات، بينما اليوم، وبعد أن نلت درجة الأستاذية (بروفيسور)، لا يصل راتبي إلى 100 دولار! يا لها من نهاية لا تليق ببداية كتبتها الأحلام بمداد من الطموح والتعب والسهر… عدتُ ... فلم أجد وطني.
ومع ذلك، ستظل جذوة العلم مشتعلة، والإيمان بدورنا باق، على أمل أن يأتي اليوم الذي يُنصف فيه الوطن أبناءه المتميزين، لا أن يغتربوا وهم فيه .

 
 
أختيار المحرر
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
    دائمًا ما يكون للمرء أصدقاء مقربون، ورفاق يسمر معهم ويتشارك اللحظات والخطى في الحياة، لكن أبي كان
    يتسابق كلا من البنك المركزي في عدن والمركزي في صنعاء من أجل فرض السيطرة على مناطق نفوذه مع امتلاك كلا
خدمات ضعيفة وأسعار باهظة في مرافقنا الصحية     تعاني وتشهد جميع مستشفيات الحكومية والعامة، إهمالًا
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025