الأحد 04 مايو 2025 05:17 مساءً
المخدرات تفتك بالمجتمع والكل في صمت عجيب
يعيش المواطن والمجتمع اليمني في دوامة ومجموعة من المشاكل والأزمات الحياتية والاجتماعية، من غلاء الأسعار وانهيار الخدمات، وتفشي الفقر والجهل والمرض، وهذا ما جعل المخدرات تجد لها البيئة والمناخ المناسب، وتلقى رواجا وانتشارا لا مثيل له في البلد، وتشكل الخطر المحدق والموت المحقق، الذي ينتظر شبابه وتدمر مجتمعه ومستقبله، في ظل صمت وسكوت الجهات التنفيذية والأمنية، بالوقوف بمسؤولية بجدية وحزم، أمام هذه الأفة والظاهرة الخطيرة اقتصاديا واجتماعيا، وما لها من أثار في نشر الفساد الأخلاقي والعنف والجريمة في البلد.
الشي الغريب والعجيب الذي لا يدركه ويستوعبه المواطن والمتابع، حين يقرأ وبشكل يومي في المواقع والصحف الإعلامية، عن عمليات مداهمة وقبض عن مروجين ومتعاطين لها، ومصادرة كميات منها وإتلافها في اغلب المحافظات وخاصة عدن، وفي نفس الوقت والسياق لم يشهد ويتابع محاكمات سريعة وحقيقية على أرض الواقع، وإصدار أحكام قوية وقاسية عليهم، تؤكد خطورة ما يقومون به من أعمال ونشاط أجرامي يعاقب عليه القانون اليمني، ليكونوا عبرة للآخرين، مثلها مثل ساير دول العالم في محاربتها للمخدرات، وهذا ما يؤكد على تغّوَل وتمكن العصابات الاجرامية التي تدير نشاطها الاجرامي، من خلال نفوذها وتشابك مصالحها مع أصحاب القرار في البلد، وضعف وتساهل التشريعات القانونية والعقابية المجرمة لها.
أن غياب الاحساس بأهمية وخطر المخدرات، لدى قيادات السلطة الأمنية والتنفيذية بكل إشكالها، وغياب الوعي الصحي والأمني والمجتمعي، في مكافحة ومحاربة المخدرات، بين أوساط وفيات المجتمع ككل، وعدم وجود خطة ودراسة مستفيضة تتصدى لهذه الآفة، التي تفتك وتنهش في جسد المجتمع كالسرطان، عبر هيئة وطنية شاملة، تضم في أطارها شخصيات علمية ودينية واجتماعية في البلد، تضع الحلول والمعالجات ونشرها والتحذير منها، عبر وسائل الأعلام والمساجد والمدارس، وتلتزم بها وتنفذها كل مؤسسات وهيئات الدولة، يجعل الأمر ناقص كمن يحرث في البحر، بمعنى عملهم غير مكتمل ودون فايدة وجدوى.
جهاد عوض