وجعي كبير يا جياد

عادل حمران

صفحة الكاتب

اخطر من كورونا

الا الراتب ياقيادة

ثورة وغضب

اسال الله ان لا يذيقكم مر الفراق ولا وجع وقسوة و وحشة الموت، وخصوصا ان ياتيك ولد وانت تشعر بفراغ وجوع عاطفي كبير بحياتك ومتعطش تسمع منه كلمة "بابا" وفرحان الناس تناديك ابو "فلان"، ولد تعبت وصبرت سنين وبحثت عنه بشتى السبل عشان تكون أب ويكون لك اولاد زيك زي اي انسان وفجئة يقولوا لك شد حيلك "ابنك مات".

صدمة مش قادر تستوعبها وتبقى مصدوم وكانك امام كابوس قاسي وحلم صعب المنال، شعور مؤلم ومشاعر مبعثرة، ولكن الايمان العميق برب العالمين يجعلك تصبر وتصيح من قاع قلبك "لله ما اخذ ولله ما ابقى وكل شيء عنده باجل مسمى"، مش عارف كيف خرجت هذه الكلمات لكنني قلتها بشعور المؤمن الواثق بربه ان كل اقدار الله خير حتى تلك التي نبكي منها بكل دموعنا ونصرخ من قاع قلوبنا لكننا نقولها بملئ الفم "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

انا حلمي بسيط ابقى فقط ابو "جياد" لان جياد مش مجرد طفل عاش سنتين وقضى كثير من ايامه في المستشفى وسويت له اكثر من عملية واسعفته الى مصر وعشت معه ايام صعبة .. لا جياد فرحتي الاولى وفلذة كبدي و ولي عهدي كنت اتعب معه وانا مرتاح وكنت عايش على امل كبير بان جياد سيتجاوز كل الوجع والألم وسيملئ حياتي فرحة وسعادة وسيكون سندي وقوتي ذات يوم.

جياد كان لو اشوفه مبتسم اشعر وكان الدنيا بكلها ابتسمت بوجهي، وفي كل مرض كنت انهزم امامه مازلت اتذكر نظرات فؤاد حين خذلتني دموعي وانا محتضن "جياد"، في احد مشافي عدن قلي "مالك ليش تبكي"، قلت له مش عارف وفعلا كنت مش عارف ليش ابكي!؟ كل الي اعرفه اننا كنت احب جياد حبًا جما وكل حلمي اشوفه مبتسم وبخير.

الحزن سكن قاع قلبي لقد كان وجع رحيله ثقيلاً ، اثقل من أن يتحمله البُكاء ، بكيت ألماً وقهرا و وجعًا على فراقه فـ يا رب، ‏ لا اعتراض على قضائك، فقد بات الشوق لهُ مؤلم، وفي كل لحظة مرّت، شعرت وكأن ظهري انكسر من شدة الحزن، فلا أحد يعوض مكانه في حياتي فراغ غيابه موحش ولا زلت أتخيل أن وفاته حُلم وكابوس قاسي واننا سنلتقي ذات يوم، مازلت أبكيك يا صغيرًا غياباً وفقداً وشوقاً فشوقي قد فاض حدود السماء ودعواتي بان نلتقي عند مليك مقتدر وعزائي الوحيد يا ولدي بانك نائم بجوار الله ارحم الراحمين.

اقسم يا ولدي بان حزني عليك عميق وان وجع فراقك عظيم، لكن اكثر شيء صبرني وقفة الناس بجانبي حسيت نفسي ملكت الدنيا كلها دخلت القاعة الساعة 2 و3 دقائق وكانت ممتلئة والناس من كل مكان بكل اشكالهم قيادات وبسطاء ومسؤولين و وكلاء ورعاه وناس قطعوا مسافات بعيدة من لحج والضالع والشعيب استحيت منهم ومن تعبهم لكن شعرت اننا بوجودهم كثير وان محبة الناس لا تساويها كل اموال الارض، سيبقى موقفهم بقاع قلبي ما حييت، كنت مبسوط بوجودكم حولي والله وفخور بكم حد السماء.

مش متوقع هذا الحضور كله لاجلي مش تقليل من شأن نفسي ولكن الحضور كان جبر كبير لقلبي، رغم انه تعبت من الوقفة والجلسة وانا معروف لمن اخزن ما اتحرك من موقعي بس كنت اقوم بكل حب ورغم الوجع حسيت ان الجميع اولادي واخواني ورفاقي وشعرت بان محبة الناس حاجة عظيمة يمكن ما تلاقيها لو تدفع كل اموال الدنياء ويمكن تلاقيها بمجرد ان تحترم نفسك وتقدر من حولك، شكرا لكم على كل شيء وحفظ الله اولادكم ومن تحبون، ورحم الله روح قلبي جياد��.

#عادل_حمران

18 يناير | 2025م