الخميس 24 أكتوبر 2024 08:22 صباحاً
الانتصار للنفس والانتقام بالنجاح
النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منكِ، ما خرجت قطّ.
بعدها عاد فاتحًا منتصرًا في وضح النهار وهو يقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا!
والفاتح العظيم صلاح الدين الأيوبي- رحمه اللّه - قبل تحريره لبيت المقدس، واسترجاع أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين للمسلمين هزم في معركة الرملة، ولكن بعدها كانت ملحمة حطين!
والإمام الكسائي- رحمه اللّه - كان راعيًا للغنم حتى بلغ 40 عامًا وفي يوم من الأيام رأى أمّا تحث ابنها على الذهاب لتعلم القرآن الكريم، والولد لا يبتغي العلم، فقالت لابنها : يا بني اذهب إلى الحلقة لتتعلم حتى إذا كبرت لا تكون كهذا الراعي!
فقال الكسائي: أنا يضرب بى المثل في الجهل!
فذهب فباع أغنامه وانطلق إلى التعلم فأصبح إمامًا في اللغة، وإمامًا فى القراءات، ويضرب به المثل في العلم وكبر الهمة.
ولي كوان يو خرج باكيًا لشعبه بعد طرد ماليزيا لسنغافورة من الاتحاد الماليزي، ولكنه بعدها صنع معجزة سنغافورة!
وديدييه دروغبا النجم الايفواري تأثرت حين قرأت مقتطفات من كتاب سيرته الذاتية منها مثالًا كيف جعلوه مسؤولي باريس سان جيرمان قبل توقيع العقد بدقائق ينتظرهم لساعات رغم أنهم أخبروه بأنها بضع دقائق وسيعودن له ، ثمّ عاد مكسورًا لبيته، ليوبخه والده بدلًا من أن يواسيه، ويقول له أن لا تصلح لكرة القدم، ألم أنصحك أن تدرس المحاسبة، لكنه بعدها أصبح دروغبا لاعبًا كبيرًا ونجمًا عالميًا، وشخصًا نجح في ايقاف الحرب الأهلية في وطنه، وسفيرًا للأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وفائزًا بدوري الأبطال!
وهارلاند ساندرز عاش يتيمًا فقيرًا، وطرد في الكثير من الوظائف التي عمله، لكنه بعدها أصبح مؤسس سلسلة المطاعم العالمية الشهيرة " KFC ".
الفشل سلاح ذو حدين، فهو يعتمد على حسب تعاملك فإما أن يكون دافعك نحو تحقيق طموحاتك، وإما أن تجعله يحطمك، ولكن طالما بذلت الأسباب، فتيقن بهذه الآية العظيمة:
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " ، وأردف بعدها رب العالمين قائلًا:" وأن سعيه سوف يرى ".
واعلم بأن دائمًا خلف النجاحات العظيمة أوجاع عظيمة، وأنه كما يقول توفيق الحكيم:" لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم"، وتذكر مقولة فرانك سيناترا الرائعة: " أفضل انتقام أن تنجح بشدّة "، وعليك بعلو الهمة، وقوة العزيمة حتى تقول يومًا مثل ما قال" أبو الأحرار " محمد محمود الزبيري:
" يومٌ من الدهر لم تصنعه أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا ".