الجمعة 26 أبريل 2024 09:11 مساءً
كورنيشات ومنتزهات عدن وصعوبة دخول المعاقين أليها
كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة فيه, التي تتناسب كل الفيات والشرائح والاذواق لعامة للناس, وعلى هذا الأساس لو نظرنا لمجمل الكورنيشات والمنتزهات العامة في مدينة عدن, من حيث النظافة والتشجير والالعاب والخدمات الأخرى, لوجدنا أنها ينقصها الكثير من العمل الجاد حتى يجد الزائر لها وفيها, أوقاتا ولحظات ممتعة وسعيدة له ولأفراد أسرته.
أيضا نجد أن هذه المنشآت والمواقع السياحية كحال مرافق الدولة الأخرى, لم تراعي وضع ومصلحة المعاقين حركيا, الذين هم يتنقلون على كراسي متحركة, ولم نرى أي اهتمام ومراعاة لحالتهم الصحية, بعمل ممرات خاصة لهم تناسب وتسهل وصول دراجاتهم اليها, وهذا خلاف لما تسعى له بعض الجهات الرسمية, في سعيها بإتاحة الفرصة للمعاقين وادماجهم في المجتمع, من خلال ما تتخذه من قوانين وقرارات واخرها التعميم, الذي أصدره مدير الأمن لمحافظة عدن مطهر الشعيبي بتاريخ 9\7\2023م, الذي ينص على ازالت كل الحواجز والعوائق أمام طريقهم, من كل الطرق والمرافق العامة في عدن, وأن كان هذا يبدو حبر على ورق.
عدم وجود ممرات خاصة لهم فيها, يظل حاجز معيق ومانع فعلي, يحرمهم من زيارة الكورنيشات والمنتزهات العامة, والاستمتاع بالمنظر الجميل ونسائم البحر العليل, ويدل ويبرهن بشكل قاطع على قصور في الوعي المجتمعي والنظرة الخاطئة للمعاق, ويتعارض مع حقهم الإنساني والقانوني الذي يجب أن يتمتعوا ويحصلوا عليه, بممارسة حياتهم العامة دون قيد أو شرط, وكأي فرد من أفراد المجتمع.
لهذا نتمنى من الجهات المشرفة على هذه المواقع السياحية العامة, والمجالس المحلية والبلديات بالمديريات والمحافظة, مراعاة لوضعهم الخاص وإعادة النظر, لطلبهم المتكرر لهذه الشريحة الواسعة في المجتمع, بعمل ممرات بعد كل مسافة وأخرى لوصول كراسيهم اليها والتنزه بشكل مريح وطبيعي, وفي نفس الوقت تكون صورة حضارية ومتقدمة, ترمز وتشار لقيادة لدولة ومؤسساتها, بمستوى التطور والاهتمام الحاصل بالفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع, وبالتالي يسجل لهم كعمل وموقف وطني ومجتمعي وإنساني تجاه اخوانهم المعاقين.
جهاد عوض