الثلاثاء 20 يونيو 2023 07:25 صباحاً
مات الضمير قبل ان يموت جمال مهدي
مات الضمير قبل ان يموت جمال مهدي الصغير.. مات جمال فلم يكن الاول ولن يكون الأخير.. سيموت كلُّ اطفال عدن لأن من نعتقد انهم يهتمون باطفالنا في سُباتٍ عميق.. في بلدي توقع كلَّ شيء.. مات حفيدي وهو يتمنى نِسمة هواء من اوكسجين..انهم يتلذذون بعذاب البشر..تجاهلوه فمات.. ففي الدول التي تحترم شعوبها.. وناسها ومرضاها.. لو مات طفلٌ بسبب الإهمال.. يقدم المسؤول استقالته فوراً.. بل يعتذر اولاً.. يقدمون استقالاتهم..لانهم اخفقوا في تقديراتهم لموقف ما... لم يفشلوا..كالذي في وطني كلهم فاشلون باصرارٍ غبي.. اطفالنا يموتون واولادهم يتنزهون اطفالنا يزورون المقابر واولادهم يمرحون لم يئن فيهم أحد.. كيف لهم ان يئنون!!! وهم لايعيشون بين أطفالنا لايعانون..لايمرضون أساساً.. في غير بلدي عندما يرى المسؤول انه لايستطيع ان يقدم شيئاً للمواطن.. يعتذر عن تحمل المسؤولية لايخلق مبررات ولا يستجدي البقاء ..
ولا يتنافسون على كرسي السلطة..
لم ارَ دمعات والدي ووالدتي منذُ فترات طويلة لم ارهما يبكيان على شئٍٍ اذْ ذهب..كان المصاب قد بلغ قلبيهما.. قال لي أبي (أطال الله في عمره) مات اخوك محمد ومات محمد ولدك..وكلها حوادث لم يمسنا أساً.. (قضاء الله وقدره)وفي كل شأنٍ نحمدُ الله ونشكره. ولكن ان يموت هذا الطفل بهذه الوحشية..يحلق بعينيه ويشخصها يصارع الموت.. يتشبث بالحياة..وكأنه يقول أنقذوني سأموت.. ولانستطيع أن نعمل له شيئاً.. غصةٌ في الحلق وعَبرةٌ في القلب.. الكهرباء قتلتنا ياولدي ومستشفياتنا لاتشبه مكاناً في العالم كله.
مات جمال مهدي الصغير بين يدي أبيه وهو يجري به فاقدًا عقله بين المستشفيات..لعل وعسى يجد ماينقذ طفله.. مستشفى الصداقة المعني بالاطفال لاتوجد فيه ابسط مقومات الإنقاذ.. صاح ولدي فين اروح طفلي يموت... بينما هو في نقاش عقيم..مات حفيدي بين ذراعي أبيه..فعاد به إلى بيته وجهزه بكفنه وسار به إلى المقبرة يجر اذيال الخيبة ودمعاته تحكي.. وداعا ياولدي في بلدي لااستطيع ان أحميك..لا استطيع ان أوفر لك نسمة هواء . سنلتقي عند عزيز منتقم جبار.. ترى من هو الطفل التالي..
فبينما أطفالنا يبحثون عن نسمة هواء،،
كلُّ المسؤولين في سبات ونوم عميق...