الخميس 15 يونيو 2023 03:37 مساءً
من يحدد....البوصلة ؟
فعلا علينا أن نسأل بوضوح وبتجرد كامل كلما كان ذلك ممكنا بعيدا عن العواطف والقناعات المسبقة لأن أي محاولة للخروج من كنف الأزمة يتطلب ذلك بالضرورة
اذن هل تحدد بوصلة عملنا ومعركتنا متعددة الأوجه آلية ما يمكن تسميته بالية قارئة الفنجان ام نعتمد على القراءة التي تعتمدها آلية زرقاء اليمامة ❓
تسع سنوات مرت ولا شئ قد تبين في الأفق إلا ذلك الاستنتاج الموكد على أن فصول الأزمة في بلادنا كانت ثقرا خارج العقل السياسي الممتلك لادوات تحركه والممتلك لوحدة قرارة والممتلك لإرادته الفاعلة المستقلة لذا كان الوقوع في افخاخ قراءات قارئة الفنجان هو الأقرب وهو الاصوب أو هكذا تم اعتماده اعتمادا على جملة من المفارقات السياسية لعل أخطرها كان متمثلا بالعناصر الآتية
...اولا...الصراعات الجانبية بين أطراف الملف الوطني إلى درجة المواجهات بعد ما تركت حرب عام ٩٤ آثارها المدمرة على النسيج الوطني اليمني بشكل صعب مع الايام تعافية بل تزايد وهنا وضعفا
...ثانيا...غلبة التأثيرات ذات الطابع التقليدي قبليا على مدارك الحس السياسي ومحاصرة بل ومواجهة اي حضور لمفاهيم تمت بصلة للدولة والنظام ومن هنا كان الانقلاب مبكرا على مخرجات موتمر الحوار الوطني
.... ثالثا...ظل الخارج والجوار يهيمنان على اتجاهات وفعالية اي توجهات وطنية صوب تعزيز مكانة ومتانة وضرورة التلاحم الوطني على المستوى الوطني كله
....رابعا.... شرعنة القوة بديلا الحوار
.... خامسا.... منابت التمويل والارتزاق خاصة للقوى التى تماهت مع آلية الحرب واستمرارها ذلك شكلا معا معاول هدم لاى بناء يعتمد الحوار والسياسة وتلك خاصية زرعت تاريخيا في البلاد وتم نفخ الروح فيها بعيد أن تفرقت ايادي سباء بعد حرب ٩٤ والحروب الستة المفتعلة بين صالح والحوثي وبعد القضاء على بزوغ حركة تحرى شعبية من أغلال نظام العصبوية القبلية غداة ما سمى بثورات الربيع العربي حيث مثلت ظاهرة اا فبراير تجاوزا ثوريا لها لذا جوبهت بالقمع من قبل كل القوى التي تعاملت معها كخطر قادم لابد من إيقاف مساره وقد تم
..سادسا.. عاصفة الحزم...يمكن القول هنا أن حالة التماهي التي أصابت الأغلب من الطيف السياسي الذي باركها دونما دراسة كافية لأن الحرب كانت مفاجأة
..سابعا..الانقلاب في صنعاء... شكل إلغاء لحقبة وطنية وتجاوز لآلية حوار كان أنصار الله طرفا فيها
تاسعا....هيمنة الخارج والاقليم....
من حين اندلعت الحرب عام ٢٠١٥ ظل القرار الوطني مرتهنا للخارج والخطير أن الارتهان كان بنفس الدرجة ليس متفاوتا حتى إن قلنا إن أنصار الله يظهرون تصلبا مع أطراف التحالف لكنهم أشد تبعية للموقف الإيراني دعما وتمويلا وأطراف الشرعية لم تكن بعيدة عن ذلك وبنفس النكهة والتبعية تشكلت علاقات أطراف الحركة السياسية جنوبا مع كل أو بعض التحالف تبعية وتمويلا
نحن الآن كبلد وشعب مكبلون بذلك خاصة وقد تمحورت صلات وعلاقات ومصالح وارتباطات بات معها ملف الأزمة في بلادنا مشدودا بقوة متفاوته مع الأطراف المجاورة أو الابعد خاصة تلك التي مولت استنبات قوى مليشاوية قرارها النهائي بيد من كون ومن لا يزال يمول وهي قوى على الأرض تستنهص عند الحاجة وتشكل حالة تمزق وطني داخلي حقيقي خاصة بعد أن تم تجربد الجمهورية من جيشها الوطني حالة جمهورية بلا عنوان وطني بجيش وطني أحدي أضعف حلقات التسوية المعوجة التي قد يدفع شعبنا ثمنا فادحا لها
اخيرا ها قد مرت عشر سنوات ماذا جنينا لا شيئ غير
.... وطنا ممزق
.... دمارا كاملا للاقتصاد ووحدته وترابط قطاعاته
.....دمارا للبنية الأساسية للوطن كله
....تمزيق الروح المعنوية والوطنية للمواطن بات ممزقا
وهنا نسأل
وما العمل اذن؟
نخرج من حالة النوم اللذيذ اعتمادا عن معيار القراءة بمنظار قارئة الفنجان والدخول لمعترك القراءة بمجهر مختار الصحاح
.....لا تسوية دون مشاركة حقيقية لكافة الأطراف بلقاء وطني يعيد تجسيد الشراكة الحقيقية التي جسدتها مخرجات الحوار الوطني
....التوافق الوطني شمالا وجنوبا عن افضل السبل التي تصون دماء اليمنيين اولا وتضمن أمن واستقرار اليمن والدخول في تناول حقيقي لمسار علاقة الشطرين لأن الواقع الحالي الذي جرى عمدا وبسبق إصرار وتعمد على تدمير حالة وحدة البلاد لكن ذلك لا يعني ولا ينبغي أن يعني حالة القطيعة والحرب بل يعني البحث عن بديل وطني كحل توافقي وهنا نسأل الذين يذهبون الى اخر الدنيا يقيمون الموتمرات بحثا عن يمن مدمر بالتأكيد لن يجيدوه لا في هولاندا ومتعها ولا في الاردن ورحابه سيجدوه في صنعاء تحت الحصار في عدن يقتلها القيظ والحر سيجدوه على طاولة حوار تمولها عقول تتجاوز خلافاتها لصالح وطن جرى تدميره تحت وهج مشاريع الفصل السابع وعاصغة الحزم وعاصغة الامل وطروحات إعادة شق الوطن وملشنة كيانه وتمزيق اوصاله أنها رسالة نوجهها لمن تبقى من عقلاء الوطن عقلاء اليمن