السبت 27 مايو 2023 02:38 مساءً
قبل سنوات كانوا مع الجنوب في تقرير مصيره
كنا سألنا: (قبل سنوات كانوا مع الجنوب في تقرير مصيره، والآن قلبوا العكس تمامًا، ما الذي حدث لأصدقاء الدوحة؟)
أخذت السيدة توكل كرمان رشفة من فنجان قهوة تركية، وردت:
(أنت فاهم تقرير المصير غلط، هذه هي المشكلة. هذا المصطلح فقط وفقط وفقط يطلق على التحرر من الاستعمار، وثانيًا الوحدة اليمنية باقية ما بقت السماوات والأرض محمية بقوة الشعب الجبار ذي البأس الشديد، باقية رغم أنف أبوظبي والرياض والدوحة وأنقرة وعد إلى آخر عواصم العالم.)
سكعنا بدورنا رشفتين من كوب شاي محلكد، وأوضحنا:
(الجنوب ليس محافظة يا سيدة توكل. الجنوب كان دولة معترف بها دخل وحدة طوعية.
ما هو تعريفك للوحدة ولحرب 94 وللجنوب قبل ذلك؟
هناك جمهوريتان توحدتا طوعًا في 90 واندلعت بينهما حرب أخرجت إحداهما من الشراكة. ليش تتعامي عن هذه الحقائق البديهية؟
أنتِ حائزة على نوبل للسلام، ليش مصرة على لغة "باقية ما بقيت واشربوا من البحر"؟
ما قيمة الوحدة إن لم تكن على أسس صحيحة وفي حالة من التراضي والقبول الشعبي؟
إذا كان الشعب في الجنوب في حالة معارضة لهذه الوحدة، فكيف لها أن تستمر بهذا الشكل؟
تقرير المصير حق أصيل وطبيعي في مثل هذه الحالة.
أما في حالة الاستعمار فلا شيء غير التحرر.)
أضافت صاحبة نوبل فنجانًا آخر، بن يافعي هذه المرة، وقالت:
(الحرب لم تكن بين الجنوب والشمال بل بين فريق علي الصالح المكون من الجنوب والشمال وفريق البيض المكون من الجنوب والشمال أيضًا،
كما أن الوحدة الطوعية لا يسقطها الانفصال القسري أبدًا أبدًا أبدًا، تحتاج موافقة اليمنيين من سقطرى حتى صعدة، موافقة طوعية على الانفصال وإلا لن ولن يحدث، وهو والعدم سواء. وبرضه معلوماتك عن تقرير المصير غلط في غلط. راجع المواثيق والعهود الدولية ذات الصلة وستكتشف أن المصطلح فقط خاص بالتحرر من الاستعمار وليس بفصل الأوطان والدول.)
سكعنا محلكدًا آخر، وسألنا:
(كيف قرر جنوب السودان مصيره وهو أصلًا حتى لم يكن دولة من قبل؟)
ضحكت أم آرام وقالت:
(برضى الشمال والجنوب، وبرضه مش تقرير مصير وهذا يحيلنا إلى سؤال آخر: لماذا لم يتم الاعتراف بجمهورية أرض الصومال حتى بعد ثلاثين عام من إعلان الانفصال؟ والجواب: لأن الشعب الصومالي لم يوافق في جميع أرجاء الصومال.)
رشفتان من عصير عنب طبيعي، قدّم لنا هذه الخاتمة التي ظلت دون رد:
(إذن إما أنك لا تعرفين ما هو تقرير المصير كما هو يا سيدتي، أو أنك تعرفين وتسعين لتحريف الكلم عن مقاصده.
الدلائل كثيرة عن تقرير المصير. وهو لا شك يتطلب موافقة الشمال، فإما أن تأتي هذه الموافقة طوعًا أو أن تأتي بالكفاح واستخدام القوة. ولا أحد مع العنف؛ لأن نهاية كل عنف هو ما كان يمكن الحصول عليه بكل سلام بدونه.).
من صفحة الكاتب في فيسبوك