من نحن | اتصل بنا | الاثنين 18 نوفمبر 2024 10:45 صباحاً

مقالات
الأربعاء 01 مارس 2023 05:41 مساءً

سياسة ترحيل المشكلات

 
الغموض ، والمواقف المبهمة والمشوشة تجاه قضايا الخلاف الرئيسية داخل منظومة الشرعية ترك كثيراً من الفجوات والفراغات التي أخذ يملؤها المتطرفون والخصوم وأصحاب الحسابات الخاصة على السواء .
وفي أزمنة سابقة كان مثل هذا الوضع يفضي إلى مواجهات مسلحة داخل المنظومة السياسية الواحدة ، حتى أنها خسرت نفسها ومكانتها ومعه القضايا التي تحملها .
كان التعاطي مع الخلاف يتم بطريقة ترحيل المشكلة والحل تحيناً لنشوء ظروف يعتقد كل طرف أنها ستكون لصالحه ، ولذلك ترك الجميع المكاشفة الصريحة والبحث عن حل قابل للتنفيذ ، وراح كل طرف يؤطر كل ما هو تحت يده من امكانيات مادية وبشرية لخوض صراع داخلي حينما تتعذر التسوية ويصعب التفاهم . 
إن سياسة ترحيل المشكلات ، وتحويلها إلى بؤر لصراعات أشد ، هي ثقافة انتهازية طالما أسست لتلك الصراعات الدموية التي شهدها اليمن السياسي . ولا زالت حتى اليوم تمارس بنفس الفهم الذي أورثنا هذا الوضع المأساوي .
لقد فوتت المنظومة السياسية للشرعية على نفسها فرصاً كثيرة لوضع خارطة واضحة لمعالجة القضايا الداخلية التي تراكمت بسبب السياسات الخاطئة القديمة للنظام السياسي ، وبهذا فقد تداخل هذا الوضع المرتبك بالقضية الأساسية التي يتوجب عليها أن تتفرغ لها باعتبارها قضية وجود لليمن بأكمله . 
تكمن المسألة في أن منظومة الشرعية السياسية  هي اليمن كله بأحزابه ومنظماته وقبائله وصراعاته المرحلة وماضيه وخصوماته وتناقضاته في مواجهة جماعة واحدة يقودها شخص واحد من وراء شاشة التلفزيون . القاسم المشترك لهذا اليمن في مجموعه هو إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة من أيدي هذه الجماعة .. وعلى طريق تحقيق هذا الهدف كان لا بد من التصدي بحكمة وشجاعة لقضايا الخلاف :
١/ قضية الجنوب ؛ ٢ / قضايا الصراع المرحلة ؛ ٣ / تجاوز الاستقطابات الإقليمية التي عصفت بالوحدة الداخلية لمنظومة الشرعية ؛ ٤ / العلاقة بالتحالف في ضوء فهمهم لمكانة اليمن في المعادلة الجيو سياسية للإقليم ، وذلك لتقييم درجة الاستعداد الذاتي لانجاز المهمة الكبرى .
في ضوء ذلك لا يجب أن نذهب بأي خلاف في الوقت الراهن إلى ما وراء الحقيقة التي تقول أن الجميع شركاء في التصدي لهذه الكارثة ، وأن لا يجب أن يذهب بهذا الخلاف الى المستوى الذي يهدد هذه المنظومة التي يتوقف على تماسكها مستقبل اليمن . الجميع شركاء في هذا الميراث الذي عطل القدرة الذاتية على المكاشفة واللجوء إلى ترحيل المشكلات . 
المهم هو أن نتعلم كيف نتعاطى مع حقائق الحياة التي هي في الاساس صناعة بشرية ، وكل صناعة بشرية يكمن سرها لدى البشر أنفسهم ، أي أن بوسعهم حل أي مشكلة تنجم عن ذلك عبر إدارة رشيدة للمصالح التي هي أس المشكلة إذا ما تضخمت عند البعض وسدت طرق الحل .

 
 
أختيار المحرر
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
أضرار شرب الليمون قبل النوم: آثار خطيرة على الجسم!
اكتشف تأثير البلح الأصفر على مستويات السكر والكوليسترول.. مفاجأة
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
    النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني
كان عمي هلال في ال14 عندما أرسله جدي من القرية الى بيتنا في مدينة تعز لقضاء عدة اسابيع قبل حلول الخريف والعام
    ما تثير الدهشة وتوقظ الاستغراب هي قضية الإنسانية التي تملأ قلوب بعض من يعيشون بيننا. بشكل أو بآخر، تجد
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024