من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 02 ديسمبر 2025 12:01 صباحاً

مقالات
الأربعاء 01 مارس 2023 05:41 مساءً

سياسة ترحيل المشكلات

 
الغموض ، والمواقف المبهمة والمشوشة تجاه قضايا الخلاف الرئيسية داخل منظومة الشرعية ترك كثيراً من الفجوات والفراغات التي أخذ يملؤها المتطرفون والخصوم وأصحاب الحسابات الخاصة على السواء .
وفي أزمنة سابقة كان مثل هذا الوضع يفضي إلى مواجهات مسلحة داخل المنظومة السياسية الواحدة ، حتى أنها خسرت نفسها ومكانتها ومعه القضايا التي تحملها .
كان التعاطي مع الخلاف يتم بطريقة ترحيل المشكلة والحل تحيناً لنشوء ظروف يعتقد كل طرف أنها ستكون لصالحه ، ولذلك ترك الجميع المكاشفة الصريحة والبحث عن حل قابل للتنفيذ ، وراح كل طرف يؤطر كل ما هو تحت يده من امكانيات مادية وبشرية لخوض صراع داخلي حينما تتعذر التسوية ويصعب التفاهم . 
إن سياسة ترحيل المشكلات ، وتحويلها إلى بؤر لصراعات أشد ، هي ثقافة انتهازية طالما أسست لتلك الصراعات الدموية التي شهدها اليمن السياسي . ولا زالت حتى اليوم تمارس بنفس الفهم الذي أورثنا هذا الوضع المأساوي .
لقد فوتت المنظومة السياسية للشرعية على نفسها فرصاً كثيرة لوضع خارطة واضحة لمعالجة القضايا الداخلية التي تراكمت بسبب السياسات الخاطئة القديمة للنظام السياسي ، وبهذا فقد تداخل هذا الوضع المرتبك بالقضية الأساسية التي يتوجب عليها أن تتفرغ لها باعتبارها قضية وجود لليمن بأكمله . 
تكمن المسألة في أن منظومة الشرعية السياسية  هي اليمن كله بأحزابه ومنظماته وقبائله وصراعاته المرحلة وماضيه وخصوماته وتناقضاته في مواجهة جماعة واحدة يقودها شخص واحد من وراء شاشة التلفزيون . القاسم المشترك لهذا اليمن في مجموعه هو إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة من أيدي هذه الجماعة .. وعلى طريق تحقيق هذا الهدف كان لا بد من التصدي بحكمة وشجاعة لقضايا الخلاف :
١/ قضية الجنوب ؛ ٢ / قضايا الصراع المرحلة ؛ ٣ / تجاوز الاستقطابات الإقليمية التي عصفت بالوحدة الداخلية لمنظومة الشرعية ؛ ٤ / العلاقة بالتحالف في ضوء فهمهم لمكانة اليمن في المعادلة الجيو سياسية للإقليم ، وذلك لتقييم درجة الاستعداد الذاتي لانجاز المهمة الكبرى .
في ضوء ذلك لا يجب أن نذهب بأي خلاف في الوقت الراهن إلى ما وراء الحقيقة التي تقول أن الجميع شركاء في التصدي لهذه الكارثة ، وأن لا يجب أن يذهب بهذا الخلاف الى المستوى الذي يهدد هذه المنظومة التي يتوقف على تماسكها مستقبل اليمن . الجميع شركاء في هذا الميراث الذي عطل القدرة الذاتية على المكاشفة واللجوء إلى ترحيل المشكلات . 
المهم هو أن نتعلم كيف نتعاطى مع حقائق الحياة التي هي في الاساس صناعة بشرية ، وكل صناعة بشرية يكمن سرها لدى البشر أنفسهم ، أي أن بوسعهم حل أي مشكلة تنجم عن ذلك عبر إدارة رشيدة للمصالح التي هي أس المشكلة إذا ما تضخمت عند البعض وسدت طرق الحل .

 
 
أختيار المحرر
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
إجراءات غريبة جداً تتحدث عنها "ناسا".. ماذا يحدث لرائد الفضاء إذا مات على سطح القمر؟
دعا لتوثيق شامل للمقامات الشرقية الصوتية خلال عامين : تركي آل الشيخ يترأس مؤتمر الموسيقى العربية في الرياض
باب الديمة لا يغير خرابها… ولا يُصلح وطنا متهالك
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
تحتاج حضرموت قبل ، وأكثر من أي شيء آخر ، إلى تذكيرها بأنها حضرموت التي تميزت دائمًا بتمسكها بقيم الدولة ،
    الديمة… ذلك البيت الصغير الذي كان يُبنى في الأراضي الزراعية عشوائيا لغرض مؤقت، كمكان لحراسة مزرعة
أصناف البشر بين الذكاء والغباء… قراءة في طبيعة السلوك الإنساني وانعكاسها على واقع      تختلف صفات
  دخل متحف آرمات عمان عصر جديد من احترافية العرض والتنوع، في ظل الإضافات المستمرة التي يقدمها رائد المتحف
رغم أننا جيل محظوظ عاش زمن ميسي، إلا أننا اليوم ندرك أن كل مباراة لم نشاهدها له كانت خسارة شخصية
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025